عزيزي طالب قسم التربية البدنية المستجد سأسرد لك قصتي حينما كنت في أول أيام لي بالتربية البدنية وهذه القصة من يومياتي الشخصية عام ١٤٣٤ - ١٤٣٥ هـ ..

 كن وعاياً بما يكفي لتكن ناجحاً بما تتمناه ..

ففي أول يومٍ  لي شعرت بأختلاف شديد ومغاير عن جميع الأماكن التي سبق أن قمت بزيارتها شعرت بأنني تائهٌ بين هذا وذاك .. و الغريب في الأمر أنه لست لوحدي بل معي مجموعة كبيرة من الطلاب المستجدون الذين يعانون من هذه اللحظات الصعبة ..

 أول أيامي كانت مختلفه كلياً عن ما إعتدُ عليه بالثانوية او حتى بأي مكانٍ أخر .. شعرت بأن الجميع يخدم نفسه دون نتيجه .. وجدت أن مواعيد المحاضرات بالجدول متفرقة ومتباعدة ولا تناسبني كوني أسكن خارج مكة .. وجدت أن زملاء اليوم هم الأشخاص الذين كانوا يصارعون على الخروج من جحيم البدايات ..

لا تخف ستتأقلم سريعاً .. وسرعان ما تكَّون صداقات و لكن إحذر عندما تختار صديقاً لك فأنت تختار صديقاً يدوم معك أربعة أعوام وربما أكثر .. فلا تحاول أن تخسر أحداً كن متعاونٌ مع الجميع .. إحترم القوانين و الأنظمة .. كن حريصاً على مذكرتك و على حسن خلقك ومظهرك .. هنالك قانون فيزيائي يقول " بأن لكل فعل ردتُ  فعل " لا تكن أحمقاً في ردت فعلك إعلم بأن ذلك الدكتور لم يترك أسرته إلا ليقدم لك ما يفيدك و إعلم بأنك لم تترك أسرتك ومنزلك ونشاطاتك الخارجية من أجل قضاء وقت جامعي فقط او من أجل الحصول على شهادة يطلق عليها (بكالوريوس) فأنت الآن رجلٌ يعتمد عليه .. قادرٌ على أن يضع بصمته في هذا المكان ،

  الساعة الآن العاشرة صباحاً    كانت تبدأ محاضرتي في مادة التمرينات البدنية كنت أعلم ولا أعلم بموقعها إستمر بحثي والسؤال عن إسم ذلك الدكتور ، والعجيب في الأمر أنني أوجه سؤالي لزميل لي بنفس الوضع حتى إنقضى من الوقت ربع ساعة بين سؤالاً و جواب و تنقلاً بين صالةٍ وأخرى ، وفجأة توقفت بين زملاء كنت أجهلهم فما كان من الدكتور إلا أن يستوقفني سائلاً أين كُنتُم ؟ لماذا تأخرتم ؟ فكان جوابي أجده غير مقنع فكان الجواب هو : تائهاً بين الممرات و الصالات ، إنقضت تلك المحاضرة بشكلاً عجيب ..

الآن أنا أملك وقتاً طويلاً يسمى (بريك) من الساعة الثانية عشر إلى الساعة السادس مساءاً أوقفت سيارتي تحت تلك الظلة وها أنا أكتب في هذه اليوميات ..

إنها الآن الساعة الخامسة والنصف وتبدأ مرحلة البحث والتحري حول موقع القاعة لمادة الثقافة الإسلامية (١) ، ولكن العجيب في الأمر أنها في مبنى مغاير عن الذي كنت فيه سرعان ما شغلت محرك السيارة مستعجلاً كي أصل قبل الوقت وأحسب وقت السؤال و الجواب و التنقل بين الممرات والطرقات ، وجدتها أخيراً ولكن لم أكن متوقعاً ذلك الإستقبال الذي شعرت بندم شديد بسببه (لا أريد ذكر إسم ذلك الدكتور) لأنه أوحى إلي بأن الجود من الموجود وأن إختلاف شخصيات الدكاترة حاضر ، فكان عابساً لدرجة أن عضلات رأسه ستنفجر ، على أيةُ حال مضى نصف الوقت وتبقى النصف الآخر ، وإذا بالباب يطرق (لم يجيب) فتح الطالب الباب وكان مرتبكاً وخائفاً سائلاً هذه ثقافة إسلامية (١) عند الدكتور .......  فأجاب ذلك الدكتور بنعم ولكن أين كنت بصوتٍ  يشعرك بأن الماثل أمامه قد أرتكب جريمه عظيمة ، فكان جواب الطالب كنت تائهاً بين الممرات والطرقات يا دكتور ، فرد الدكتور قائلاً إذا تعال الأسبوع القادم بنفس موعدك أغلق الباب خلفك ، نظرت إلى الطالب وجته متفاجئ ومرتعب فإنقضت تلك المحاضرة ولم تكن لتنقضي ، وها أنا بالسيارة أكمل يومياتي ..


فتعلمت دروساً بأول إسبوعاً  لي وهيا

- لا تحاول ان تكون حاضراً من أجل الحضور فقط ..

- ولا تحاول أن تكره أحداً من معلميك .. فما يفعله غيرك يختلف عن ما تفعله أنت ..

- ولا تحاول أن تتهاون في آداء واجباتك و بحوثك .. ولا تفكر بأن تجعل صاحب تلك المكتبة أن ينفذها لك لكي يستفيد وأنت لا تستفيد ..

- لا تحاول أن تجلس أمام الممر فهذا منظر غير حضاري و يشوه جماليات تخصصك بل كن خير معين وخير قائد يمر بجماعة الانشطة الطلابية او الانشطة العلمية ..

- ستجد الطالب الخجول .. و الإنطوائي .. و الضاحك و الإجتماعي .. وذلك الطالب الذي يجمع الزملاء حوله ولكن دون جدوى سوا ضحكاتٌ لا فائدة منها ..

- ستجد المعلم الشديد .. لا تتضجر منه يريد أن يريك شيءً مختلفاً لتنتقل إلى مرحلة النضوج في تعاملك وفي إحترام تخصصك و في إجتهادك ومثابرتك ..

فيما بعد السنة الأولى وجدت فكرة تعتبر معبراً وطريقاً لجميع الطلاب و بمختلف المستويات فشرعت في تنفيذها ولكن لن أقصص عليكم إلا الخلاصة منها فوالله إنها أجمل قصص حياتي العلمية ولكن سأترككم تشتاقون إليها فيما بعد .

إن جماعة الأنشطة الطلابية تقدم لك خدمةً عظيمة في تخصصك سواءًا كنت تدريس أم تدريب أو إدارة فهذه الجماعة تجمع جميع ذلك في أنشطة لا صفية تزيد من قوة ومتانة مكانتك بين المجتمع الأكاديمي و المجتمع الخارجي .. فمن اللحظات الأولى إبحث عن قائد هذه المجموعة وطالبه بالتسجيل و الإلتحاق بها حتى تكون كما تريد أنت ..