تخيل أن الإنسان لا يرفض و لا يتمرد على الاكاذيب مهما امتلكت من سلطة و لا يعرف (لا)
تخيل شكل العالم و انسانه مستعد أن يقبل كل شيء دون أدنى سؤال او مراجعة لما يستقبل من الأفكار و المفاهيم
تخيل شكل العالم بدون إنسان يقف و يصرخ بوجه الظلم
يقف ضد ما يجرده من حق من حقوقه تخيل ذلك العالم
ما الإنسان بدون تلك الخواص التي تؤكد على إنسانيته و تجعله كائن منفرد متميز يستحق أن يكون خليفه الله في الأرض
ان قدرتنا على طرح الأسئلة حول ماهية الأشياء و طبيعة عملها لا تعجب أولئك الذين يستمدون من أوهام الناس سلطتهم و كل من يعمل سوى كانوا افراد او مجموعات على تقويض او قمع او إعادة تشكيل تلك الخواص لتتناسب مع سلطته هو عدو للإنسان
فتجد وسائل الإعلام في العالم تعمل على قولبة العقول و جعلها غير قادرة على التفكير النقدي عبر تغذيتها بالأوهام و الأكاذيب و تصفية كل وسيلة قد تجعل منا أحرار و أعدادنا لنكون جزء من القطيع و سلوكه حتى نعتبر بشر طبيعيين و صالحين و لا نخرج على المسارات المرسومة لنا التي تشكل سلوكنا وان نبقى مسجونين داخل تلك القضبان غير المرئية التي نساهم في تشكلها نحن عندما نسلم عقولنا إلى غيرنا
ان نفكر كما يفكر الآخرين لأجل أنهم أعلى سلطة منا لا لأن ما يفكرون فيه حق او يتوافق مع الواقع هو قتل لإنسانيتنا
فكل تفكير يفكر خارج تلك الطرق المألوفة و يكسر البرمجة التي نمت العقول في مستنقعاتها هو اختبار للحرية و كل سؤال يقلق أي سلطة سوى كانت علمية او سياسية او اجتماعية هو حق لكل إنسان