نعم، فللوهلة الأوى قد يبدو العنوان استفزازياً بأن هذا الشخص على الإنترنت يمكنه أن يدعي بأنه قد ابتكر الطريقة المثلى للتنظيم الدفاعي، وربما قد يكون وصف "الأمثل" مبالغاً فيه؛ فبعد كل شيء، كرة القدم بعيدة عن العلم (الطبيعي طبعاً، لأن كرة القدم علم كبير لحاله). فعلى كلٍ، أحب أن أفكر بعد العديد من الدراسات لمختلف الفرق العظيمة في كرة القدم الحديثة فقد ابتكرت نظاماً سيزيد من فرص الفريق بالنجاح بدون النظر إلى الميزانية أو التشكيلة المختارة. بدلاً عن التطبيل الزائد، فليتكلم المقال بنفسه.
نعم إنها مجرد فكرة، لكنها صحيحة حتى يومنا هذا، "الهجوم يكسبك المباريات، بينما الدفاع يأتي لك بالبطولات" - مارسيلو ليبي. لذلك فهذه المساحة أضع لها الكثير من الاعتبارات حين آخذ في عين الاعتبار أنني سأتكلم عن التكتيك. فمعتقدي الدفاعي ينبع بشكلٍ غير مفاجئ من إثنين من أكثر الفرق الإيطالية سيطرةً منذ بداية الألفية الجديدة. أولاً، بشكل لايقبل النقاش أعظم فريق في الفترة الحالية، أي سي ميلان الأسطوري تحت قيادة كارلو أنشيلوتي في منتصف الـ 2000، والذين خسروا النهائي الشهير في 2005 لليفربول لكنها كانت فترة نكسة بعد الفوز به في 2003 و2007. ثانياً القوة المسيطرة على الكالتشيو في آخر السنين، يوفينتوس. بالطبع تحت قيادة أنتونيو كونتي والذي قاد فريقه لثلاث دوريات متواصلة منذ 2011 وأكثر ما جذبني في أسلوبه هو الـ3 مدافعين. وعلى صعيد الحراس فلم يجذبني إلا حارسٌ نموذجي لكنه لم يضخم إعلامياً، هوجو لوريس.
مشاهدة يوفينتوس مع كونتي جعلت قلمي لا يكتب إلا عن أسلوبهم الدفاعي ذو الثلاثة قلوب، شعرت بأنها قد تسمح بالكثير من المرونة في الشق الهجومي فهي تسمح بالزيادة العددية الكبرى إذا طبقت بشكل جيد، لكن أغلب اللاعبين الشباب الآن يتم تدريبهم على اللعب بنظام الأربعة مدافعين. طبعاً كيفية التوفيق بين الأسلوبين كان معضلة حتى شاهدت وركزت في بعض مباريات أي سي ميلان العظيم، والذين كانت خطتهم الأساسية 4-4-2 ماسية ضيقة المدى. وهو من أبسط التكتيكات التي يتم تعليمها، ولطالما ذهلت بها وأعجبت بها ولكنني لم أستطع فهم كيفية عملها حتى وقت قريب. بغض النظر فالفكرة الأساسية التي لدينا هي أننا عندما نكون في وضعيتنا العادية أو الدفاعية فسنجد خط دفاعي رباعي مع محور فكاك أمامهم بأمل أنه سيقطع كل المحاولات الهجومية قبل أن تصل لمناطق قريبة من المرمى، لاشيء إبتكاري حتى الآن.
فعلى كلٍ في مرحلة التحول الهجومي تبدأ أفكاري بالعمل. فيسقط المحور بين قلبي الدفاع ليصبح ثالثهم وينطلق الظهيران ليأخذا مراكز الأجنحة الفارغة. فهذا سيوفر لنا الاستقرار الدفاعي في حالة الهجوم بدون المخاطرة بفقدان المرونة الهجومية وقوتها.
