مقدمة : 
لا شك أن قيام دولة الجبر ودوام سلطتها وسطوتها وسلطانها وطغيانها يستدعي اجراء أعمال زجرية جبرية وأخرى تمويهية مسرحية  كتلك التي يسمونها حملة انتخابية فما هي لغة واصطلاحا؟ وما شروطها ومقاصدها؟ وما آراء المذاهب الجبرية فيها؟
أولا : شرح المفردات : 
- الحملة : 
الحملة لغة " دارجة ": غثاء سيل هائج مائج جارف كاشف .يأتي في ليلة فيها ظلمات ورعد وبرق  . فيتنفس الصبح وكأن شيئا لم يكن . 
وهي أيضا في لساننا الدارج داء عضال يصيب الإنسان ، يفتك باللثة والأسنان ، فيهذي المريض شر الهذيان .
الحملة اصطلاحا : حطب نار زور و كذب ، وفوضى وشغب، حمالته عجوز شوهاء عرجاء سوداء شمطاء . في جيدها حبل من ذل ورِق ، اشتريت بمال ووَرِق .ذاك زوجها أبو لهب، ذو مال وذهب،أموال الناس سرق ونهب ، شديد البأس سريع الغضب ، العجوز ليست واحدة ، بل متعددة ، هي دوما تحصي العدة . في الرخاء كما في الشدة .ليست أرملة ولا مطلقة .ولا زوجة محققة ، انما أمة معلقة . 
فأما حطب النار فوعود المرشحين الكاذبة الناصبة وأما حمالة الحطب فالأحزاب المخزنية المخزية وأما " أبو لهب " فهو المخزن العتيق العميق .
- الانتخاب : كلمة مركبة تركيبا مزجيا غايته التدليس والخلط تتكون من كلمتين ، الأولى "انت " وهي حروف زائدة كالزائدة الدودية وجب استئصالها ليظهر المعنى ويؤمن اللبس في الكلمة الثانية :" خاب " خاب بعد حين من صدق الوعود  الكاذبة وخاب خيبة كبرى يوم القيامة من حمل ظلما . 

ثانيا : شروط وجوب وصحة الانتخاب :
اختلفت المذاهب الجبرية في الشروط اللازمة لصحة العملية الانتخابية ووجوبها فمنهم المتشدد فيها ومنهم الأكثر تشددا .نذكر هنا رأي المذهب الملكي الذي عليه عامة بلاد المغرب وكثير من بلاد الشرق. وهي : 
- الخلو من دم العزة والكرامة .
- البلوغ : بلوغ منتهى السفاهة والطغيان .
- استقبال القبلة :  قبلة المخزن بجعلها قبلة وحيدة فريدة أبدية سرمدية
- الكذب والبهتان وأن تنافس الشيطان وتعدم الايمان .
وهذه الشروط الأربعة شروط وجوب وصحة في حق الأحزاب والمرشحين بيد أن هناك شرطا خامسا يجب في حق المصوتين وهو :
- العقل : عقلية القطيع التي تنتظر أن يعمل بها ولا تعمل وأن يدبر لها غيرها وهي لا تقدر أن تدبر .تلك ذهنية رعوية لا بد منها والا ستقاطع وتناضل وتحتج وتعمل .

ثالثا : المقاصد السامة للحملة الانتخابية :
يؤكد فقهاء الجبر وأئمة العض عليها لما لها من غايات هامة في تثبيت الطغيان واشتداد بأسه نذكر من تلك المقاصد السامة ما يلي :
- الهاء الناس كلما اشتد بهم الباس واستحوذ عليهم اليأس .
- تزيين وجه المخزن الكالح الطالح الفاضح .
- صرف النظر عن المسؤول الكبير الى عبده الحقير .
- تمرير ما شاؤوا من قرارات وسرقات وسط ضوضاء الحملة وصخبها .
- ايهام الناس بالتغيير والحرية في التعبير فتصدق الأوهام الحمير .
- التباهي بين الأقران والجيران وطاعة فرنسا والأمريكا