ماهو يوم التأسيس:
هو اليوم الذي أسست فيه المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الأول محمد بن سعود في يوم ٣٠جمادى الثاني لعام ١١٣٩ه الموافق ليوم ٢٢فبراير ١٧٢٧م.
نبذة تعريفية عن الأمام محمد بن سعود:
نشأته: ولد في عام ١٠٩٠ه/١٦٧٩م بمنطقة الدرعية في نجد.
نسبه: هو محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي.
كان يتصف بالتدين والشجاعة وقوة التأثير.
فترة توليه الحكم:
قبل أن أذكر فتره توليه الحكم سوف أذكر نبذة بسيطة عن الأوضاع السياسية في نجد .
١)الاوضاع السياسية في نجد. أولًا نجد معناها :الأرض المرتفعة ، وهو اسم يطلق على المنطقة الوسطى من شبه الجزيرة العربية ،وهو أكبر قسم في وسط هذه الجزيرة ، حيث يحدها من الشمال:جبل شمر،ومن الغرب :الحجاز ،ومن الجنوب :الربع الخالي ، ومن الشرق :الدهناء والأحساء.
كانت نجد يسودها التفكك والجهل، والتناحر والصراع الدائم، حول السلطة بين حكام المنطقة من أمراء المدن ، وشيوخ القبائل ، فكان لكل قبيلة شيخ أو أمير يحكها ، فمن أشهر القبائل التي كانت في نجد : ١-أمارة آل سعود في الدرعية وهي من أقدم الأمارات فيها حيث تأسست على يد مانع المريدي حوالي٨٥٠هجري،٢-إمارة ال معمر في العُيينة ٣-إمارة دهام بن دواس في الرياض ٤-إمارة آل زامل في الخرج واليمامة ٥-إمارة ال حجيلان في القصيم ٦-إمارة آل علي شبيب في حائل ، فكانت البلاد في تلك الفترة تعيش في رعب دائم ،وخوف غير منقطع من عدو يأخذ بالقهر ، وحليف يأخذ بالغدر ، ولم يكن لسكينة والحرية والآمن والراحة مقر في تلك البلاد.
٢)آل سعود قبل قيام دولتهم : كما هو معروف قديمًا في القبائل العربية التنقل والبحث عن المؤونة والرعي ، وتوارث الزعامة بينهم . فقد قدم جدهم الأكبر (مانع المريدي) إلى منطقة تسمى الملبيد عام ٨٥٠ ه التي غير أسمها بعد ذلك لدرعية ،واستوطن هناك وتوارث ابناءه وأحفاده الزعامة ، الى أن قامت دولة تحمل أسمهم الى وقتنا الحالي، وكغيرها من الأسر قام بين أطراف افرادها في هذاك الوقت صراع حول السلطة حتى ضعف أمرها ، وانتزع إمارة البلدة منهم رجل يقال له سلطان بن حمد القبس عام ١١٠٧ه .
ولكن تم أعادتها لأسرة آل سعود بعد ثلاث عشر عامًا و تولاها أحد أحفاد مانع وهو موسى بن ربيعة ثم خُلع وتولاها سعود بن محمد إلى أن توفى ١١٣٧ه ، فبعد ذلك حدثت عدة صراعات ، إلى أن تولى الحكم محمد بن سعود عام ١١٣٩ه فحدث في عهده ماغير وجه تاريخ المنطقة.
٣) قيام الدولة السعودية الأولى:
فمنذ أن تولى الحكم محمد بن سعود عام ١١٣٩ه سرعان ماجرت الأمور بشكل مختلف عن السابق، بحنكته السياسية ونظرته الثاقبة للأمور فاراد أن يكون حكمه ليس فقط على النظام القبلي والنظام العشائري بل كان يسعى الى توحيد المنطقة وفظ النزعات بين القبائل ولكن كما ذكرت سابقًا ، أن الجهل في تلك المنطقة كان منتشر والوضع الديني مترد، وظهور البدع والخرافات ، وكل شيخ او أمير يحكم بحسب أهواءه ، فكان لأبد من قيام دعوة أصلاحية دينية توحد المنطقة تحت رأية الدين بشرع الله وسنة نبيه ،فأراد الله يكون في تلك الفترة حركة دينية على يد الشيخ محمد بن الوهاب ليعيد الوضع الديني لتلك المنطقة على المسار الصحيح ، انتشرت اصداء الشيخ بين القبائل فكان البعض معارض لتلك الدعوة ، ولكن الأمير محمد بن سعود كان يريد أن يصلح الأمور فرحب بالشيخ إلى الدرعية فحدث أتفاق بينهم عام ١١٥٧ه /١٧٤٤م ،١) على أنهما يتبايعا على أن يعملا في سبيل الدعوة الإصلاحية ونشرها بكل مايستطيعان من الوسائل ، ٢) وان تكون الامور السياسية للأمير محمد بن سعود والامور الدينية لشيخ محمد بن عبدالوهاب ،ومن هنا قامت الدولة الجديدة وهي الدولة السعودية الأولى.
