ومما قاله الدكتور تامر شلبي  - خبير التنمية البشرية  - حول هذا الموضوع : (( الأصدقاء المزيفون أو ما يسمى بالأعداء الودودين هم أولئك الذين يتظاهرون ظاهرياً بأنهم أصدقاء مقربون لكنهم في الواقع يشعرون بالغيرة منك ويتمنون لك الفشل في الحياة ؛  عادة ما يكون هؤلاء الأشخاص في أقرب دائرة اجتماعية إليك ، بين الأصدقاء أو الزملاء أو حتى أفراد الأسرة ؛  ولديهم علامات يمكن استخدامها لتمييز هؤلاء الأشخاص عن الأصدقاء الجيدين والمقربين )) ؛   فعدد المحيطين بك لا يعني أنك تمتلك الكثير من الأصدقاء ؛ لأن لقب الصديق لا يطلق على أي شخص قريب منك أو تجمعك به الحياة ، ولذلك وحتى لا تتعرض لخيبة أمل مفاجئة في أحد أصدقائك أو من كنت تظنه كذلك، ولكي لا تضيع الكثير من الوقت بمرافقته ؛ و حتى لا تتذوق غدر الأصدقاء ؛ عليك معرفة  الفرق بين  الصديق الحقيقي و المزيف ؛ فلكل واحد منهما علامات يعرف بها , وامارات تدل على حقيقة معدنه وجوهره ,  وفي النهاية وبرغم كل ما سبق من علامات إلا أنه يبقى الشعور هو علامة ومؤشر الشخص على طبيعة علاقته بمن حوله، فإذا لم تشعر بحقيقة مشاعر من حولك فمن الصعب أن تفرق بين الأصدقاء الحقيقيين والمزيفين، حتى لو أدركت علامات الصداقة الحقيقية تمام الإدراك.

ومن علامات الشخص المزيف  والصديق الوهمي  : 

1-شخص متصنّع عادةً ما يكون الصديق المزيف شخصاً متصنِّعاً ومزيفاً في حياته ، و يتكلم بطريقة مزيّفة ويتصرف بطريقة غير حقيقية  ، وكأنه يحاول لفت الانتباه اليه  بشكل مستمر  , وينسب إلى نفسه صفات ليست فيه ، أو يصطنع مشاعر ويبالغ في إظهارها وهي ليست من طباعه وسجاياه ؛ فالأصدقاء المزيفون : هم أشخاص يتصنعون التصرفات والأفعال والأقوال ولا يعرفون للصدق طريقا بل يقدمون مشاعر مزيفة وينسبون لأنفسهم صفات ليست بحقيقية ؛ لذلك نادرا ما تجد شخصا عفويا مزيفا ، فكل المزيفون هم متصنعون بالأساس ؛ لذا ترى الصديق الوهمي متصنع ومتكلف وعلى غير طبيعته في كل شيء  ، يتكلم بطريقة مصطنعة،  كذلك تبدو أيضًا تصرفاته ؛ لذا تلاحظ هذا الصنف من الناس  يكثر في الساسة ورجال الدين  والتجار وكل  من يشغل منصبا عاما او عنوانا اجتماعيا  ... الخ ؛ ومما تقدم نعرف حقيقة مقولة الفيلسوف اليوناني ارسطو : ((  صديق الكل ليس صديقا لأحد )) ؛ومعنى هذه المقولة حسب فهمي القاصر :    أن من يريد أن يجعل كل الناس أصدقاء له ، سواء ممن يتفق معه أو من يختلف معه ، ويحاول أن يرضي الجميع  بحسب الظاهر فقط ، ستكون طبيعة هذا الرجل متلونة ومصطنعة ، ويأتي كل طرف بحسب ما يهواه ،  وقد يضمر في قلبه خلاف ذلك  ؛ ولعله يهدف من وراء ذلك استغفال واستحمار الاخرين  , والضحك على ذقونهم  , واللعب بمشاعرهم ... ؛  وقد نسب للنبي محمد حديث جاء في كتاب البخاري يبين لنا خطر هؤلاء المزيفون : (وتجِدونَ شرَّ النَّاسِ ذا الوجهينِ، الَّذي يأتي هؤلاءِ بوجهٍ، ويأتي هؤلاءِ بوجهٍ)،

2- أناني : الصديق المزيف شخص أناني لا يهتم كثيراً بمشاعرك أو حاجاتك من الصداقة ، وغالباً ما يتهرب  منك عندما يشعر بأنه مطالب بالتضحية أو حتى بتقديم واجب الصداقة والمساعدة  البسيطة ، و لكنه يلجأ لك عندما يحتاجك  ؛ فهو  يتسم بالأنانية ، و لا يستطيع إخفاء ذلك في الكثير من الأحيان ؛ فالصداقة بالنسبة له مصلحة في الكثير من الأحيان  او هو قطب الرحى فيها لا غير  , ويريد ان يكون محور الاهتمام فهو بحاجةٍ لجمهور وليس اصدقاء ، و مع مرور الوقت تشكل أنانيته عبئا عليك ، نظرًا لأنك مطالب بتلبية احتياجاته معظم الوقت ؛ فالشخص الاناني يضع نفسه أولا ؛ وقبل صديقه في كل شيء حتى بتوافه الامور ؛ اذ  يجعل الاهتمام في كل الأمور التي تخصك وتخصه منصبا عليه هو في المقام الأول ، ويغفل نفس الأمر لك بل ويستنكره عليك أيضا.

