أحاول منذ فترة تعلم اللغة العربية، كتابة ومحادثة. أجيد القراءة بها منذ البداية واستيعابها بشكل جيد. أما المحادثة فسيئة للغاية، ومستوى الكتابة ببساطة كما ترون. لم يكن مثل هذا الهدف في بالي بأي طريقة من قبل، ولكن تسلل إلى وجداني دون أن أشعر حتى تملكني. مررت بلحظات لم أعد أطيق قراءة حروفي ولا سماع لهجتي..فقط أتمنى لو أجيد الحروف كما يجيدها من أقرأ لهم.

وبالطبع، لا داعي أن أوضح أني أعني اللغة العربية الصحيحة ولا أعني أني لا أتحدث العامية المصرية. فالعامية المصرية هي لغتي اﻷولى. ولكن للفصحى مذاق آخر وهي من تعطي اللغة العربية معنى لي.

بدأ اﻷمر بأني كنت أحبذ اﻹنجليزية والعامية حتى وإن كانت بحروف إنجليزية على اللغة العربية في التعبير عن النفس. بل وصارحت نفسي مرة، أن ما يجعل كتابة العربية بحروف إنجليزية (فرانكو) أسهل لي..هو عدم الاكتراث للأخطاء اﻹملائية بها. فأنت فقط تكتب مثلما تنطق. ولكن لتحسين تلاوة القرآن، تعلمت التجويد بشكل أكاديمي جيد. تعلمت فيه الكثير وأصبح استيعابي للعربية أفضل وقتها ولكن بلا كتابة ولا تعبير. ثم تغيير اﻷمر، ﻷقلل من كتابة اللغة العربية بأي حروف غير الحروف العربية. ثم ﻷحاول التعبير عن نفسي هنا بالعربية كما أعبر عن نفسي باﻹنجليزية.

طبيعية عملي ودراستي من قبل تجعل للإنجليزية وجود مستمر ودائم. ولا عيب في ذلك على ما أظن. ولكن العيب هو العجز مع العربية. على العموم، عندما بدأت هذه المحاولات، أدركت مدى عجزي ونقاط ضعفي. أشتريت كتاب تكوين الملكة اللغوية للبشير عصام المراكشي. كتاب رائع وينصح به. فهمت منه ما يجب علي فعله لتحسين اﻷمر بشكل كبير. ثم وجدت فرصة بداية دورة إجادة اللغة العربية مع د. صابر الجويلي في كلية آداب. بدأت معه المستوى اﻷول، مهارات اللغة. التفاعل كان مفيد وسرع عملية التحسين. ولكن للأسف مازلت مقصرة جدا في المتابعة والاجتهاد بجانب اﻷمور اﻷخرى في حياتي.

عموما، كنت أفكر..لماذا أريد تعلم اللغة العربية كتابة ومحادثة؟ فكرت في كل اﻷسباب. وعندما أيقنت جدية رغبتي هذه، فكرت في التدوين. فربما بعد أعوام يتحسن تكون اللغة سهلة لي وأنسى كيف كان الطريق. أو ربما في طريقي إلى هناك، أنسى اﻷسباب وأتوقف لمجرد النسيان. فلعل هذه التدوينه كافية لكل ذلك.

بداية قسمت اللغة ﻷربع أقسام: النطق والقراءة والكتابة والتحدث.

فالنطق، ببساطة أتعلمه ﻷجيد تلاوة القرآن خصوصا وهذا وقد حصلته الحمد لله بنسبة جيدة في أعوامي السابقة عن طريقة تعلم علم التجويد. ثم للقدرة على قراءة النثر أو الشعر بصوت بشكل صحيح فيما بعد ولم أحصله بشكل جيد بعد للتعود للقراءة بتجويد وتلاوة فقط لا غير. أما القراءة النثرية أو الشعرية فلم أمارسها. ولأسباب رغبة تحصل مثل هذا ستتضح فيما بعد.

