لا شك أننا نصادف في حياتنا العادية عدة مصطلحات قد تبدو للوهلة الأولى غامضة بعض الشيء، ومتى تعمقنا فيها، تجلى لنا المقصد منها، ومن أهم هذه المصطلحات، التسويق الأسود – Black Marketing والذي يرتبط في العادة بمصلطح أخر وهو السوق السوداء، ففي الأوانة الأخيرة تردد هذا المفهوم بين الاقتصاديين وأهل الثقافة، ولقد لقى صدى واسعاً بين فئات الجمهور عامة، وفي هذا المقال نستطيع أن نستعرض بمزيد من الشرح والتفصيل المعنى العام للتسويق الأسود وارتباطه بالسوق السوداء، مع توضيح أنواعه وأهميته وكذلك مميزاته وعيوبه.

 

ما هو التسويق الأسود Black Marketing؟

يعد التسويق الأسود شكل من أشكال التسويق التقليدي الذي يعتمد نفس المزيح التسويقي المعتمد سواء في المنتح أو السعر أو الترويج والإعلان لكنه يتم على نطاق ضيق وبصورة غير أخلاقية أو مخالفة للقوانين المُلزمة، وبالتالي نجد في هذا الشكل اهتماماً بالغاً بالسعر على حساب المصلحة العامة، فالغرض منه تحقيق الأرباح المادية فحسب.

 

ويتسم هذا الشكل من التسويق بالسرية التامة لأن القوانين تحظره وتمنع ممارسته، مما يجعل المهمة صعبة أمام السلطات الضريبية للكشف عنه أو مصادرة المنتجات التي يُروج لها، ولا شك أن التسويق الأسود يعوق تطور الأسواق التقليدية ويحول بينها وبين ازدهارها لأنه بشكل أو بأخر يضغط عليها ويعيق عمل الشركات مما يفدي إلى انهيار الأنظمة التقليدية على المدى الطويل.

 

ما هو تعريف السوق السوداء؟

تُعرف السوق السوداء بأنها سوق حرة غير خاضعة للقوانين يتم فيها بيع المنتجات قليلة الانتشار، ففي حالات تكون الأسعار أعلى من الأسعار الرسمية أو الخاضعة للرقابة وخصوصاً إن كانت المنتجات مفروض عليها ضرائب، وفي أحوال أخرى تكون أسعارها أقل من الأسعار الرسمية بسبب التهرب الضريبي المرتبط بهذه التجارة.

 

وهذا الشكل من الاقتصاد التحتي يحدث خارج النطاق الذي تسمح به الحكومة، ومن خلاله يتم التجارة في السلع والخدمات المشروعة وغير المشروعة مثل: بيع المخدرات أو تجارة الأسلحة أو الإتجار بالبشر والأطفال. ومن ثم فهذه الأسواق لها تأثير سلبي على الاقتصاد لعدم التبليغ عن النشاط أو تحصيل الضرائب على السلع والمعاملات، ولكنها أيضاً توفر فوائد أخرى من ضمنها: خلق فرص للتوظيف لأولئك الذين لم يتمكنوا من العثور على وظائف في الأسواق التقليدية.

 

المبادئ التسويقية للسوق السوداء

إن الممارسات التي تتم من خلال التسويق الأسود تتم في إطار خداع المستهلك، ولذلك كان حرياً بالمؤسسات وجمعيات حماية المستهلك التصدي لهذه الممارسات غير الأخلاقية لأنها تنافي المبادئ التسويقية القائمة على القيم والأخلاق كموجه رئيسي لها، ومن هذه الممارسات:

 

1- الخداع والتضليل

حيث يمارس المسوق نوع من التضليل تجاه المستهلك سواء أكان في المنتج أو السعر أو عملية التوزيع والترويج، وفي ذلك يتعرض المستهلك لنوع من الخداع، فالغرض الرئيسي من التسويق الأسود تحقيق الربح وليس النظر لمصلحة العميل.

 

2- الغش

وذلك بأن يقوم المسوق بعرض معلومات غير صحيحة عن المنتجات أو تغيير معلومات السلع أو إخفاء مصدر المواد الداخلة في إنتاجها، وهذا يعتبر غشاً لأن إخفاء المعلومات تعد عملية تضر بمصلحة المستهلك، وتؤثر سلباً على صحة قراره وصحته النفسية، كما يشمل التأثير، المصداقية والثقة القائمة بينه وبين المنظمة التي يتعامل معها.

 

3- عدم الانسياق للقوانين

فالمسوق لا يلتزم بروح القانون ولا يعترف بأساليب التسويق التي تنساق للمنطمات والأفراد في السوق، وعوضًا عن ذلك، يبدأ في التحايل عليها من أجل تحقيق هوامش ربح أعلى أو استغلال الفرص دون مراعاة لمصلحة المستهلك أو مراعاة للضمير الأخلاقي.