يتوقع الأصدقاء الانانيون  المزيفون دائمًا أن يأتي شخص ما لزيارتهم والاتصال بهم ورؤيتهم ، لكنهم لا يريدون بذل نفس الجهد ؛  يعتقدون أنه من المقبول عدم بذل جهد في العلاقة ، الأمر الذي يمكن أن يستنزف الشخص الآخر ؛ فهو يشبه نفسه بالكعبة التي هي دوما تزار ولا تزور . 

3-غير ملتزم : لا يلتزم الصديق المزيف بالوعود أو العهود أو حتى المواعيد ، وكثيراً ما ينسى أو يتناسى وعوده التي يقطعها لأصدقائه ، كما أن الصديق المزيف يجد إطلاق الوعود أمراً سهلاً لأنه يعرف سلفاً أنه لن يلتزم  بها ، وإنما يطلق الوعود من باب التخدير أو النفاق او الرياء والادعاء  ... ؛  فهو لا يفي بعهد أو وعد أو موعد ، وينسى باستمرار أو يدعي النسيان للوعود . 

فالأصدقاء المزيفون   يخبرونك  دوما  أنهم سيفعلون هذا وذاك من أجلك ، لكن في نهاية المطاف  ، لن يفوا بوعودهم أبدًا ؛ ثم يقدمون لك مختلف الأعذار والتبريرات  ؛ واعلم ان عدم الالتزام بالوعود خاصةً بين الأصدقاء يدل على عدم الاكتراث وعدم تقدير صديقك لك  , وبالتأكيد  ان الأعذار الواهية والحجج  التافهة التي ليست لها قيمة  هي ما يقدمها لك كما اسلفنا ؛  لكسب ودك من جديد أو لتخليص نفسه من الشعور بالذنب .

والصديق المزيف يضع خططاً لا يلتزم بها ؛ فهل سبق لك أن صادفت صديقا قديما في الشارع وخطط معك على الفور للقاء لتناول القهوة ؟  و يظهر عليه بأنه متحمس جداً لرؤيتك والتحدث عن كل الذكريات الحلوة التي تجمعكما ، ولكن بعد ذلك … لا مكالمة ، لا قهوة ، ولا يأتي منه أي اتصال ؛  هذه مشكلة حقيقية شائعة في المجتمع ، فالناس يتعهدون بالتزامات لا يقومون بالوفاء بها أبداً ؛ حتى انهم احيانا لا يتصلون بك  ليقولوا لك  إن الخطط قد تغيرت أو أن شيئًا ما حدث .

4-   متنمِّر ومحبِط  : من الصفات السيئة  للصديق المزيف أنه يتنمر على صديقه ويسخر منه ,  ويستخدم معرفته العميقة بأصدقائه للتنمر والسخرية والاستهزاء بهم ؛ كما أن الصديق المزيف خبير بالإحباط  ؛ لذا تجده يسخر من طموحاتك وأحلامك أو حتى أفكارك وطريقة تعبيرك عنها ؛  ولا يدعمك او يشجعك ؛ فالإحباط والتنمر من أشد صفاته سوءاً  ؛ فهو يستغل المعرفة بتفاصيله – اي بتفاصيل حياة صديقه -  للاستهزاء به وإحباطه. 

 وهو لا يراعي مشاعرك  فيؤذيك بكلماته وسلوكه عمدا ؛ بالإضافة الى  انه  يحب السخرية المهينة  من صاحبه، و من المعروف أن التنمر وغيره من الممارسات المماثلة  والتي   تتعرض لها  من  بعض الاصدقاء والاصحاب  قد تسبب لك اضرارا نفسية بل وتخدش مكانتك الاجتماعية والمهنية احيانا . 

نعم ان تبادل السخرية والدعابات والمزاح  بين الأصدقاء أمر طبيعي ويحتوي على الكثير من الضحك والسعادة بكل تأكيد ، ولكن هناك فارقاً كبيراً بين السخرية الكوميدية وبين الإهانة المقصودة والمتكررة ، فالصديق الحقيقي لا يفكر حتى في إهانة صديقه، أما النوع المزيف من الأصدقاء فإن السخرية على أي شيء تقوم به أو كلمة تخرج من فمك بالنسبة لهم أمر طبيعي حتى وإن كانوا يدركون جيداً أنك قد تشعر بالإهانة من مناقشة نوع معين من المواضيع أو الأفعال .