أما القراءة، فهي لاستيعاب الكتب. وكلما زادت مهارات القراءة كلما تحسنت أدواتنا في فهم ما وراء الكلمات والوصول للمشاعر والمعاني السامية من ورائها بشكل أفضل وأقوى. ورغم أن هناك دائما أفضل، ولكن في القراءة النثرية، أعتبر ما أنا فيه اﻵن جيد إلا في الروايات، أحتاج تعلم مصطلحات التي تعمل على إيصال الشعور أكثر ولم يتم ذلك إلا بكثرة قراءة الروايات. أما القراءة الشعرية، فالمستوى سيء جدا، بسبب قلة الحصيلة اللغوية في لهذا الجانب.ت

أما الكتابة، فعالمها واسع. فحتى أجيد الكتابة علي تعلم الكثير من النحو والبيان والمعاني، ولكن لست متأكدة بعد من المستوى المرجو. ولكن لعل الحال يتحسن بكثرة الكتابة مع استمرار التعلم ووجود من يصحح لي.

أما التحدث، فأصعبهم لي. وهو ببساطة التحدث بها بتلقائية. وأنا لا أجد من يجيد التحدث باللغة العربية كلغته اﻷم إلا نادرا جيدا. فلست متأكدة من أين يتعلم المرء مثل ذلك بعد بشكل جيد. وﻷجيد هذا، يجب أن أجد من أتدرب معه عليه. ربما لهذه خصوصا سأحاول أستكمال دورة د. الجويلي.

ثم على شكل نقاط فيما يخص اللغة ككل، أريد أن أتعلم اﻷربع أقسام ﻷن:

العربية لغة القرآن واﻷحاديث

كلما تحسنت لغتي العربية، تحسن فهمي للقرآن وللحديث النبوي وللعلوم الخاصة بهما. والفهم ليس قاصر على الفهم اللفظي، ولكن الفهم المعنوي والحسي كذلك. وأيضا، كلما  تعلمتها أكثر وأصبحت جزء مني، كلما سكنت للغة القرآن بشكل أكثر تأثيرا. فالله -سبحانه جل جلاله-  يقول: “أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”. فكيف يكون الذكر ذكر إن لم أفهمه؟

علاج الشلل اللغوي

فكرة العجز عن التعبير عن الذات باللغة العربية، مرهقة جدا. فهي أقرب للشلل. وفي بلاد ما بعد الاستعمار، كبلادنا، قليل من يتقن أي لغة حتى تكون كلغته اﻷم بشكل كامل. ومن أنواع الذكاء، الذكاء اللغوي. فبعدم أتقان أي لغة إلى حد اللغة اﻷم لتكون كافية لكل تعبيراتنا، شلل لغوي صعب. كاﻷمي الذي لا يقرأ ولا يكتب في عالم يعتمد كله على استخدام الحروف واﻷرقام. تكون أميته هذه، عجز وقلة حيلة بل وتقلل من مستواه الاجتماعي في عالمنا وثقافته. فكذلك مع اللغة. عندما تجيد اللغة، وتزيد حصيلتك اللغوية من الكلمات وتزيد قوتك في التعبير، تزيد ثقافتك وذكائك بلا أي شك. فعلاج هذا الشلل، يكون علاج للغباء – أو مساعدة في زيادة الذكاء والحكمة- وارتقاء بالمستوى الفكرى والروحي والاجتماعي.

تحضر

في مصر، بعض اللهجات تقلل من شأن صاحبها. فمثلا، معروف أن غير المتعلم ينطق حرف الشين في الاسكندرية بشكل مختلف عن المتعلم. أهل الريف غير أهل المدن في النطق وهكذا. وأيضا بالمقارنة باللهجة المصرية مثلا، باللهجة السورية، المغربية، واللهجات اﻷخرى عموما، تجد أن اللهجة تؤثر على صاحبها. فبعض اللهجات تعطي صاحبها أنطباع السكينة والوقار، واﻷخرى تجعل صاحبها يبدو كالغضبان دائما. فتأملت هذا..وتأملت كيف أن من يجيد اللغة العربية الفصحى، نوعا ما كان دائما أرقى من بني جلده. فعندما أستمع له، يصلك أحساس السمو منه. وهذا يعتمد على مدى إجادته للغة. فعندما يجيد اﻹنسان احتيار المعاني ويُرزق حسن البيان، يوصل لمن أمامه أنه ذو شأن وعلم. وهذا اﻷمر يظهر عندما تقارن بين اللغة الصحيح واللغة الضعيفة الناقصة التي يتحدث بها أصغر جيل حالي. فلا يكون له أي بيان.

وكان يقول مالك بن بني في كتابه شروط النهضة ملحوظة عجيبة، أن اﻹنسان اﻷُمي في مجتماعتنا غالبا تجد فمه مفتوح على عكس هو ذاته عندما يتعلم يتجد فمه مغلق في وقار. وأنا عندما قرأت هذه الملحوظة كنت أُدرس في العشوائيات، ركزت كثيرا على هذا اﻷمر، ووجدت ما يؤكد كلامه هذا في المجتمع المصغر الذي جربته.

