يحتفل العالم باليوم العالمي للّغة الأم في 21 فبراير من كل عام، وهو يوم أقرته الأمم المتحدة كيوم رسمي للاحتفال باللغات المختلفة في العالم كوسيلة لدعم التنوع الثقافي والحضاري للدول.
تهديدات وأخطار تواجه اللغة العربية
هناك أخطار تهدد اللغة العربية في العصر الحالي، أخطار ربما نكون قد خلقناها بأنفسنا. فعلى سبيل المثال إهمالنا في استخدام اللغة العربية في التحدث مع بعضنا البعض، بل وشعور البعض بالعار أنه لا يستطيع التحدث بالإنجليزية، وفي الوقت ذاته الشعور بالفخر عند استخدام ما يطلق عليه "العربي المكسر" خاصة على الإنترنت ومواقع الشبكات الاجتماعية. ف بهذا نحن نخلق فجوة بين الجيل الجديد واستخدام اللغة العربية.
نساهم أيضًا في إتلاف اللغة عن غير قصد من خلال تعليم أطفالنا لغات أخرى والتأكد من التواصل معهم بهذه اللغات فقط دون العربية. أذكر أنني أرى بعض الآباء يشجعون أطفالهم على استخدام اللغات الأجنبية فقط في التواصل والتعبير عن ذواتهم، ويرون في ذلك نوعًا من الفخر.
جهود مميزة من المؤسسات التعليمية في دعم اللغة العربية
اليوم، وعلى الرغم من تدهور اللغة العربية لأسباب كثيرة، إلا أنني أردت من خلال هذا المقال أن ألقي الضوء على بعض الجهودات المبتكرة في الحفاظ على لغتنا الجميلة خاصة بين أبناء الجيل الجديد.
نحوَ نحوٍ أبسط
أطلقت مؤسسة توينكل التعليمية البريطانية مبادرةً تحت عنوان "نحوَ نحوِ أبسط" وهي ببساطة مجموعة من الأنشطة التعليمية التي تهدف إلى تعليم الأطفال بمختلف أعمارهم قواعد النحو العربي المختلفة بطريقة تفاعلية تتناسب مع احتياجات الجيل الجديد في التعلم، والجدير بالذكر أن المؤسسة قامت بإتاحة هذه الأنشطة مجانًا لمدة معينة حتى يتسنى لجميع المعلمين وأولياء الأمور تجربتها واستخدامها مع أطفالهم بمناسبة اليوم الدولي للغة الأم.
تشمل المبادرة كل ما يحتاجه مدرسو اللغة العربية لتدريس قواعد النحو العربي بأسلوب بسيط ومتنوع للطلاب، بحيث تغطي المبادرة مختلف قواعد النحو العربي والتي تتنوع بين العروض التقديمية لشرح الدروس، كتب الأنشطة والتدريبات، أوراق العمل، الأنشطة الفنية، ألعاب الفيديو التعليمية وغيرها الكثير! كما يتم رفع المزيد من الأنشطة والدروس التعليمية الجديدة يوميًا.
جهود بعض الشباب والصحفيين
أما عن جهود بعض الصحفيين والشباب المهتم باللغة العربية، فهناك مبادرة رائعة من الصحفي المصري حسام مصطفى إبراهيم، وهي مبادرة اكتب صح التي تأسست على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، يوم 12 نوفمبر 2013، بغرض مساعدة الصحفيين والإعلاميين والطلاب ومحبّي اللغة العربية ومتعلميها، على تلافي الأخطاء الإملائية والنحوية والأسلوبية الشائعة، والكتابة بلغة سليمة وراقية خالية من العيوب، ومنذ إطلاقها حظيت بتفاعل كبير وملحوظ، ساعدها على النمو بشكل سريع، والوصول لقطاعات أكبر. وتعتمد الصفحة على إعادة تقديم علوم اللغة العربية، في ثوب جديد، عبر لغة بسيطة وقريبة من لغة الشباب.
أما صفحة كبسولات لغوية التي أسسها الكاتب المصري محمود مرسي، وهي صفحة مشهورة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتلقى رواجًا كبيرًا بين المراهقين والشباب نظرًا لاستخدامها للكوميكس والدعابة في شرح قواعد اللغة العربية.