 

4- الإقناع بالتزييف

ونلحظ هنا قيام المسوق ببيع سلع غير آمنة أو فاقدة للصلاحية أو الترويج لمنتجات ذات جودة متدنية، ويقوم ذلك بفعل وسائل الإقناع المتعددة للتأثير على المستهلك، وتحقيق العملية الشرائية، فهو يسعى نحو تحقيق الأرباح والمضاربة دون الوضع في الحسبان أي اعتبارات أخرى.

 

اقرأ ايضا عن : التسويق الشفهي – Word of Mouth

 

أنواع التسويق الأسود (الأسواق غير القانونية)

إن أنواع التسويق الأسود لا تختلف كثيراً عن الأنواع الأخرى للتسويق التقليدي، ولكن الفاصل بين الأمرين أن الأول يتم على نطاق ضيق، وباستخدام مواقع ووسائل تتصف بالسرية التامة بين عملائها، فالتسويق الأسود يعتمد بشكل كبير على السوق غير القانوني للترويج عن منتجاته.

 

فإن كانت أنواع التسويق التقليدي تتم عبر التسويق عبر محركات البحث أو شبكات التواصل الاجتماعي أو البريد الإلكتروني أو التسويق بالمحتوى أو التسويق الإعلاني، فإن التسويق الأسود يتم بنفس الصورة ولكنه يعتمد على اللاعلانية، وذلك من خلال مواقع بدأ انتشارها مؤخراً ويُطلق عليها (الويب المظلم) حيث ظهر الديب ويب لتحقيق المعاملات عبر السوق السوداء وغالباً يم إجراؤها بالعملات الورقية، ومن أهم أشكال الأسواق غير القانونية لتسويق السلع المهربة:

  • المقامرة في الكازينوهات غير الخاضعة للنظام الداخلي.
  • المخازن السوداء، والتي تحوي تحت سقفها كافة السلع بأقل الأسعار.
  • التعدين.
  • الأسلحة النارية والمتفجرات.
  • تجارة الأعضار.
  • السلع المقلدة.
  • تجارة المخدرات.

 

إقرأ ايضا عن : التسويق الأخضر 

 

ما هي اهمية التسويق الأسود؟ (ضرورة وجود الأسواق السوداء)

إن أهمية التسويق الأسود أو التسويق للسلع الراكدة تتلخص في الآثار الإيجابية التي يحققها والتي تعود بالنفع بشكل أو بأخر على فئات معينة في المجتمع، ويمكن توضيح ذلك على النحو التالي:

 

الآثار الإيجابية للتسويق الأسود

مميزات السوق السوداء:

  • تحقيق الرفاهية لبعض طبقات المجتمع.
  • القدرة على خلق فرص التوظيف أو استيعاب أيدي عاملة لا يمكن للقطاع الحكومي استيعابها.
  • تُباع السلع بسعر أرخص.
  • قد تكون الخيار الوحيد لشراء بعض السلع التي يصعب الوصول إليها.
  • العائد منها يُستخدم في التنمية الاقتصادية بشكل غبر مباشر.

 

الآثار السلبية للتسويق الأسود

عيوب السوق السوداء:

  • يتم الكسب في المقام الأول بشكل غير مشروع.
  • يتم التحايل على المشترين لاستنزاف جيوبهم.
  • لا يوجد ضمان بعد عملية الشراء.
  • نقل السلع غير القانونية بطرق غير مشروعة داخل وخارج الدولة كالأسلحة والمخدرات.
  • زيادة نسبة ارتكاب الجرائم والعمليات الإرهابية.

 

إقرأ ايضا عن : التسويق الوردي 

 

مثال علي التسويق الأسود

إن التسويق في مجالات غير أخلاقية أو مخالفة للقوانين يشيع بكثرة في عالمنا المعاصر، ولقد تعددت صوره وأشكاله، فعندما ظهر فيروس كورونا، وبدأ في الانتشار والتوغل في كافة البلدان، تزايد الاقبال على شراء المعقمات وأقنعة الوجه، ولقد لاحظ أغلبنا أن هذه المنتجات كانت مغشوشة غير تلك التي تُباع في الصيدليات، وهذا ما يطلق عليه التسويق الأسود.

 

الترويج لسلع أو خدمات غير مقننة ويمنع تداولها لأسباب صحية أو موروثات ثقافية، مثل: تسويق المخدرات والأسلحة والمتفجرات، وكذلك بعض المنتجات القانونية التي يتم إدخالها بصور غير مشروعة، ويتم في ذلك التسويق عبر التهريب والسرقة.

يتم شراء وبيع معلومات التعريف الشخصية والمعلومات المصرفية، مثل: بطاقة الائتمان والبيانات الطبية والمعلومات المالية عبر التسويق الأسود في الشبكة المظلمة.

واذا اردت اعداد استراتجية تسويقية لشركتك او نشاطك التجاري يمكنك الاستعانة بشركة جي دارت للحلول التسويقية لخدمات التسويق