وحدة المسلمين

أعلم أن اللهجات كانت هناك منذ بعثة الرسول، ولكن تزيد الفجوة بيننا اﻵن عن من قبل. في البلد الواحدة، أختلاف اللهجة يؤثر في العنصرية. فبمجرد سماع اللهجة، تضع الكثير من اﻷحكام التي تفرق بيننا ولا تقرب. أنا أحب أن أستمع للمسلمين من كل مكان. ولكن كثرة لهجتنا تصعب اﻷمر. على عكس مثلا، أقتراب اللهجة اﻹنجليزية المستخدمة حول العالم، تسهل أن تتحدث أحيانا مع العرب حتى بها. فمثلا أنا أجد سهولة في الاستماع لعلي أبو الحسن، وسعيد الكملي، والبشير المراكشي وغيرهم ممن يستخدم اللغة العربية بشكل تلقائي ﻷن استيعابي باللغة العربية جيد سمعا. فسهل علي استخدامهم للغة وإجادتها، أن أسمعهم وهم من بلاد مختلفة وأن يقع في قلبي محبة لبلاد المسلمين كافة. على عكس، إذ تحدث الشيوخ المغربة بلهجتهم فقط، لا أفهم شيء. فكذلك، إذ كنت تريد أن تكون أن أو الجيل القادم منفتح على المسلمين ونمثل أمة واحدة، فتوحيد اللغة مؤثر كثيرا.

لتكون اللغة اﻷم للجيل القادم

يشغل بالي كثيرا دوري المستقبل كأم في يوم من اﻷيام. وكنت أقرأ عن أهمية اللغة في التربية. وتوصلت أن اللغة اﻷم لها عامل كبير جدا في ذكاء الطفل وقدرته على التعبير عن الذات وأن يكون شخص سوي. وكذلك قرأت عن أهمية تعلم العلوم اﻷساسية بلغته اﻷم. هنا بدأت أفكر في أمر أساسي، وهو ما هي لغتي اﻷم؟ ووجدت ببساطة، أنها العامية المصرية ولكن ليست مجرد العامية المصرية ولكن العامية المصرية المستخدمة في بيئتي بشكل خاص. التي هي ببساطة مجموعة لغات كثيرة مختلطة ومصطلحات حالية صغيفة جدا في التعبير، لم تكن تستخدم حتى عندما كنت صغيرة. فوجدت أن في حالة الاعتماد على اللغة العامية لتكون لغة أولى ﻷطفالي، ستكون حصيلتهم اللغوية قليلة جدا، غير أن البيان بها ضعيف. والكتابة بها والتعبير بشكل كامل يكاد يكون مستحيل. وأنا بشكل شخصي، سبب أساسي لضعف اللغة العربية عندي عندما كنت طفلة هو أني أتكلم بالعامية ولكن أكتب بالفصحى في المدرسة من قبل. فلا أجيد هذه ولا هذه. وأيضا نقطة التعلم باللغة اﻷم، أنا أعلم أنه مستحيل تعلم العلوم باللهجة المصرية فقط. فأنت تحتاج لمصطلحات علمية وحصيلة لغوية أكبر من العامية. ففي حالتنا من قبل، نكمل هذا النقص لكلمات إنجليزية، لنخرج لهجة جديدة هي دمج للإنجليزية مع العربية. فلا نستخدم لغة أم في هذه الحالة. أما إذا كان الطفل لغته اﻷم هي اللغة العربية، فلا إشكال لا في التتحصيل اللغوي ولا تعليم العلوم ولا حتى في سهولة استيعاب القرآن والحديث من سن صغير وقراءة الكتب بسهولة.

وهه النقطة كانت المشجع اﻷكبر في الواقع، ﻷن ببساطة لن تكون اللغة العربية لغتهم اﻷم، إذ كنت لا أتقنها كأمهم. أعرف أن هذه النقطة ستكون اﻷصعب ﻷن كيف تجعل لغة طفلك اﻷم مختلفة عن عالمه؟ ولكن على اﻷقل، أوفر اﻷدوات والمقومات اﻷساسية ولكن لا تدري لعل اللَّه يحدث بعد ذلك أمرا.

