كان ودودًا مطيعًا، يحاول كسب الآخرين بخطابه عن الأمانة والإخلاص في العمل.
كان يُعين على الحياة لا العكس.
كان يمشي على اثنين بثقة.
ثم ماذا حدث؟
أصبح كلبًا لاهثًا وراء المنفعة والمصلحة، يضع قناع الإصلاح في جيبه لحين حاجة، متفننًا في مزاحمة الظروف على كاهل المضطر.
أصبح يركض يا أعرائي على أربع بنية الوصول و"عساكم بالطوفان".
ولماذا انقلب هكذا؟
لا أعلم، ربما فرّ العمر من بين أصابعه بدور ثانوي، وأراد لفت الانتباه بمزاحمة المخادعين في حصد البطولة القذرة.
وربما الطيور على أشكالها تقع، بصديق تفوح منه رائحة الانتقام وحدثت المساومة: أُنقذك فتعينني.
وربما الغراء الذي ثبت به قناعه طوال هذه السنين: صُنع في الصين.
وماذا ستفعلين؟
لاشيئ سواء التراجع للخلف، فثوبي أبيض يرفض الألوان كلها وهي طاهرة فما بالك بالدنس.
وإن طال واقترب، ألقيتُ عليه انسحابي، مثلي لا يخش الغد... الله حي لايموت.
ماذا لو باغتك؟
ممم، هذا وارد بالفعل، الحشرات الضارة لا تستأذن قبل الهجوم، تقتحم طبقك المفضل أو تروح وتجيئ على أنفك أو تلتمس العذر لنفسها في"مص" دمك.
ستسكتين؟
"ما باليد حيلة" لعلّ دمي مقاتل لايُهزم وأنفي محروم الشعور وطبقي المفضل ليس من نصيبي.
ما أعنيه هو توفير الوقت والجهد في التعامل معهم،
"ما طار "صرصور" وارتفع إلا كما طار وقع"
مريم
٩/٣/٢٠٢٣