’ ألم أقل لكَ إنك وحيدٌ تمامًا هل تذكر تلك الجملة ؟! تلك الكيمياء الغريبة التي تدور في ذهنك .. ألم أقل لك إنهم في حاجة لك فقط ،، انظر ماذا حدث عندما كانوا في حيرة من أمرهم ؟ لقد قصدوك سنينًا في أمورهم ولكنك الآن تتلون بألوان العذاب على وجهك النحيل .. تنطق عيناك ووجهك ويخجل لسانك .. لكن ألم يكونوا كذلك وأنت تفهم ؟! نعم كنت كذلك .. ’’ 

وصاحبنا يتململ في فراشه يتقلب كمن يُغلى على النار تارة على جنبه الأيمن وتارة الأيسر وعلى ظهره .. ثم يضع الوسادة على رأسه بالكامل ولكن عبثًا يحاول طرد الصوت .. 

’’ الحيرة .. نعم .. التشتت .. ضياع التركيز .. أختصر عليك كل ذلك فهو العجز .. نعم أنت عاجز عن اتخاذ القرار فهو أكبر منك تلك المرة .. حاولت الأخذ بالشورى لأول مرة فلم تقدر على البوح ومن سمع قد أقض مضجعك بالتناقض .. ! 

يا لك من ضعيف الآن .. ما بال سيد اللحظات الأخيرة والتركيز الكبير هل انكب على وجهه ؟! تلك الهالة المضيئة لقد ضاعت ولم تبقِ لك سوى الشك في نفسك وزعزعة الثقة .. الإحساس بالشذوذ عن الجميع والوحدة .. وبالطبع الكثير من الغضب .. الكثير جدًا مع بعض الحماقات التي كنت تبصق على فاعليها .. هل تذكر ؟! 

تُرى ما الذي يحدث لك ؟! أين عزيزك في سنواتك العجاف أخبرني ؟ لا تتعلم من الخطأ مرتين أنت أبدًا أليس كذلك ؟! ’’

وصاحبنا يقتله الصداع وفي لحظة دك رأسه في الحائط فأغمض عينيه ولكن الصوت لم ينقطع ..

’’ إن كل أحبتك موتى يقبعون تحت التراب هل يذكرك هذا بشيء ؟ أخبرني الآن من أنت يا مُتقطع الأوصال ؟! .. 

سأشاهك من بعيد مع تلك الثلة المترقبة لذلك المشهد الختامي الجميل .. هل تشعر بالوحدة والضعف وفقدان كل شيء الآن ؟ هذا رائع ونود أن نرى النهاية بالتصوير البطئ كي نتلذذ بها جميعًا ’’ 

،،

#هلاوس2