كتاب الحافظ الذهبي مقرئا للشيخ المقرئ المتقن للقراءات الشيخ يحيى الحكمي الفيفي.

الكتاب هذا يعتبر الأول في موضوعه، ولن اتحدث عنه وإنما سأقف على جزئيتين فيه تدلل أن فوق كل ذي علمٍ عليم وأن أصحاب العقول الوعائية ليسوا بمعصومين من الخطأ بل خطأهم وارد حتى في تخصصهم فأقول:

١) كتاب (معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار للذهبي) حُقق كذا مرة، وممن حققوه العلامة المحققون المدققون بشار عوّاد واشترك معه أيضا المحققون المدققون شعيب الأرنؤوط ومعهم ثالث، وبالرغم من ذلك إلا أن الشيخ يحيى نبه على أنها ناقصة كالطبعة التي سبقتها (من تحقيق محمد السيد جاد)، ومع ذلك فالمحققون نقدوها نقدا لاذعا وكأن عملهم لا شائبة فيه، مما يدل على الغرور والتعالي. وقد بين الشيخ يحيى أن طبعتهم هذه ماتت بمجرد صدور الطبعة التي تليها من الكتاب بتحقيق طيار آلتي قولاج.

٢) على الرغم أن المحققين المدققين العلامة الدكتور بشار عوّاد متخصصٌ بالإمام الذهبي إلا أنه اخطأ في فهم الذهبي، وأظن هذا طبيعي فليس هو بالذكي الذي يتنبه لكلام أهل العلم ويعرف مصطلحاته وإنما هو وعائي يحفظ العلم لذلك أحسن التحقيق فقط، فقد اخطأ معروف في تحديد معنى الطبقة عند الإمام الذهبي وقد رد عليه الشيخ يحيى ردا وافيا في هذه المسألة فجزاه الله خيرا على بحثه الدقيق هذا خصوصا أننا ابتلينا ممن يكاد يجعل العصمة عند المحققين والله المستعان.