فالصديق السطحي ؛ يحطم معنوياتك ويضعف ثقتك بنفسك  , بل  يهينك باستمرار ويقلل من شأنك أمام الآخرين بحجة المزاح ؛  حتى يغذي النقص الذي يعانيه ، و دائمًا ما يُدلي الصديق المزيف بتعليقات دنيئة تجعلك تعتقد أنك تبدو سيئًا ، حتى لو لم تكن كذلك في الواقع وحقيقة الامر . 

5 -   غير متسامح : لا يستطيع الصديق المزيف أن يتسامح مع أخطاء صديقه أو يغفرها حتى الأخطاء الصغيرة والعادية ، بل لا يتسامح الصديق السطحي  مع الانتقاد الهادف ؛  ويحاول أن يبدو دائماً بمظهر المعصوم عن الخطأ ؛ فهو لا يستطيع  ان يعفو ويسامح مع ابسط  خطأ  قد يقوم به صديقه، حتى الغلطات الغير مقصودة لا يغفرها  ؛ بل ويكبرها ويعظم خطرها . 

6-   لستَ من أولوياته : الوقت عامل مهم في الصداقة ، وما يجعل الصداقة الحقيقية تنمو وتستمر هو مقدار الوقت الذي يمنحه الأصدقاء لبعضهم ، لذلك لا يمنح الصديق المزيف وقتاً خاصاً لصديقه ، وربما يترك صديقه على هامش أولوياته كصديق احتياطي عندما لا يكون غيره متاحاً  ؛ فالصديق السطحي   لا يعطيك الوقت الذي تحتاجه للجلوس معه ، بل قد يتركك في قائمة من آخر الأولويات،  فقد يعتبرك موجود عندما لا يكون غيرك كذلك  ؛ اي صديق لقضاء الوقت الفائض ... , فإهمال صديقك لك وعدم محادثتك لفترات طويلة دون سبب وعلى الرغم من تفرغه أمر غير طبيعي أو مقبول ,   فأنت  لست دمية أو وسيلة لملء الفراغ الخاص بأحدهم ليتذكرك عند الشعور بالملل فقط أو عند رغبته العابرة  بالحديث معك  ؛ فبكل تأكيد يجب أن لا تسمح لنفسك بأن تكون صديقاً على مقاعد الاحتياط يتم التواصل معك فقط عند الحاجة  .

ومن الطبيعي ان لا  يقوم الصديق السطحي بإلغاء بعض الخطط او البرامج او يترك بعض الالتزامات والمسؤوليات لأجلك ؛ فهو يختار وباستمرار اشياء اخرى  ويفضل اشخاص اخرين عليك ؛ فأنت لست من أولوياته .... .

نعم هنالك ظروف قد تمنع تواصل صديقك معك ؛ فليس من المعقول ان يترك الشخص شؤونه الخاصة ومسؤولياته العائلية والمهنية من اجل التواجد معك بصورة شبه دائمة ؛ او الوقوف معك في مناسبات عادية لا تستحق ان يترك شؤونه المهمة لأجلها . 

فصديقك  أيضاً إنسان له حياة مستقلة واحتياجات شخصية وأولويات عملية واجتماعية لا يمكن أن يهملها فقط ؛ لأنك تريد تواجده دائما او تواصله معك بغض النظر عن ظروفه ؛ فلابد من احترام حياة صديقك وتقدير ظروفه وعالمه الخاص  ؛ فليس كل من انقطع عنك يعد صديقا مزيفا ... .  

7-   يتكلم عنك بالسوء : الصديق الحقيقي  هو من يحاول أن يحافظ على صورتك أمام الآخرين ويدافع عنك أو على الأقل لا يشارك في جلسات النميمة والغيبة والتسقيط  التي تتناولك  بالسوء او التي تقدح بك وتذمك ، أما الصديق المزيف فقد يكون مديراً لجلسات النميمة والتسقيط  ؛ والصديق السطحي  يتحدث في غيابك بطريقة سيئة ؛ بل وقد  ينشر الشائعات عنك و التي قد تسئ إلى شخصيتك  و سمعتك بالطرق المخادعة التي يتسم بها ؛ فهو  يتحدث عنك بشكل سيء ... .

نعم هو شعور سيء ومدمر عندما تكتشف بأن الشخص الذي يتحدث من وراء ظهرك هو الشخص الذي ظننت بأنه صديقك ؛ اذ ان صديق السوء أسوء من العدو الصريح ؛فالبعض ممن يبدو لك  انه صديقا شريفا , بمجرد ذهابك او مغادرته يتحدث عنك بالسوء . 

