في حياتنا اليومية تنتشر مظاهر كثيرة للفوضى في كافة مناحي الحياة و احيانا كثيرة دون شعور منا نكون جزء اصيل منها بالرغم من ان البعض كثيرا ما ينتقد و بشدة تلك الفوضى و يلوم على القائمين بتطبيق القانون من اتهامات تبدء بالتراخى وقد تصل الي حد الفساد
ومن الامثلة على ذلك ظاهرة انتشار اكشاك بيع السجائر و الحلويات و المياه الغازية بالاسكندرية على سبيل المثال و سنتناول هنا ببعض التفصيل عده نقاط تكشف مدى الفوضي التي يساهم بها الجميع
اولا هذه الاكشاك غير مرخصة و يتعامل معها معظمنا في شراء احتياجاته فاذا نظرنا للموضوع من ناحية انسانية و ان هذا شباب يريد العمل و بهذا محاربة للبطالة فهذا اول خطأ لان معظم هذه الاكشاك تقوم بتشويه الميادين و سرقة التيار الكهربائي و الاعتداء على الارصفة و احيانا نهر الطريق و من المؤكد ان اغلبها غير مسجل كنشاط ولا يدفع ضرائب للدولةولن نتطرق هنا ان البعض و ليس الكل قد يتاجر بمواد ممنوعة كالمخدرات ناهيك عن انها تبيع السلع باسعار اعلى من المعتاد وفي السجائر على وجه التحديد
نساهم بالشراء منها و التعامل معاها مما يكسبها وضعا قائما و قد يشتري البعض و هو حانق من زيادة الاسعار
الشركات التي تمدها بالثلاجات تساهم ايضا علما ان ضوابط الشركات لصرف الثلاجات لبد من توافر سجل تجاري و بطاقة ضريبية وعقد ايجار للمحل او المكان فكيف تم صرف هذا الكم من الثلاجات مع عدم توافر المستندات واذا ما توافر السجل التجاري و البطاقة الضريبية وهذا مستحيل فكيف بعقد الايجار و الحكومة لم تؤجر ولم ترخص اصلا .. هنا المساهمة في الفوضى بغرض الربح فقط دون النظر الي عواقب الموضوع
في اوج ازمة نقص السجائر قبل اقرار قانون الضريبة المضافة كانت السجائر متوافرة بالاكشاك باسعار زائدة من 3 الي 5 جنيه وغير متوافرة بالمحال التي تبيع بالسعر الرسمي والسؤال كيف وصلت الي الاكشاك ولن نتطرق هنا لكم المكاسب التي تمت و كم الضرائب التي ضاعت على الدولة
في الفترة الاخيرة وعقب تولى المحافظ الجديد للاسكندرية قامت حملة مشددة وقامت بازالة كافة الاكشاك من الميادين ورفع كافة الاشغالات دون اضرار ببضائعهم و عاودت المرور بعد يومين لمتابعة الاماكن التي تمت بها الازالة هذا عمل رائع و اعادة رونق وهنا لبد من التنبه للتالي هل نحن حقا نساهم في الفوضى ام لا
قام اصحاب الاكشاك مساءا باستبدالها بفترينات صغيرة لبيع السجائر و بعض الحلويات مما يسهل الهرب بها في حال تواجد الازالة فهل نقوم بالشراء هذا سؤال
هل تقوم الشركات بمنحهم البضاعة مرة اخرى وهل ستقوم المحافظة بمواصلة جهودها
هذه الاكشاك زادت و انتشرت بعد يناير 2011 اي منها ما يعمل منذ 6 سنوات او اقل و اصبح لديه من السيولة ما يمكنه لايجار محل صغير و الالتزام بالقوانين ولكن مساهمة الجميع بالفوضى تجعله غير مكترث
وحتى لا يكون الكلام مرسل دون تقديم حلول اقترح على المحافظة تصميم نوع ملائم من الاكشاك الثابتة في الاماكن التي تصلح او السيارات المتنقلة مع تسهيل اجراءات الترخيص للشباب بحيث لا تتعدى الاجراءت يوم واحد وهنا حقا له ان يعمل و يكسب و حقا للدولة ان تاخذ الرسوم و الضرائب
العمل لا يعني مخالفة القوانين و لا الاعتداء على حقوق الغير وعلينا جميعا ان نساهم في نشر القانون كل بما يستطيع تقديمه وفي المحافظة على رونق و نظافة شوارعنا و ميادينا