فَمْفَمةٌ
----
سيناريو في حجم الكف عن ألف كلمة في ظرف
----
قصة وسيناريو وحوار : السعيد ابراهيم الفقي
----
يُفتح الستار على فتاتين في مُنتهى الهدوء، نوال وانشراح (الأختنمي)، ( التوأم المتنافرتان)، في غرفتهما العادية، كل واحدة تلهو بألعابها في صمت، فجأة تنشب معركة كلامية.
لاتقتربان من بعضهما البعض، ولا تتلامسان، لكن لغة الجسد في قمة النشاط.
----
نــوال:
أين مناديلي التي وضعتها هنا قبل أن أنظف لُعبتي؟
انشراح: 
وأين، أين أقلامي التي جمعتها هنا حتى أُكمل لوحتي؟
نــوال:
بل أين حذاء وملابس عروستي؟ 
انشراح: 
وأين أدواتي، وأين حامل لوحتي؟
نــوال:
قولي، متى تتوقفين عن تفتيش حقيبتي؟ نــوال:
انشراح: 
اعترفي، أين، أين تُخبئين أقلامي وفرشتي؟
نــوال:
بل قولي من ذا الذي سمح لك أن تعبثي بالمناديل؟ 
انشراح: 
ياأختي ياحبيبتي، لماذا تفتحين شهيتي لحفل عراك طويل؟
نــوال:
يا أختي يامُصيبتي، وكيف أتحاشاك وأتحاشى حوارك الثقيل؟
انشراح:
( يزداد انفعالها فجأة ، تتحدث بسرعة عالية، دون انقطاع )
لُعبتك لوحتي أقلامي عروستك .. كتابك دفتري أدواتي حقيبتك
لُعبتك لعبتي .. لوحتك لوحتي .. قصتك قصتي .. حقيبتك حقيبتي
قولي متى .. قولي أين .. قولي كيف .. قولي لماذا .. قولي كل هذا
اعترفي قولي .. اعترفي قولي .. اعترفي قولي .. اعترفي قولي .. 
ياأختي ياحبيبتي .. يا أختي يامُصيبتي .. يا أختي يابلوتي .. ياقضيتي
تقتليني بالملل .. تقتليني بالهبل .. تقتليني بالكلام .. حرام .. حرام
أمس .. أول أمس .. من أيام .. كنا صغار .. لانعرف الكلام
اليوم .. وكل يوم .. وقبل النوم .. يدور هذا العراك الطويل .. بالصراخ وبالعويل
رُحماك ربي .. رُحماك ربي .. من هذا العذاب 
رُحماك ربي .. رُحماك ربي .. من هذا الغراب ( تشير إلى أختها )
رُحماك ربي .. رُحماك ربي .. من هذا الجوار
رُحماك ربي .. رُحماك ربي .. من هذا الحوار
رُحماك ربي .. رُحماك ربي .. من هذا المكان
رُحماك ربي .. رُحماك ربي .. من هذا الإنسان
رُحماك ربي .. رُحماك ربي .. من أختي المؤلمة نوال
رُحماك ربي .. رُحماك ربي .. رُحماك ربي ياذا الجلال
رُحماك ربي .. رُحماك ربي .. 
( طرق شديد على باب الغرفة )، ( صمت تام وتوقف عن الحركة)، ( صوت الأب من الخارج بانفعال)
الأب:
ماهذه الضوضاء، هذا من عمل الرعاع والغوغاء، أنتما تكملان يومكما بالشجار والعراك والهراء ... ( يسكت الصوت فجأة )

نــوال: 
ياأبت .. النجدة .. ياأبت انشراح تمارس هوايتها في النباح .. ياأبت انشراح مزقت مشاعري، بالنعيق ..
وكسرت بخاطري، بالنهيق .. وخبأت مناديلي .. وعروستي .. ومزقت قصتي .. واحتلت غرفتي.. ولا تتوقف عن الكلام .. 
ولا تتوقف عن النهيق والنعيق والنباح والصياح
أسكتها عن هذا النهيق وهذا النعيق 
أسكتها عن هذا الهراء وهذا العواء 
أسكتها عن هذا النباح وهذا الصياح
( تتوقف لحظة وتدور دورة كاملة، كأنها تتلمس صوت أبيها )
( تتكلم مرة أخرى، بانفعال)
ياأبت أمسك فاها،
غلبني فوها،
لاحيلة لي بفيها.. 
( تعيد المقظع الأخير، بهدوء، وترتيل )
============ ستار============
ملحوظة:
1
جوهر المسرحية، طبيعة الطفل المبدع، كثرة الحركة، الذكاء اللغوي

توظيف الدعابة في تخفيف وطأة القاعدة النحوية وفهمها
3
التشويق للإبحار في أعماق اللغة، بطريقة فطرية
4
اعراب الأسماء الخمسة
5
ليس هذا من باب مسرحة المناهج، ولانعترف به إذا كان بطريقة الحشو والتلقين
---
-
6
عشق اللغة العربية، حياة، وتعلمها، متعة، واللعب معها، نزهة المشتاق

التعديل الأخير تم بواسطة السعيد ابراهيم الفقي; اليوم، الساعة 12:41

أليس في خيال المبدع العربي بطلاً حراً؟
أليس في خيال المبدع العربي بطلاً قوي العزيمة؟
أليس في خيال المبدع العربي بطلاً عالي الهمة ؟
أليس في خيال المبدع العربي فارساً حكيماً؟