هل زعامة التحالف تؤسس الثوابت الطائفية ؟...
رحيم الخالدي
مر التحالف الوطني بعد وفاة سماحة السيّد عبد العزيز الحكيم، بمرحلة حرجة جداً، وصلت حد التفكك! وما زالت حتى بداية إستلام نجله رئاسة التحالف، بعد مرور السنوات الثمان التي أوصلت مكونات التحالف إلى التناحر والإتهامات والتقاذف بالتهم، التي جعلت من التحالف عدداً من غير نتاج لناخبيه! الذين وضعوا كل آمالهم به، لكن الذي يملك زمام الأمور ذهب بعيداً، مستغلاً كل الإمتيازات والأموال التي تم هدرها ولا يُعْلَمْ أين انتهى بها المطاف لحد يومنا هذا، مما أدى بالنفور.
هنالك بعض من الجمهور ينظر ويقرأ ويستقرِأ، بنظرةٍ بعيدة للجولة القادمة من الإنتخابات، وما ستنتجه! ومن سيعتلي رئاسة الوزراء؟ وهنالك سيكون الكلام، سيما وأن المواطن قد جرّب الحاليين، والسباق الإعلامي قد بدأ بالتحضير للبرامج الإنتخابية، وعرض البضاعة التي تم ترويجها سابقاً، ولكن هذه المرة تختلف عن سابقاتها، كون المواطن العراقي اليوم ليس كالأمس! بل يجب أن يرى شيئاً مختلفاً هذه المرة، من خلال الثوابت، ومن بقي عليها ممن خرج، سيما وأن كل كتلة كان لها برنامج إنتخابي .
هنالك أصوت بدأت تعلوا في الإعلام، والخوف من التحالف الوطني، بعد إستلام الحكيم زعامته، ومن المعروف انه يلم بين طياته المكونات الشيعية، وبما أن هدف السيد عمار الحكيم مأسسة التحالف، وجعله قوة لها ثقلها في العمليةِ السياسية، وما لهُ من تأثيرٍ قويِ على باقي الكُتل المُشاركة إذاً هنالك قوة ونظرة بعيدة المدى، تمتد لسنوات طويلة كما هو الحال اليوم في المجلس الأعلى مع الأخوة الكرد، الذين يكنون له كل المودة والإحترام، لأنه هنالك موقف يشهد له التاريخ، من خلال الفتوى التي أطلقها المرجع الكبير السيد "محسن الحكيم " قدس .
من حق باقي الكتل الخشية من التحالف الوطني، كونه الكتلة الأكبر، ولكن ليس الخشية منه بقدر ما التهيئة للالتحام، وتكوين قوة كبيرة واسعة، تلم بين طياتها كل المكونات، والبدأ ببناء عراق كبير خال من الإرهاب والتناكفات والإنقسامات وتبادل التهم، وليكونوا بقدر المسؤولية بالحفاظ على البلد، ولو طُبِقَتْ هذه النظرية، سيشعر المواطن العراقي أنَ هنالك سياسيون يريدون فعلا بناء العراق، والبدأ بصفحةٍ جديدة، والانطلاق صوب عراق واحدٍ موحد، والتنازل عن مطلب كان بالأمس شرطاً ليس ضعف، بقدر ما هو تفاهم وإستيعاب الآخرين .
بعد الجلسات التي عقدها التحالف، بدأت عناصر القوة تظهر على الساحة، والقوة المقصودة هنا العراق بكل مكوناته، والتصريحات التي تناولتها القنوات الإعلامية، خاصة التصريح التحالف الأخير، الذي ناشد به الدولة التركية، بضرورة مغادرة الأراضي العراقية وعدم التدخل في شؤونه، وصل حد إلى مالم تغادر تلك القوات! فستكون هدفاً لقواتنا، التي ستحرر الموصل في قادم الأيام، وما التعنت التركي إلا ينم عن هدفٍ عثماني قديم، يعشعش في مخيلات أولائك الذين يحلمون بعودة الدولة العثمانية، لكنهم كانوا خاطئين، لان في العراق جنود عقائديون، عازمين على تحرير الأرض من أي عدو كان .