ويصل الخداع بالبعض ؛ انه بمجرد ذهابك وبقاءه هو بين اصدقاءك ومعارفك ؛ يبدئ بإظهار نفسه بصفة الناصح الامين والصديق المشفق الوفي ويتهمك بما ليس فيك امامهم بحجة تقديم النصح لك وانت غائب عنهم ؛ والهدف الحقيقي لسلوكه المشين هذا ؛ تحطيم سمعتك امام الناس ؛ واحذر من الذين يتحدثون بالسوء عن اصدقائهم  امامك ؛ فمن المحتمل ان يتحدثوا عنك بنفس الطريقة ؛ فهؤلاء لا يمكن الوثوق بهم ابدا .  

-  يفضح أسرارك : الأسرار من أهم أعمدة الصداقة الحقيقية ، والصديق المزيف يستخف بالأسرار ولا يعطيها قيمة، وربما يتقصد فضح أسرارك أو يستخدمها للابتزاز والضغط احيانا ؛  فهو يفشي أسرارك دائماً ولا يحترم خصوصية هذه الأسرار ...فالصديق السطحي يخبر الجميع بأسرارك  ؛ ولأهمية الاسرار في حياتنا لابد لنا من اختبار الصديق بإخباره "بسر" صغير والطلب منه الاحتفاظ به لنفسه ؛ فإذا سمعت عنه في مكان آخر ، فستعرف بالضبط  من هو المسؤول عن هذا  التسريب .

9 -   كاذب ويخفي الكثير : يكذب الصديق المزيف في الكثير من الأمور ،  و ليس بالضرورة أن يكون كذبه هادفاً ، لكنه ربما يكذب لتلميع صورته أو إخفاء عيوبه ، وعموماً ستعلم أن الصديق المزيف يخفي عنك الكثير من الأشياء التي تؤثر على الصداقة بينكما . 

فمن أبرز الصفات التي يتسم بها الصديق المزيف صفة الكذب ؛ وعنما يقول الحقيقة فعادة ما يكون ذلك من أجل التحضير لكذبة أكبر ؛ وقد يكذب الصديق المزيف للحصول على نقاط التعاطف أو لوضع نفسه في قلب الدراما التي يكون فيها دائمًا النجم الذي يحتاج إلى الاهتمام به ؛ فهو يكذب على من حوله في كل ما يتعلق بحياته مثل إنجازاته، حياته الشخصية، اي شيء لإظهار نفسه بصورة أحسن من الحقيقة ولكي يستطيع التباهي.

وقد يكذب الأصدقاء المزيفون للتستر على مخاوفهم، و  قد يكذبون بشأن الإنجازات والدرجات والأشياء المادية ؛  بالإضافة إلى ذلك، قد يكذبون أيضًا بشأن أنفسهم و "أصدقائهم" .  

10 - حسود : الغيرة بين الأصدقاء – احيانا – قد تكون  واردة وربما تكون صحية اذا كانت  من باب المنافسة البنّاءة الشريفة ، و لكن الحسد يدمر الصداقة ، والصديق الحسود لا يمكن أن يكون صديقاً حقيقياً ، لأن الحسود لا يتمنى أن يكون مثلك ؛ بل يتمنى زوال ما لديك من نعمة لتصير مثله أو أدنى منه ؛ لذلك قال حكيم العراق الامام علي : ((   حَسَدُ الصَّدِيقِ مِنْ سُقْمِ الْمَوَدَّة  )) لا يريد الامام علي  أن يميز في هذا الموضع حسد الصديق عن باقي انواع الحسد، بل يريد أن يبيَّن بأنَّ الصديق الحقيقي لا يحسد صديقه ؛ لأنَّ الحسد تمنّي زوال نعمة الغير ، والصديق الحقيقي لا يتمنى زوال نعمة صديقه بل يغبطه ، أي: يتمنى أن يحصل بمثل ما حصل عليه صديقه، فإذا حسد شخص صديقاً له دلَّ حسده على وجود خلل في محبته ومودته لصديقه، والصداقة الحقيقية لا تتم إذا وجد خلل في المودة ؛ ففي كلامه إشارة إلى ضرورة ترك التحاسد بين الأصدقاء. 

و يميل الصديق المزيف إلى الشعور بالغيرة. فهو لا يغير من اهتمامك بنفسك واهتمام من حولك بك، والمال والمساعدة التي تقدمها للآخرين فقط، بل يشعر أيضًا بالغيرة من إنجازاتك ونجاحاتك.