الحارس ولاعبي الوسط الآخرين مهمين لهذا النظام الدفاعي. فبوجود 3 لاعبين في الدفاع، فنحن في الحقيقية نفتقد لرجل آخر في الدفاع في وضعنا الطبيعي، فنحتاج للتغطية عليهم لنحافظ على استقرارنا الهجومي وصناعة الفرص، وبهذا أعني أن علينا أن نزيد من فعاليتنا بدون الكرة. ملحوظة أخرى، هي أ، على لاعبي الوسط الآخرين الضغط بشكل عالٍ في أرضية الميدان، مغلقين المساحات على الخصم لتبطيء وقتل الهجمات المرتدة، سامحين للظهيرين بالعودة إلى مراكزهم الطبيعية للعودة لنظام الأربعة مدافعين، وسيتمركزون بمنطقة شبه عميقة لمنح الاستقرار والصلابة الدفاعية.
حين تتجاوز الكرة الدفاع بكثرة فهنا يأتي دور الحارس في هذه المنظومة. بالرغم من سوء توتنهام في موسم 2014 فهنالك برز الحارس الفرنسي هوجو للوريس كمثال للحارس العصري. الخط الدفاعي العالي استعمله في البداية أندري بواس لكن استعمله مؤخراً تيم شيروود أكثر والذي وضعه تحت الكثير من الانتقادات، لكن ماكان ملاحظاً دائماً هو السرعة وقوة ردة الفعل من الحارس الفرنسي، أي كرة بينية تعبر الدفاع ستجده عندها. طبعاً ليس كل الحراس لديهم نفس هذه القدرات لكن هنالك طرق أخرى نستطيع بها تجنب هذه المشكلة. في المرحلة الهجومية الخط الدفاعي الثلاثي سيتواجد في مناطق عليا بهدف تحديد الوقت وإبطاء الهجمات المرتدة أكثر وللدعم الهجومي أيضاً، وإذا كان هذا العالم مثالياً فإنهم سيكونون أقوى مصيدة تسلل في حال حاول أحدهم التحرك من خلفهم. ولكن لسوء الحظ، فهذا العالم ليس مثالياً البتة ومليء بالأخطاء فسيستطيع المهاجمين التحرك من خلفهم في بعض الأحيان. مانريد تجنبه هو أن يستطيع الخصم التجول وراء الدفاع بدون أي ضغط والتسجيل في مرمانا. ولذلك فمنطقياً سنجعل حارس المرمى يقوم بدور القشاش، لأننا لانريد خسارة قوتنا الهجومية فبإمكان الحارس القيام بأدوارٍ مزدوجة.
معتمدين على مبدأ أن لو استطاع مهاجمٌ ما التوق على خط الدفاع، فإن فرصه بالتسجيل ستكون أكبر بكثير، ولكن بقاء الحارس في مرماه ستقلل من فرص التسجيل بنسبة ضئيلة جداً. تفكيري هو أن يبقى الحارس في منطقةٍ ما على طرف منطقته والتي تعطيه المرونة في العودة إلى مرماه أو الهجوم على حامل الكرة، وبالنسبة إلي فقطع الخطر قبل أن يصل هو شيء أفضل من استقبال الهدف بدون محاولة ردعه، مع أنه في الغالب سيتم وضع الكرة الساقطة من فوق الحارس أو تتم مراوغته وتسجيل الهدف.
هذه مجموعة أفكاري للنظام الدفاعي الأمثل بالنسبة لخطة الـ 4-4-2 ماسية ضيقة المدى، ويمكن تطبيقها على خططٍ أخرى بروابط قريبة فهي في الأخير مجرد نظرية. وطبعاً عكس إدعاءاتي السابقة فإنه لايوجد منظومة مثالية، اللاعبون سيخطؤون، الخصوم سيجدون الطرق لكسر أفكارك وعكسها، لكن بالنسبة لي فهذه الخطة تجمع إثنين من أعظم الفرق، من بلد معروف بالدفاع المذهل. كرة القدم عبارة عن لعب آراء وهذا رأيي أنا فقط فإذا كان لدى أحد رأي يريد مناقشته، فله كامل الحرية في التعليق.
كتب المقال: nedhal_1420_N7@