’’ أين أنا ؟! .. صحراء !! ..

أرقد كمن أصابه الفالج لكن رأف برأسي .. شيخي ! وكذلك ...! ما الذي يحدث هنا ؟! كيف أنتما هناك ؟! 

قطع ذلك صوت شيخي : أقبل عليّ ولا تلتفت لهما يا بني ! لا تنظر لهما .. لا تقبل عليهما ! أرجوك تعال إليّ ! 

كدت أن أطيعه محاولاً الزحف برأسي فباغتني صوت أعلمه جيدًا ! صوت أتوق لسماعه .. وتبعه آخر اشتقت له أيضًا رغم بعد زمنه ! .. : تعال إلينا نحن هنا .. أقبل يا عزيز القلب وساكنه ! 

إن ذلك العليل الميئوس من مرضه قد وجد علاجه أخيرًا ؟! كنت مصعوقًا .. حياتي تعود لنضرتها .. ولكن يستقطعني شيخي وما أقساه ! : لا تلتفت لهما ! وهل يُبعت الموتى إلا يوم النشور ! 

شعرت بحقل ألغام انفجر في رأسي إثر كلمته .. نعم إنه محق تمامًا لكن ..! 

من هذا الشبح الرابع أمامي أيضًا .. إنها هي الأخرى ! يزال لثام العتمة عنها ! .. تبتسم ثم تدير ظهرها وتتحرك ! .. مهلاً لكن عليها أن تنتظر .. لابد أن ألحق بها فهذه ليست من الموتى يا شيخي .. لكنه العجز التام وأرقد أيضًا بين صيحات الشيخ على يميني وهما بصوتهما الرقيق المعتاد خلفي وهي تسير أمامي .. وأنا لا أحرك إلا رأسي في زوايا قائمة ولكم تمنيت أن يكسر عنقي وأنتهي من ذلك القتل البطيء والمشين .. 

’ عزيز مصر يموت مشلولاً لا يقدر على القرار .. خيبت ظني بك , وأطلق قهقهة مرعبة وكان متمم الاتجاهات قادمًا عن يساري ! 

’ الوعد الوعد .. العهد العهد ! .. ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى .. معيشة ضنكا! .. معيشة ضنكا ! .. صلاة العصر .. حبط عمله ! .. حبط عمله ! .. نقيض له شيطانًا فهو له قرين ! .. له قرين ! .. العهد العهد .. الوعد الوعد ! .. الذين ضل سعيهم ! .. ضل سعيهم .. أبواب مؤصدة ! .. الأمانة في العهد فحيَ على الفلاح .. حيّ ! ’ 

ما ذلك الرعب الذي يحدث أين أنا وكيف تلك العتمة! يجب أن أتحرك إلى العهد لكن قبله القرار .. يجب أن ..! 

’ قُلت لك أنك لا قِبل لكِ بي .. كانت مكيدة رائعة لغرورك كي تستهين بقدراتي وأبدو لك قليل الحيلة لتتمادى في غرورك واستخفافك بي ! أيها الأحمق أنا من أخرجت آدم من الجنة فلا أستطيع إخراجك أنت من صومعتك لأرضي ؟! ظننت حقًا أنك عزيز مصر ؟ ظننت نفسك أقوى من آدم نفسه ! .. أنت الآن على أرضي ! ’ 

لم يدب فيّ الخوف بل شعرت بأحشائي تنبض كقلب جواد يركض من أقصى الأرض لمغربها ! رعب وذعر .. ارتعدت فرائصي ونكصت على عقبي للوراء فلم أقدر أيضًا ! .. 

كانت الكارثة أن ينعقد لساني فيبدأ بتلاوة سورة الفلق ثم ينعقد ! .. بتلاوة الناس ثم لا يلبث أن يشل ! وهو يضحك بصوت يدك قلبي رعبًا ..! 

’ الوعد الوعد ! .. العهد العهد .. حيّ على الفلاح ! ... ’ 

’ سأريك وجهي الآن أيها الترابي استعد لنهايتك ’ 

.... 

’ لاااا !!! ’ شهقت كغريق انتشلوه من قاع المحيط الأطلسي ! 

’ بني ! ماذا هناك ؟ لا بأس عليك ليتني كنت انا لقد أثرت الرعب فيّ ! ’’ 

’ أمي ! أين نحن ؟! كم الساعة ’ شعرت بخدر في جسدي وحرارة وإعياء شديد !

’’ كنت محمومًا منذ يوم يا قرة عيني والآن نحن بعد المغرب ’’ ..

،،

#هلاوس

#KIVO