وهي  - الغيرة - من أكثر صفات الصديق المزيف وضوحاً ، فهو لا يعجبه حين تنجح في شيء ويظهر عليه ذلك سواء في تعبيرات وجهه أو في طريقة حديثه معك ؛ وقد يضع نفسه في منافسة دائمة معك ؛ فبدلا من أن يقوم بدعمك تجده يسعى لمنافستك والتقدم عليك بشكل دائم حتى وإن كان ذلك في الأمور البسيطة، فإذا كان ذلك في الدراسة فهو يسعى للحصول على درجات أكثر منك أنت بالذات، وإن كان في عمل فهو أيضا يسعى لإنجازه قبلك أنت بالتحديد.

ربما تكون قد لاحظت سمات الحسود في  بعض الأشخاص من حولك من قبل ؛ لكن ليس من الضرورة  أن تكون  تلك السمات واضحة ، اذ  يمكن للناس أن يكونوا بارعين للغاية في غيرتهم  في الواقع ،  و قد لا يدرك الصديق الغيور غيرته ؛ فقد يكون  - هذا الشعور السيء -  غارقا في اعماق اللاوعي  ؛ و هذا يجعل الأمر أكثر صعوبة في المعالجة ؛ لذا ترى  بعض الاصدقاء  لا يبدوا عليهم الحسد او الغيرة   طالما أن الجميع متساوون نسبيًا ؛  ولكن  في اللحظة التي تتفوق فيها  - في شيء ما  - ؛  قد تظهر مخالب هؤلاء  البعض ؛ فهم لا يفرحون بنجاحاتك أو يضايقهم تفوقك ؛ لذا تراهم ينزعجون ويشككون في انجازاتك واعمالك بل ويطمحون لسلبها عنك  ... فالصديق الحقيقي هو ذلك الشخص الذي يفرح عندما ينجح صديقه  ؛ اما الصديق المزيف فقد تلاحظ أنه بدلاً من الاحتفال معك ، فإنه يقدم  تعليقات صغيرة أو يحفر من تحتك ,  أو يضايقك  ببعض التصريحات السلبية بسبب  إنجازاتك ؛ و هذا ليس ما يفعله الصديق الحقيقي ، هذا ما يفعله الشخص عندما يشعر بالغيرة كما اسلفنا  ؛ فلن تجده أبدا يتمنى لك الخير حتى ولو أظهر عكس ذلك لأنه  و بكل بساطة يغار منك ويحاول تقليدك في كل شيء ؛ وقد يبدو الصديق المزيف وكأنه يقول أشياء جيدة لصديقه ، لكن تعابير وجهه لا تتطابق مع الكلمات التي ينطق بها ؛ و اما الصديق الصادق لن يغار منك ولن يتمنى لك إلا دوام النعمة والخير ولن يسعى إلى مقارنة نفسه بك بل بالعكس سيدعمك دائما دون حساب .

11 - نفعي  (مصلحجي) : يظهر فقط عندما يريد منك شيئاً ، ونادراً ما يتواصل معك بشكل طبيعي ، كما يختفي عندما تريد منه شيئاً  ؛ والحقيقة هي أن الصداقة طريق ذو اتجاهين و لكن بالنسبة للصديق المزيف ، فإن الصداقة هي مجرد آلة وهو يقوم بالضغط على الزر متى أراد شيئًا منك فقط  ؛  فعلاقته بك مشروطة ، أي قائمة على مصلحة ما أو خدمة ما ؛ و يقترب منك متى يريد  منك امرا ، خاصة في وجود الأزمات والاحتياجات، ويبتعد عنك  متى ينتهي ذلك  ...  ؛ يجب أن تكون صادق مع نفسك وتواجه حقيقة صداقتك مع الشخص الآخر. هل هو يحبك؟ هل  هو صديقك الحقيقي ؟ 

هل هو يحبك لنفسك أو يحبك لما تقدمه له من خدمات واحتياجات ؟ 

فالصديق  ( البرجماتي ) : هو الذي يعاشرك لغرض قضاء حاجاته لا لحبه لك، وعندما يأخذ منك ما يريد فسرعان ما ينسل منك ولا يظهر إلا بعد ما يحتاج منك شيء آخر ، وإذا رفضت تلبية حاجته قد يقطع علاقته بك ؛ فأنت مجرد أداة لهم ؛  لأنهم يستخدمونك و ربما يتعلق الأمر بسيارتك أو درجاتك او شقتك الخاصة او منصبك و وظيفتك  أو أحد أصدقائك الحميمين ...  ، ولكن الشيء الوحيد الذي يشترك فيه جميع الأصدقاء المزيفين هو تكوين صداقات مع أشخاص يستفيدون منهم أكثر ؛ فما  أنت الا  مجرد أداة أخرى في صندوق الأدوات  المستخدم من قبلهم . 

