في كل جمعة نقرأ سورة الكهف تمر علينا قصة نبي الله موسى عليه السلام والخضر ..

قرأت تأمل لها عجيب من كتاب ( القران لفجر آخر ،،

د.أحمد خيري العمري ) نقلتها لكم بتصرفٍ  بسيط مني


قرأت التأمل وكأنني أقرأ الآيات لأول مرة ..


قال تعالى : ( قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمنِ مما علّمت رشدا) إلى آيه ( ذلك تأويل مالم تسطع عليه صبرا )

القصة بدايتها عجيبة نبي له مكان عالية ،، إختصه الله بميزة ( كليم الله ) هل تأملتم ماتعني هذة الكلمة أي كلّم من خلقك وخلقني وخلق الأرض والسماوات بعظمته بهيبته ،، هو من قال الله تعالى فيه : ( ولتصنع على عيني )

ذهب ليطلب العلم عند ذلك العبد الصالح الخضر ..

بدايةً نبي مختص بخصائص سماوية يطلب العلم ممن هو أقل منه منزلة ..

موسى عليه السلام لم تجعله مكانته يأنف من طلب العلم ،، كما أن مكانته لم تجعله يحتكر العلم لنفسه فقط ،،  هذا أول تأمل ..

التأمل الآخر أن العبد الصالح لم يأخذ نبي الله إلى خزانة الكتب بل أخذه إلى الحياة إلى الواقع .. فالتطبيق هو المحك ..

فالفرق بين الغاية والوسيلة هو الفرق بين خزانة الكتب والواقع ..

فلافائدة من كتب تقرأ بدون تطبيق ،، لذلك ليس كل من قرأ كتابا يصبح عالما مالم يطبقه ..

في التطبيق نستطيع أن نختبر أنفسنا هل أنت بالكتب تعلمت (الغاية) التي توصلك الى (الوسيلة) التي تستطيع بها حل المشاكل التي تواجهك في الحياة ،،

(التطبيق) هو إمتحان النظرية التي تعلمتها لذلك كثيرا منا (يفشل) عند تطبيق ماتعلمه ..

ثلاث مواقف كانت بين موسى عليه السلام والخضر ..

*خرق الخضر السفينة

*قتل غلام بغير وجه حق

*بنى الجدار بغير مال

إن ردات أفعالنا لتصرفات الآخرين تكون ( لعدم الإحاطة ) بالأمر ..

قال تعالى : ( وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا )

الإحاطة هنا تعني فهماً تجاوز حفظ المتون والغايات إلى ماهو أشمل وأكمل إلى سير الواقع وفهمه ..

وهذا الفهم المحيط هو الذي يحقق العلم الحقيقي وهو العلم الراشد الذي طلبه موسى عليه السلام من الخضر إبتداءً

قال تعالى :

( قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا )

فشرط الرشاد بعد التوكل والدعاء هو تلك (الإحاطة ) والعلم بالأمر من جميع الجوانب .. 

لابد أن تعرف كيف تصل الى الغاية بالوسيلة المناسبة لها ..

وانت تعلّم ابنك الصلاة .. هل فكرت أن الوسيلة التي تتبعها في ذلك قد لاتخدم الغاية التي تريدها .. هل فكرت أن الوسيلة قد تهدم أصل الغاية ..

فكّر بوسائل أخرى دائما أكثر توهجا لحل المشاكل وأطلب العلم عند كل أحد ..

فدائما القران يربي الإنسان على التواضع وعدم الإعتزاز بالنفس مهما كنت صاحب علم أو منصب أو مال .. فكليم الله قد طلب العلم ممن هو دونه ..

يارب افتح على قلوبنا فتحاً مبيناً بالقران ..