في ظلمة الخوف، أسمع صوت أنفاسي
أسمع وقع الخطوات و صراخ الناس
روح تهتز، قلب يرتجف و لسان عاصي
من حزين على فراق أو على جرح يواسي
أسمع نرنيمة مناجاتك تداعب أحساسي
تتململ أناملي الضعيفة تقاوم بأسي
علها تلامس روحك و تحيي حواسي
علها تعبر حدود اليأس تدنو بخلاصي
رأيت شريط حياتي في لحظات
كل ذكرياتي، آهاتي و الحماقات
كنت رفيقة دربي و نورا في حياتي
كنت لي سندا في أحلك أوقاتي
كنت ملاكا عنده انصهر حب الذات
غير الوجع ملامحي و شوه ابتساماتي
تمكن الألم مني و ما تبقى غير صلاتي
قلت لك :
إنها النهاية و نهايتي وجع بلا كلمات
قلت لي:
ليس بعد، فالمحارب لا يغادر الساحات
قلت لك :
أوهنني الألم و كسرني الوجع و الآهات
قلت لي :
قم و استجمع الأمل من بقايا اللحيظات
قلت لك :
همومي أثقلتني و ماهي إلا خطوات
قلت لي :
لا حياة مع اليأس و لا يأس مع الحياة
قلت لك :
سأتوقف حيث يقترن العجز بالحاضر و الآت
قلت لي:
سفينتنا شهدت على شدائد و أزمات
و ستبحر قوية رغم الخوف و العقبات
إنما هي رحلة عشناها معا و باقي رحلات
قلت لك :
الكل هجرني ..
من ذكرني مرة غاب عني مرات
صرت صفحة في ألبوم الذكريات
ظل إنسان يصرخ في الخلوات
صورة باهته ساكنة بلا أصوات
قلت لي :
هجرك أهل الأرض...
لكن أقبل عليك من في السماوات
تشهد في المدى أن للشدائد بدايات
وأن مرض القلوب أشد من بأس البدن بدرجات
وأن الأنسان و إن عاش سنوات
إن فارقت الرحمة أثره فذكره حسرات
همتك أيقظت أملا انكسر و مات
أحيت مهموما ما أضحت له حياة
روت يقيني الذي جف من كثرة العثرات
قررت أن أكمل طريقي ...
أن أواجه مخاوفي وسط الظلمات
أن أتقبل بأسا نخر عظامي بثبات
أن أرتمي في الغد بلا حسابات
لا يهمني إن بقي يوم أو سنوات
فعمر المرء يقاس بأثره لا بالأمنيات
برغم الجروح و الحزن و الصيحات
ففي حياتنا نعم لا تكفي شكرها العبارات
وفاؤك و حبك أعظمها و لن تصفها الأبيات
فمن كنت رفيقته لن يعرف المستحيلات
فألف شكر و تقدير يا ملهمتي بكل اللغات