Image title

بحيرةٌ صامتة سقطت عليها قطرة الماء فأحدثت ضجة .. لم تكن تلك البحيرة تتوقعها ..أعقبتها قطرةٌ أخرى فأخرى .. وهاجت البحيرة بأكملها ..

كان مطراً ..!

كما أضحى على البحيرة التمسته الأزهار في ظمأ .. وبكت أوراق الأشجار ندىً ..وتلاعبت الأرض بمظهرها لتضم حبيبات المطر بين جنباتها .. وتتخلى عن مظهرها الصخري القاس ..!

ويكأن المطر يعي مفهوم أنه الحياة ، فيُشرع ويغير ويبهج الكون ليطل على الحياة برونقها الهادئ الجميل ..!!

كم من الأشياء أطلت علينا كالمطر فغدت تغير وترتب ونحن عنها غافلون ..!

كنا نسعد حينما نتغير .. ونتأفف حين نبتل!!!

حين يغيرك شئ ما يعطيك شيئا سيئا في المقابل ..يمنحك الأفضل والأسوء في ذات الوقت ! .. هكذا تتوازن الحياة..

لتفهم الناس عليك أن ترى جانبهم السئ وتتجاهل ولا تبتعد ..!

لتعرف أكثر عن ذاتك عليك أن تضع مرءاتك أمام عينيك وتبصر ذلك الوحش الذي يقطن في داخلك دون أن تخاف ..!

المواجهة أكثر الاشياء صعوبة لأنها تطلعك على خفايا هؤلاء الصرعى في داخلك وتعطيك الأسوء رغم جُبنك ..

لكنك حين تمشي في طريق الله سيعطيك كل جميل .. ولن تبتئس أبدا ..

ستفهم الحكمة من كل ما هو حولك وستدرك حقا ان كل خير فيما أختاره الله لك .. وإن بكيت كثيرا .. سضحك أكثر وسيشرق قلبك كسراجٍ متوهج يُضيئ

ظلمات حارةٍ ناعسة في دجى الليل البهيم ..

رغم أن المواجهة هي الأصعب لكنها لله أكثر يسرا وسهولة ..

أحلامك الباليه حين تربطها مع الله ترقى كنجوم مشعة في سماء فضاءٍ واسع..

أفكارك الساذجة و رؤيتك الضئيلة ، مع الله تتسع حتى تبتلع كل شئ .

حين تحدث السابقون عن الزهد ..لم يتخلو عن الحلم .. الزهد في الدنيا مطلوب ولكنه ليس زهدا في الحياة ..المعنى الحقيقي وراء الحياة هو الذي يسعون هم خلفه ..

" يقول ياليتني قدمت لحياتي "

أي حياةٍ كان يقصد ؟!

هو يوقن أن ماعاشه لم يكن بحياة وأن الحياة مازالت بانتظاره .. الحياة التي تنتظره أجمل بكثير .. الرضا والسكينة التي تلتحفه حين يمضي مشتاقا ..بريق عينيه الممتلئة بالدمع .. وخفقان قلبه واهتياجه كطائر في قفصه يهم بالخروج ..

التهاب أشجانه ورجفان يديه ..

كلها تريد الله ..

قد يكون في قلبه الكثير من السوءات .. قديكون قلبه مثقلٌ كغيمةٍ سوداء ..لكنها تحب الله ..حين يبتعد بهواه يدعو الله أن يقربه من جديد .. لأن روحه لا ترافقه إلا أن كان مع الله ..

يغفل كثيرا .. يعتصر نفسه بالهوى كثيرا ..لكن الدم الذي يتدفق في كل عروقه  إلى أصغر شعيرات جسده لم يتحرك إلا بالله .. حياته كلها معلقة بيد الله .. فكيف له أن يبتعد ..! وكيف له أن يخاف ..! وكيف له أن ييأس ؟وكيف له أن يقلق .؟ ! من أين للوهن والضعف أن يلتمس طريقاً اليه ..؟!

من أين لقلبه أن يفتقر لأحد ..؟!

حين كان مع الله علمه اللهُ أن يستغنى به عن كل أحد .. وأن يردد دوماً " إياك نعبد وإياك نستعين" .. ليُثبت لنفسه أنه العبد وأنه بغير عون الله لا يستطيع شئ ..