لذا انت تلاحظ بوضوح المحاولات المستميتة للاقتراب منك فجأة بعد حصولك على المال أو مركز مرموق أو توسع دائرة معارفك أو حتى تمتعك بمهارة معينة في أحد مجالات الحياة ... ؛ لذا  يجب عليك  أن لا تجعل الامر  يمر مرور الكرام ، فهو دليل قاطع على أنك مجرد جسر لتحقيق الطلبات  أو الوصول إلى الغايات  وبعد ذلك لن تصبح الأمور أفضل بكل تأكيد ... ؛ ولأنك شخص عاقل وحر ولا تدين لأحد بأي خدمة يجب أن لا تسمح لنفسك بأن تصبح مجرد جسر للعبور عليك ، فإن كنت طيب القلب وتحب مساعدة من حولك فهذا دليل على حسن التربية التي منحتها لك عائلتك  , او التي صنعتها بيدك ,  وأن الأمور والخدمات التي تقدمها بمحض إرادتك ؛  فأنت لا تقدم الخدمات لمن يظنون أنهم أذكياء ، ويتقربون منك بهدف مصالحهم فقط لا غير .

12 - يتسم بالثرثرة والدراما : يتسم الصديق المزيف بأنه شخص يحب الثرثرة ويحول مواقف حياته إلى حبكة درامية من أجل تفاقمها واكتساب عاطفة الآخرين ؛ فهو صانع الدراما من الدرجة الأولى، ومن أسوأ الأنواع التي تستنزف طاقتك ويجعلك دائماً تشعر بالطاقة السيئة ؛ كما توضح مدربة الحياة  ( تارا ماير روبسون )  : فإن الأصدقاء المزيفين هم صانعو الدراما من أسوأ الأنواع الذين يستنزفون طاقتك ويجعلونك تشعر وكأنك لا تريد ؛  بينما يكره البعض منا الدراما التي لا طائل من ورائها، فإن خلقها أو الانخراط فيها يعتبر مصدرًا للحيوية بالنسبة لبعض الناس ...!! 

13- يتصرف بغرابة عندما تكون مع أشخاص آخرين : غالبًا ما يواجه الصديق المزيف مشكلة في السلوك النرجسي ؛ اذ  يعتقد أنه من حقه أن يفعل ما يريد وأنه محور الكون ... ,  فعندما تكون في الخارج أو بالقرب من أصدقاء آخرين، قد يتصرف بشكل غريب , وقد يقلل من شأنك أمام أصدقائك حتى يلفت انتباه الآخرين له  ... , وقد يتظاهر الصديق المزيف أمام الآخرين بأنه أكثر هدوءًا ، وقد يكون أقل ثرثرة معهم ... , وعندما تكونان وحدكما يتعامل معك بشكل جيد لكن إذا كان هناك شخص آخر فإنه يغير من تعامله معك  كما اسلفنا ؛ فمثلا  ان كنت تعد عرضا لموضوع في مادة مدرسية ولأنه الأقرب لك استشرته وطلبت رايه في الموضوع ونصائحه للرفع من مستوى الموضوع ؛  فاخذ يصفه بالمثالية والموضوعية ,  وقال  : انه خال من الأخطاء ... ؛  وأثناء عرضك له في الفصل الدراسي وأمام التلاميذ انهال عليك بالأسئلة المحرجة للتقليل من قيمة عملك...!! 

 14- صداقة ظرفية : الصديق المزيف غالبًا  ما يكون ضمن إحدى المقابلات التي تجمعك معه في بيئة أو مكان واحد فقط لفترة ما ؛ و هؤلاء  في الغالب ليسوا أصدقاء حقيقين ؛ و ربما يكون من الصعب بعض الشيء أن تقول  صديقا مزيفًا ، فقد  كانت أوقاتكما معًا ملحمية ؛ و لكن  الصداقة كانت بالتأكيد مؤقتة وظرفية وكانوا يطلقون على مثل هذه الصداقات في العراق : (( صداقة جيش )) لأنها صداقة مؤقتة ومرتبطة بإداء الخدمة العسكرية  , ومع انتهاء الخدمة العسكرية تنتهي تلك الصداقة ويذهب كلا في طريقه وكأن شيء لم يكن ؛ على الرغم من حميمة  المشاعر وصدق المواقف بينكما وقتذاك ؛  فهو رفيقك في سياق معين ، و لكنه في الواقع لا يريد أن يكون صديقك طوال الحياه أو يعمق صداقته معك بأي شكل من الأشكال.

