ان هذه الكون البديع الممتلئ بالروائع المتعددة المتمثله في التناسق الرهيب داخل الاشياء و النظام المعقد الذي يحدد طريقة عمل اصغر اجزاء الوجود كالكترون في الذرات إلى أكبر المجرات و الكواكب فكل هذه التنسيق و التعقيد تعبر عنه القيمة الجمالية التي تحكم كل العوالم في الوجود

و الاستجابة للجمال و الميل الى الجميل متجذر في طبيعة كل واحد منا فمهما اختلفت ثقافتنا و ديننا و افكارنا فلا نستطيع اخفاء ذلك السر المدفون فينا و هو الانجذاب للجمال و حاول الفلاسفة معرفة ماهيه الإنسان فقالوا بأنه حيوان ناطق و البعض قال انه حيوان اجتماعي و لكن حجب عنهم ان الانسان كائن جمالي بامتياز فان تأملنا حقيقتنا لوجدنا أن أرواحنا تنجذب إلى كل جميل يبعث البهجة في قلوبنا

فعندما ننظر للزهور و الورود تحصل فينا البهجة و دائما هناك ارتباط بين مشهد الحديقة و البهجة يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة النمل (أم من خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة) (قال البغوي رحمه الله في تفسير الايه الكريمه

( فأنبتنا به حدائق ) بساتين جمع حديقة ، ( ذات بهجة ) أي : منظر حسن ، والبهجة الحسن الذي يبتهج به من يراه)

 و الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع تحويل تلك البهجة التى شعر بها الئ لوحة تنصهر الالوان فيها لتشكل الزهور

و ايضا هو الكائن الوحيد القادر على ان ينقل شعور البهجة و أن يصف ألوان الزهور و حركتها و شكل بتلاتها عبر نص شعري او أن يكتب بالهام ذلك الجمال رواية..

أن الشوق للجمال اصيل فينا يبدأ مع ابينا ادم حين خلق و كان في الجنة محاط بالجمال اللامتناهي و عندما انجذب للقبح خرج منها و حمل في داخله ذلك السر الذي وضعه الله فيه و هو الانجذاب للجميل و الاحتفال به.