مراحل تأسيس المملكة العربية السعودية:
مرت المملكة العربية السعودية، بثلاث مراحل تأسيسية، كما هو معروف في التاريخ لاي دولة ناشئة، تحدث فيها فترات قوة وضعف تنتهي وتبدأ من جديد. فأراد الله أن يكون لدولة السعودية وجود .
١) الدولة السعودية الأولى وهي اللبنة الأولى والتاسيسية لقيام المملكة العربية السعودية منذ أن تولى المؤسس الاول محمد بن سعود الحكم عام ١١٣٩ه/١٧٢٧م إلى أن انتهت عام ١٢٣٤ه/١٨١٨م على يد العثمانين
٢) الدولة السعودية الثانية بعد نهاية الدولة السعودية الأولى ،حيث جرت أحداث كثيرة تحتاج إلى كتابة تفصيلية عنها، ولكن أكتفي بذكر قيامها على يد الإمام تركي بن عبدالله عام ١٢٤٠ه/١٨٢٤م ، وهو من نفس سلسلة الاسرة الحاكمة ، وأهم مافيها من أحداث أنه نقل العاصمة من الدرعية لرياض ،وانتهت عام ١٣٠٩ه/١٨٩٢م، بأخر من يحكمها الأمام عبدالرحمن بن فيصل.
٣) الدولة السعودية الثالثة
بعد نهاية الدولة السعودية الثانية ، بعد حدوث معركة حريملاء عام ١٣٠٩ه ، بين الإمام عبدالرحمن بن فيصل ، والامير محمد بن رشيد من العثمانين ،خرج الإمام عبدالرحمن بن فيصل ، بعد هزيمته في المعركة من الرياض ، وتوجه نحو قبيلة العجمان نحو الاحساء ،ثم خرج إلى الكويت ، ليكون بعيدًا عن بطش العثمانين ، واستقر هناك لفترة من الزمن، فلم يلبث أبنه عبدالعزيز بعد بلوغه مرحلة الرشد ، فأدرك أن الوقت قد حان كي يتولى مسؤولية إعادة حكم أسرته للبلاد ،فجاء إلحاحه الشديد على أبيه بأن يبدأ بالخروج من هذا البلدة(الكويت) قائدًا لغزوات ، ولكن أبوه وقف ضد إلحاحه في بداية الأمر خوفًا عليه،ولكن أستمر حتى نجح بالخروج بحملة غازيًا ،بتأييد الشيخ مبارك بن صباح فتوجه نحو المناطق القريبة من الرياض ، فانضم عدد لا بأس به من قبائل مثل العجمان وغيرها.. ثم توجه نحو الرياض بحنكته وخطته المحكمة في تقسيم الجيش استطاع بإرادة الله ثم عزمه دخول الرياض والتمكن من أبن عجلان الذي كان في قصر المصمك وقتله هو وأتباعه ، وما أن تم ذلك حتى نودي في البلدة أن الحكم لله ثم لعبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ، وبهذا قامت الدولة السعودية الثالثة يوم الخامس من شوال سنة ١٣١٩ه ،من يناير عام ١٩٠٢م ، وهي إلى يومنا هذا قائمة بفضل الله ومنته .
توحيد مناطق المملكة العربية السعودية
فمنذ أن تقلد الحكم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ،سعى جاهدًا في توحيد مناطق البلاد من جنوبها إلى شمالها ، ومن شرقها إلى غربها تحت حكمه ، وبعد فترة من حكمه أصدر مرسوم ملكي ،بتوحيد مناطق البلاد ،تحت اسم جديد ،هو المملكة العربية السعودية عام ١٣٥١ه/١٩٣٣م