Image title

Room!

ما أعرف من وين أبدأ عشان احكي هذا الفيلم ..
لكن راح أبدأ من أجمل شي فيه " الأمومة"..
مدهش وعظيم جداً، كيف إن الأمومة ما تتطلب معطيات كثيرة، ولا في أي بشاعة في الدنيا ممكن تقدر توقف في وجهها وتعيقها ..
الأم هنا، مخطوفة، مغتصبة، محبوسة في غرفة ضيقة جداً، صغيرة في السن، وحيدة، وتعيش في سجن ممل وروتين مقرف وقاتل...
ورغم كل ذلك وكل الظروف، صنعت طفل جميل، بصحة جيدة، وبخيال طفولي مدهش..
طفل شجاع وفي ، يعرف كيف يعبر، يدرك بمن يثق، ويقدر الحب ويعرف جيداً من يستحقه..

حينما كانوا في الغرفة، أدهشتني عنايتها به..
البهجة التي تصنعها من أجله بكل ما تملك، قشر البيض لصناعة أفعى جميلة، الزبدة والطحين لكعكة الميلاد..
حمايتها له، ونومه بالخزانة حتى لا يرى حتى وجه الخاطف، والطريقة التي صرخت فيها حتى لا يلمسه حينما كسر القانون وخرج من الخزانة..
الثقة التي منحتها له حتى ينفذ خطة الهروب، ثقة عظيمة، أن تعطي الطفل مفتاح النجاة والوحيد وأنت متأكد بأنك ستنجو شئ عظيم ومدهش جداً ويقشعر منه البدن..
وحالة الأكتئاب والتردد التي اصابتها بعد الخروج، حيث شكت بقدرتها كأم جيدة أو أن ما فعلته كان جيداً مع أنه كان الخيار الجميل الوحيد... أبكاني .. حزنت عليها جداً.. وبكيت معها ..

لكن كل هذا يزول حينما يقرر الصغير أن يقص شعره، مصدر قوته ويمنحه لها، كما منحته هي كل قوتها في الخمس السنوات الماضية...
اللحظة التي قَص فيها شعره كانت جميلة، أن يتخلى طفل الخامسة عن شئ يؤمن به لأجل أن يغذي شئ أعظم، أن يغذي مصدر قوته الأول "أمه"...
واللحظة التي عبر بها بكل بساطة لجدته " I love you" كانت لحظة عظيمة، عظيمة جداً ...

وفاء الطفل للغرفة جميل ايضاً ولذيذ!
وبداية حياتهم في العالم الكبير جميلة ايضاً، " بما أننا لا نعرف ماذا نحب .. سنجرب كل شي"..

إرتباط الأمومة بالشجاعة إرتباط أزلي وقديم...
فالأم التي حملت صغيرها "وهناً على وهن"... قادرة دائماً بفطرتها السليمة أن تحمله في قلبها وتغذي قلبه وروحه بالشجاعة والحب والجمال والوفاء، تماماً كما غذت جسده الضئيل في أحشاءها من قبل ..

أحب الأمهات الحقيقيات أحبهن جداً 🌿


الغموض أيضاً هو سر جمال الفيلم ايضاً..
أن لا يرى المشاهد ويسمع من قصة الإختطاف إلا ما رَآه الصغير، حيث أن الصغير هو المحور المهم للأم وللفيلم ويجدر بأن يكون هو الأهم بالنسبة للمشاهد..
وحتى تحاول أن تفهم القضية كما فهمها الصغير..

عظيم هذا الفيلم، تحمست كثير اقرأ الرواية 💕