16 - الهروب في الأزمات: إذا كنت تعاني من أزمة بعينها، هنا يظهر معدن صديقك إذا كان حقيقي أم مزيف ؛ اذ  يتسم  الصديق المزيف بأنه شخص غير مسؤول تجاه أصدقائه ؛ ففي  وقت الشدة والأزمات لن تجده معك ؛  و قد يخلق لك الكثير من المبررات  و التي بها قدر كبير من الكذب ... ؛ فاذا  كان صديقك يخيب ظنك باستمرار ؛ فهو مزيف ؛  اذ ان الاصدقاء المزيفون غالبا ما يكذبون و لا يوفون بوعودهم أو يختفون عند الحاجة ... فالصديق المزيف تجده يضع الخطط لمساعدتك ويطلق الوعود لك بأنه سوف يكون دائما متواجدا بجوارك ومعك، إلا أنه في الغالب لا يلتزم بذلك ويخذلك مرارا وتكرارا كما اسلفنا ؛ فهو  يختفي عندما تكون في أمس الحاجة إليه ... ؛ والاختفاء في أكثر الأوقات التي نحتاجهم فيها هي صفة شائعة يتميز بها الأصدقاء المزيفون ؛ فعندما يحتاجونك لأمر ما تجدهم بجوارك، لكن عندما تحتاج شيئا منهم، يختفون  ... ! ؛ فعلاقة الصداقة ليست علاقة يأخذ فيها أحد أطرافها كل شيء بينما يظل الطرف الثاني يعاني دون مقابل . 

17-  النميمة : أو القيل والقال كما يطلقون عليها ؛ فسوف تجد هذا الصديق المزيف يتحدث عنك من وراء ظهرك بشكل غير جيد، كما  تحدث امامك  عن الآخرين ، فتجده يتكلم عنك مع الأخرين ويحكي عن أشياء تخصك أنت فقط من وراء ظهرك ؛ فالنمام ذلك الصديق الذي ينقل كلامك للآخرين وينقل كلام الاخرين اليك ؛ ويتناول موضوعات حساسة في حياة الأشخاص والاصدقاء و يسرد عيوبهم بشكل معيب ويتكلم عنهم باستهزاء وسخرية ...  

18  -  علاقة مشروطة : ولعلها أكبر علامة على أن صديقك مزيف وكما تعلم فهناك فرق بين الحدود والشروط فالحدود هي مثلا أن لا تشارك أي شيء مع أصدقائك سواء شيء مادي كأغراضك  الخاصة أو معنوي كأسرارك المهمة  ومشاكلك  العائلية ؛ أما الشروط كأن يتحرج صديقك من مظهرك أمام الغير فيطلب منك مثلا تغيير ملابسك شريطة ذهابك معه لمكان ما ... .

19- اللامبالاة : اللطف و التعاطف والاهتمام من اهم سمات الصديق الحقيقي ؛  فمثلاً قد يتركك صديقك اللامبالي وحدك ويذهب مع اصدقاءه الاخرين الى المقهى ...  ولا يهتم بإنجازاتك واحلامك ,  ولا يبالي بهمومك وآلامك ,  ولا يعيرك اي اهمية , فهو لا يساندك ولا يهتم لأمرك بتاتا , لا يستمع إليك عندما تتحدث ؛ نعم قد  يتظاهر بالاستماع إليك لكنه يستخدم هاتفه في نفس الوقت أو يتحدث لشخص آخر عبر محادثة نصية بينما يجلس أمامك مباشرةً ؛ فهو لا يستمع إليك بشكل فعلي ... ؛ فالاستماع الفعال أمر مهم لبناء علاقات قوية ؛ وكذلك هو لا ينزعج لأجلك مهما حدث ؛ واعلم بأن أي “صديق” يتظاهر بأنه لا ينزعج ولا يغضب من أي شيء يتعلق بك فهو صديق مزيف وغير حقيقي ، فمن المستحيل أن لا يتواجد أي شيء يزعجه ، والصديق الحقيقي هو الذي يظهر لك انزعاجه وغضبه ويخبرك بذلك بشكل صريح لأنه يحبك ...؛ نعم  دائمًا ما يظهر الأصدقاء الحقيقيون لبعضهم البعض ، بغض النظر عن الوضع ، و في حالة الأصدقاء المزيفين، ستجده  دائمًا شخصًا متفرجًا يستمتع بالتنمر  عليك أو لا يقول كلمة واحدة  ترفع من معنوياتك او تخفف من الامك .  

20- عدم الاحترام : أقم حدوداً لترى إن كانوا سيحترمونها ؛ لتمتحن صدق أصدقائك ضع  بعض المعايير  والحدود ؛ و انتظر ردة فعلهم ؛ فأن احترموا تلك الحدود فقد احترموك والا فهم مزيفون ؛ فالاحترام شيء والمزاح و ( الميانة ) شيء اخر ؛ لذلك قال حكيم العراق الامام علي : ((لا تضيعن حق أخيك اتكالا على ما بينك وبينه، فإنه ليس لك بأخ من ضيعت حقه )) ؛فلكل صلة وعلاقة تقوم في هذه الدنيا نوع من الحقوق، فللأب حق   وللأم حق، وللأخوة حق ؛  وما لا بد منه هو الحذر من تضييع حقوق الإخوان , فالتقصير في حقوق الإخوان لا يؤدي إلى سقوطها ؛ والسبب في التقصير في حقوق الإخوان كما يكون أحيانا عن سبق تصميم، قد يصدر أحيانا من خلال التهاون والاتكال على الصداقة والأخوة، وهذا ما يحذّر منه الإمام علي ، وأن الأخوة لا تعني إطلاقا التقصير في أداء الحقوق وعدم الاحترام ؛  فإن ذلك سوف يؤدي إلى حدوث القطيعة.

