هو ذاته الحلم يتكرر كل يوم ..يستيقظ فزعاً كل ليلة ويظل يعتصر وجهه بيديه والدموع تغرق وجنتيه ..
كم عانى كثيرا منذ ذلك اليوم وحتى كل يوم!!
نفس الحلم يراوده كل ليله ويعيد عليه كابوسا عاشه ..كم تمنى لو أنه كابوس ...؟!
لو انه لم يعش ذلك الواقع.. يؤرقه حلمه ..
رؤية صديق عمره وطفولته بين يديه يبتسم إليه ويودعه وهو يبكي لتلك الدماء المتناثرة على وجهه من جرح أخيه ...ونظرته الغاضبة الحاقدة على قتلة أخيه داخلية الإنقلاب وجيش دماء الوطن ..
مازالت ذكريات رفيقه تحوم في ذاكرته ليل نهار .. لا تفارق خياله ..
وهل من شئ أشد إيلاما من الفقد ..؟!!
لاسيما ان كان أمام عينيك ومشهد العجز يطل من كل جنباتك وتصرخ ولكن ..لا مجيب ..!!!
لم يكن رفيقه أول من قُتل على يد الانقلابيين الفسقة .. ولم يكن الأخير..!
لكن ألم فراقه لم يزل ناراً تتأجج في صدره تلوح في أفق يومياته ..
أنتزع نفسه من كينونته الطويلة ..ونهض نهضة أسدٍ جسور وأدار ظهره للإستكانة والخضوع ..توضأ واستقبل القبلة بقلب سليم ..ودعا ربه طويلا أن يرزقه الشهادة أو النصر في تلك المعركه ..
ارتدى أجمل ملابسه وتجهز بصوته وهتافه للمعركة ..
لم يكن يعلم ماذا سيقاسي ..لكنه أراد ان يعيش حرا في وطنه ..
يقيم شعائر دينه بلا أي إقصاء ..
ان يرى في وطنه روح الوطن ..ان ينظر بأمل للغد القريب ..وان لا ييأس !
ان يعيد حق اخوه ورفقة عمره وكل من ضحى لأجل ان يعيش هو ..!!
ان ينظر للسجون فما يرى فيها إلا كل فاسد وليس كل شريف متدين ..
ان يكسر قيود الوطن ويعيش حرا كريما فيه
عدّل ياقة قميصه ورفع رأسه عاليا ..ألقى نظرة على من يحب وأدار عينيه الى حيث تحتدم المعركة ..
#حكاية_حر
#الثورة_مستمرة