محمد عبد المجيد يكتب ..............المدير القائد ,
انتشرت خلال السنوات الأخيرة تعريفات عدة عن (المدير) و (القائد)، وساهمت السوشيال ميديا بدورها في اظهار الفرق بين المصطلحين وبالتحديد من وجهة نظر أصحاب نظرية (القائد أفضل وأهم من المدير).
لكن وبمرور الأيام اتسعت دائرة التعريف والتفريق بين المصلحين حتى تطورت النظرية الى حد شيطنة مصطلح (المدير) وجعل مصطلح (القائد) في منزلة الملائكة المعصومين من الأخطاء.
ومن وجهة نظري، فإن هذا التصنيف والتفريق بين المدير والقائد جاوز الحدود المقبولة، بل كلا المصطلحين ينحدران من مصلحين اخرين هامين وضروريين لتطوير الأعمال وتحقيق النجاح المهني المرغوب الا وهما مصلحا (الإدارة) و (القيادة) ولا غنى عنهما لأي مؤسسة أو شركة.
ولعل السبب في شيطنة مصلح (المدير) هو وللأسف سوء استخدام بعض المدراء لموقعهم الإداري بغير قصد وتعاملهم بأسلوب غير مرغوب فيه مع زملائهم أو مرؤوسيهم. ولكن وفي المقابل لا يجوز أبدا أن نغفل دور (المدير القائد) الناجح في عمله والداعم لفريقه وزملائه.
إن القيادة ليست مسمى وظيفي بل هي مجموعة من السمات والصفات التي يجب على كل المدراء أن يتصفوا بها لتمكنهم من تحقيق أهدافهم المهنية وأهداف المؤسسة أو الشركة التي يعملون لأجلها فيستحقوا لقب (المدير القائد).
ومن هذه السمات القيادية للمدراء القادة (على سبيل المثال وليس الحصر):
- الذكاء المهني في التعامل والتواصل مع الزملاء والمرؤوسين، بحيث يحقق لهم ذلك أعلى درجات الكفاءة والفعالية في انجاز المهام الوظيفية المطلوبة.
- التوقف عن توجيه اللوم والتوبيخ، واستبدال ذلك بعبارات الشرح والتشجيع والدعم وتكرار ذلك مهما اقتضت الحاجة إليه.
- عدم شخصنة المواقف، فإن (المدير القائد) يعمل فقط لصالح الشركة من خلال فريق العمل المتكامل ولا يحمل بقلبه شيئا تجاه الزملاء أو المرؤوسين.
- الاحترام، وهي من أهم سمات (المدير القائد)، فهو يتابع تنفيذ المهام بكل حزم، آخذا بعين الاعتبار ضرورة احترام الجميع، مؤمنا أنه لا يحق له بحال أن يتجاوز الحدود المهنية تجاه الزملاء حتى لو صدرت بعض الأخطاء أو تكررت من قبل فريق العمل.
- (المدير القائد) دائما ما يبدأ بنفسه أولا، فيتابع مهامه أولا بأول، ومن ثم يحدد لفريق عمله مهاما واضحة ويدربهم على آلية التطبيق ويدعمهم لإنجاز المهام على الوجه الأكمل حسب الإجراءات المحددة لذلك
- التوجيه والمرونة والذكاء الاجتماعي والشكر والمكافأة وتوجيه العقاب للمخالفين حسب الإجراءات القانونية (عند الضرورة) والصبر والمواساة والتفهم والاحتواء والتقدير والانصاف وحسن التواصل كلها من اهم سمات (المدير القائد)
اننا في عصر التطور المهني المتسارع، وعلى قدر ادراك (المدير القائد) لاحتياجات العصر المهنية وتفهمه للظروف المحيطة , على قدر ما سيمكنه ذلك من حسن استغلال وإدارة الموارد البشرية على الوجه الأمثل لتحقيق الأهداف المستدامة .
دمتم بخير