أكثر الخطط انتشاراً في الوقت الحالي هي خطة (4-2-3-1) وغالبية الفرق الكبيرة في أوروبا كانت تستعملها وبعض متغيراتها خلال العقد الأخير. في دوري الأبطال، مع استثناء برشلونة واليونايتد في السنوات الأخيرة، كل أطراف النهائي استعملوا خطة (4-2-3-1). إنتر2010، تشيلسي12 وبايرن 13، كلها لعبت بفلسفتها الخاصة من (4-2-3-1) وفازت بدوري الأبطال.
تطور خطة (4-2-3-1).
الصيحة في تحويل المهاجم الثاني إلى صانع ألعاب بدأت في كأس العالم 86، أشهر مثال بالطبع هو دييجو مارادونا للأرجنتين. مرة أخرى بدأت الفرق بالإقتباس من هذه الفكرة التحول إلى الـ(4-2-3-1) كان لا مفر منه. للتصدي للاعب رقم 10، الفرق كانت تلعب بمحور دفاعي. مدربون وفرق مختلفة كانت لديهم أفكارٌ مختلفة عن (4-2-3-1)، لكن كان هنالك عاملٌ واحدٌ مشترك بين كل الفرق هو تواجد المحورين.
المحورين.
الكفاءة والاستقرار والتفوق التي يمنحها تواجد المحورين يجعلها مهمة ومفصلية في الكرة الحديثة. المحورين هما استعمالٌ لإثنين من لاعبي الوسط أمام الخط الدفاعي. وأحدهما يكون مبدعاً أكثر من الآخر ويوضع بصفته "صانع الألعاب من العمق" (والذي بإذن الله سأخصص له مقالاً منفصلاً). كل الفرق الأربعة التي كانت في نصف نهائي كأس العالم 2010 استعملت فكرة المحورين. إسبانيا، هولندا وألمانيا كلها جسدت خطة الـ(4-2-3-1) بطريقتها الخاصة بينما الأوروجواي لعبوا بطريقة (4-4-2) كلاسيكية "على الورق عالأقل" لكن ليس كما المعتاد في هذه الخطة حيث يعطى اثنان من لاعبي الوسط الحرية في اللعب، لاعبي الوسط في الأوروجواي كانوا يقبعون بالخلف أمام الخط الدفاعي كلاعبي المحور. المحورين أو اللاعبين الذين يلعبون في ذلك المركز هم الذين يحددون سرعة وشدة اللعب للفريق لأن الفريق يعتمد عليهم تماماً في ذلك. ستختار بوسكيتس وألونسو كلاعبي المحور مثلما فعلت إسبانيا، عندها طبعاً ستسيطر أكثر على الكرة وتستحوذ. أما إذا كنت ألمانيا ولعبت بشفايني وخضيرة كمحورين، ستكون مدمراً في الارتداد الدفاعي مع طاقة خضيرة وذكاء شفايني. أو يمكنك أن "تركن الباص" كما فعلت هولندا ضد إسبانيا في النهائي مع تواجد المحورين فان بوميل ودي يونغ.
صانع الألعاب.
صانع الألعاب عادةً ما يكون أكثر لاعبي الفريق ابتكاراً، يلعب بين الخطوط وغالباً ظهره على المرمى. ويجب عليه أن يتأكد من ألا ينقسم الفريق إلى قسمين ويجب عليه أيضاً أن يكون سيداً في إيجاد المساحات بما أنه سيكون أول من يواجه محوري الخصم. توماس مولر، مسعود أوزيل وتوني كروس كلهم لاعبين رقم 10 من الطراز الأول طبعاً باختلاف إمكانياتهم. مولر معروف بأنه (باحث عن المساحات) وهو الذي يكون أستاذاً في استغلال المساحات ويكون كلاعبٍ مخفي بالنسبة للخصم. أوزيل معروف بتغييره الرهيب لسرعته وأيضاً تحركه نحو العرض، تسبب المشاكل للخصم. توني كروس مع ذكائه التكتيكي، تمريراته المتميزة وديناميكيته وعمله المضني في صناعة اللعب هو ما سيكون عليه صناع اللعب في الغالب. تغير دور اللاعب رقم 10 وقد أصبح مهماً في الكرة الحديثة أن يكون منضبطاً تكتيكياً خاصةً إذا كان الخصم يمتلك لاعب "ريجيستا" أو صانع لعب من العمق.
الأجنحة، الأظهرة، قلوب الدفاع والمهاجم لديهم أدوارٌ مشابهة كتلك التي في باقي الخطط. هنالك توجه من بعض المدربين لجعل لاعبي الوسط يلعبون في مراكز عرضياً واسعة، هذا يساعد في الحفاظ على توازن الفريق وتحجيم الوسط على الخصم. يمكن للمهاجم أن يكون حرامي باب، مهاجماً وهمياً أو لاعب يخرج للخارج ليفتح المساحة لإعطاء القادمين من الخلف المساحة للتسديد على المرمى.
كيف يلعب/يدافع الشخص مع/ضد الـ(4-2-3-1)؟
أفضل طريقة للدفاع ضد الـ(4-2-3-1) هي بلعب الـ(4-2-3-1) بنفسك. هنالك طرقٌ أخرى في هزيمة الـ(4-2-3-1). إيطاليا مع تشكيلة ألماسية في خط الوسط طغت على ألمانيا في نصف نهائي يورو 2012. خطة الوسط الألماسية سمحت لهم بالتحكم في المناطق الوسطى للملعب بكل سهولة ولوف بقراراتٍ غريبة للرد على الخطة الألماسية لكنها ارتدت عليه. أسلوب البارسا (4-3-3) يمكن أن يكون ناجحاً إذا كنت تملك اللاعبين الصحيحين. المشكلة الأساسية في الـ(4-3-3) ضد الـ(4-2-3-1) هي في الأجنحة. الظهير في الـ(4-3-3) مكشوفٌ جداً بسبب تقدم الجناح بشكلٍ عالٍ في الملعب، حلٌ واحد لهذه المشكلة هو أن يسقط لاعبك المحور بين قلوب الدفاع بحيث يتوسع خط الدفاع ويتحو التشكيل إلى (5-4-1) أو (3-4-3). سيرجيو بوسكيتس قام بذلك بكل كفاءة في وقته مع غوارديولا.