بالأمس القريب ذكرى انشاء اول وحدة بين قطرين عربيين (مصر وسوريا)في العصر الحديث كان يعول عليها ان تكون نواة لوحدة الامة ,استمرت 3 سنوات ما لبث ان وئدت في المهد بسبب اعداء الامة والعملاء من ابنائها ,كانت هناك العديد من المحاولات لكنها باءت جميعها بالفشل, لن يترك العرب وشانهم, فإن توحدوا سيقودون العالم نحو التقدم ويعم الرخاء, يشهد لهم التاريخ بذلك.

ضرب زلزال مدمر شرق المتوسط فأودى بحياة الالاف ونزوح اكثر من مليوني موطن من كل من تركيا وسوريا اضافة الى هدم المباني والبنى التحتية بالمنطقة, المساعدات الانسانية تتواصل من كافة دول العالم.

حكامنا العرب المغاوير جرت في عروقهم النخوة فهبوا لمساعدة إخوانهم السوريين المنكوبين ولكن على استحياء, ليلا يغضب ذلك العم سام, ما يعد انتهاكا لقانون قيصر ضد الشعب السوري بعدم التعامل مع الشعب السوري الى ان يرحل رئيسه.

تقول المصادر بان بعض الحكام العرب كانوا يتواصلون سرا مع النظام بعد ان ادركوا استحالة سقوطه رغم الكم الهائل من الاسلحة المختلفة والمرتزقة من مختلف بقاع الارض,والسؤال لماذا يهرع الحكام العرب الى تقديم المساعدات الغذائية لضحايا زلزال رباني محدود الضرر؟ ا لم يساهموا في احداث زلازل شديدة تحت اقدام الشعب السوري على مدى 12 عاما ادت الى مقتل مئات الالاف وتشريد الملايين وهدم المعالم التاريخية؟ أ لم يطردوا النظام السوري من الجامعة العربية وجعل مكانها شاغرا؟ أ لم يقوموا بتحويل الملف السوري الى الامم المتحدة ومجلس الامن لطرده من المنظمة الاممية وسحب عضويته ومنحها للـ(معارضة) التي اثبتت مع مرور الوقت انها مجرد كيانات تنفذ الاجندات الخارجية لإضعاف الدولة وتمزيقها وتشريد شعبها؟.

من يصدق ان هؤلاء وجدوا في الكارثة الطبيعية مدخلا يريدون من خلاله الخير للشعب السوري(دبلوماسية الزلزال)؟ هل رجع اليهم رشدهم؟ هل يمتلكون الشجاعة الكافية التي تجعلهم يكفرون عن الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب السوري؟ هل يملكون الجرأة على قول الحقيقة في وجه من اوكلوا اليهم مهمة تنفيذ مخطط افراغ سوريا من شعبها؟.

هل تمد مصر التي كنا نراهن على دورها القيادي يد العون والمساعدة لسوريا؟ ومحاولة ارجاعها الى حضن الجامعة العربية التي اصابها الترهل بسبب سيطرة اصحاب المال على القرار السياسي للجامعة فأصبحت وكرا للعمالة وسوسا ينخر جسد الامة.

هل يتحرر الحكام العرب من التبعية للغرب ويسعون جاهدين بأموالهم المكدسة في بنوك الغرب(المعرضة للتجميد في أي لحظة) لإعادة اعمار سوريا؟ والتعويض عما لحقها من دمار؟.  

 العالم اصبح يتشكل من جديد في ظل الهيمنة الامريكية الغربية على مقدرات الشعوب, نتائج الحرب في اكرانيا ستفضي الى عالم متنوع الاقطاب ويكفي ان الشعوب الافريقية لم تجاري الغرب بل اعلنت حيادها في الخرب الاطلسية الروسية, بل تدعوا الى الاعتماد على جيوشها الوطنية في محاربة الارهابيين وفك الارتباط مع المستعمرين وبالأخص فرنسا التي انحصر دورها في وجه المد الروسي الصيني بالقارة السمراء التي تحررت من مستعمريها بفعل المساعدات السوفييتية. هل العرب اقل شانا من الافارقة؟ ذلك ما يثبته المستقبل القريب .   

ميلاد عمر المزوغي