21 - الاختلاف :  وكما هو معلوم فالاختلاف طبيعة إنسانية وسنة إلهية في البشر جميعا لكن هناك من يريدك أن تتفق معه في كل ما يقول وكل ما يعتنق من أفكار وإذا اختلفتما فانك تجد منه معاملة لا تدل عن حبه لك ولا عن كونه إنسانا متعايشا فقد يهجرك أو يغير من تعامله معك فهذا النوع من الأفضل أن لا تجعله صديقا مقربا منك ؛ لأنه  يقطع علاقته بك عند الاختلاف  

22- السلبية : الصديق المزيف تجده دائما ينتهج أسلوبا عدوانيا تجاهك وقد يهاجمك لأتفه الأسباب، كما أنه يكون سلبيا تجاه ما تقوم به من أعمال خاصة في حالة نجاحك في تلك الأعمال ... ؛ الاصدقاء المزيفون يضعونك أمام الآخرين ويضحكون ويتحدثون عنك في وجهك ؛ و هذه علامة على أن هؤلاء أصدقاء مزيفون ؛  لديهم أيضًا دائمًا موقف سلبي وحكمي تجاهك ؛ و إذا أخبرتهم عن أحلامك التي تريد تحقيقها ، فسوف يضحكون وينتقدونك في وجهك قائلين : 'لا يمكنك فعل ذلك ! هذا مستحيل!' ... ؛  إنهم يحاولون دائمًا إبعادك عن أحلامك ... ؛ لديهم جو من السلبية ؛  وقد يستخدم الصديق المزيف أيضًا أساليب غير مباشرة لإيذاء مشاعرك، على سبيل المثال، قد يعجب بشخص أمامك  كي يضايقك ؛و لا يحب هؤلاء الأشخاص منشوراتك وحالاتك على الشبكات الاجتماعية أو يتفاعلون معها بتعليقات سلبية... , وقد يفعل الصديق المزيف  عمداً الشيء الخطأ ليضعك في مواقف تشعر فيها بالحرج أو الخجل... ؛   فهؤلاء إذا لم يكن بإمكانهم أن يكونوا سعداء من أجلك ، فقم بركلهم إلى الرصيف ... ؛ اما الأصدقاء الحقيقيون سوف يصلون  ويدعون الله لأجلك دائمًا ؛ ويتمنون لك الخير والصحة والسعادة , ويرفعون من شأنك ؛ وبمجرد ان تراهم يذهب همك وينجلي حزنك , وتستمد الطاقة الايجابية منهم  ... .  

23 - لا يعترفون بالخطأ :  الكمال المطلق لله والعصمة لأهلها كما قيل قديما ؛ الا ان الاصدقاء المزيفون  لن يعترفوا حرفيًا بأنهم مخطئون ... ؛  إنهم يبحثون باستمرار عن أشخاص آخرين يتحملون المسؤولية عن الأمور التي تحدث خطأ في حياتهم ، حتى لو كان ذلك خطأهم بوضوح ...؛ فالصديق المزيف يلومك على إخفاقاته ويظل يقول أنه لو لم تفعل شيئًا كان بإمكانه تحقيق شيء ما ,  

24- دائمي الانتقاد : فالصديق المزيف ينتقدك في كل شيء حتي في الأشياء الجيدة، وأحياناً يكون السبب هو الغيرة ؛ بينما من  صفات الصديق اسداء النصائح والتشجيع ، وليس الانتقاد السلبي  والسخرية منك! 

25-  عدم مشاركة اللحظات السعيدة : ونحن نعني هنا اللحظات السعيدة الخاصة بك، أو أي إنجاز شخصي تقوم به فعلى سبيل المثال إذا حصلت على وظيفة فسوف تجد الصديق الحقيقي يقدم لك التهنئة ويشعر بالسعادة تماماً كما تشعر بها أنت أما في حال ما إذا كان صديقك من النوع المتصنع المزيف فإنك سوف تلاحظ أنه لا يكترث حتى بتوجيه التهنئة لك، أو دائماً ما ستجده يحاول بكل قوته التقليل من ما حققته مهما كان إيجابياً ... .