اللغة هي بيت الوجود

لا أعرف أن كنت ترجمت هذه المقولة بشكل صحيح أم لا. هي مقولة كنت أعرفها باﻹنجليزية تقول:

Language is the house of being.

ببساطة، كان يقول أحدهم أنك تجيد لغة فقط عندما تستطيع فهم أي شيء تقرئه بها وتسطيع التعبير عن أي فكرة تفكر بها. فلنقل أنك تتعلم اللغة الفارسية مثلا، متى ستعتبر أنك وصلت لهذه اللغة؟ ببساطة عندما تسطيع أن تعبر عن كل أفكارك بها بشكل سهل وتسطيع قراءة أي كتاب بهذه اللغة. وأنا أريد أن أصل لهذا. ولا سبيل للعلم إلا بالتعلم. ومن هنا تتضح أسباب أخرى ما هي إلا وسائل، كالتعبير عن الذات بشكل أفضل، القدرة على الكتابة والمحادثة بشكل يساعدني أن أكون أكثر صدقا لما أشعر وأفكر به. فأي لغة يعجز صاحبها عن أتقانها يسيء إليها.

فمثلا إذا كنت جديد في تعلم اللغة فتريد أن تعرب عن التفاح فتقول: التفاح لونه أخضر. أنا أحب التفاح. ..وهكذا. العبارات صحيحة، ولكن ليس بها بيان، وليس بها روح المعاني. فاﻷمر يكون هكذا، عندما أقرأ لمن لا يجيد اللغة، تبدو كلماته متقطعة، غير معبرة ولا صادقة بشكل كاف. على عكس، من يجيد اللغة كمثلا اﻹمام الغزالي وابن القيم، في أقل من كلمتين يوصل لك معاني قد تعجز أنت في التعبير عنها في صفحات. فأنا أريد أن أصل لهذه ببساطة، على اﻷقل ﻷساعد أطفالي فيما بعد في أتقان هذه اللغة.

الهوية

أركان الهوية ببساطة هي اللغة والدين والتاريخ، ويحدث أن في حالة هويتي، أن الثلاثة بينهم صلة قوية. وفي عالم تختلط به الكثير من المفاهيم والقناعات، وجود أمة بلا هوية، كارثة. ولا أظن أن لفظ أمة، يجوز حينها. فالاهتمام باللغة يحقق المعنى السابق من الوجود. فكيف تكون “هو” بدون هوية؟

اللغة وعاء الفكر

كنت وضعت مقتبس لجيسون فريد، من كتاب له يتحدث عن ميزات المبرمج الذي يجيد الكتاب. وملخص ما قال ببساطة، أنه إنسان قادر على تنظيم أفكاره وترتيب أولوياته بها والتعبير عنه. من يجيد اللغة، ببساطة يجيد أن يكون لفكره وعاء يزيد فيه وينمو. وهذا مثل التشبيه باﻷمي في بداية التدوينة. اﻷمي يجيد صعوبة أكثر  في تحصيل معلومات فكرية معقدة ﻷن ببساطة لا وعاء ليحملها، فحتى المصطلحات الفكرية ستكون غير مستخدمة له. وبالطبع هذا التعميم على اﻷميين اﻷكثر تواجد في بلادنا.

اللغة والشخصية

لاحظت أن اللغة تؤثر كثيرا على الشخصية. فعندما أتكلم بإنجليزية يكون شعوري مختلف كثيرا عن تعبيري بالعربية، عن اللغات اﻷخرى التي جربتها. فعندما كنت أسمع برنامج بالقرآن أهديت للشيخ فهد الكندري، وتسمع المسلم اﻷجنبي الذي أستضافة الشيخ وهو يتكلم بلغته، ثم بعدها يتكلم بالعربية، تكاد لا تصدق أنه الشخص ذاته. وكان للشيخ سعيد الكملي تعليق لطيف جدا. في درس له، الراوي أخطاء في نطق النون في كلمة “دينار” ففخمها. فحاضره الشيخ محاضرة عن اللغة وأهميتها. وكان تعليقه هنا خصوصا أن النون مرققة، ومثل هذا الترقيق من خصائص العرب ويؤثر على المعنى والوجدان.


استمرارية اللغة واﻷمة

قرأت كتاب الدولة اليهودية لهرتزل في بداية العام وكان له تأثير كبير بي. من ملاحظتي له أمر اللغة. فاليهود في وقتها لم تكن تجمعهم لغة واللغة كانت أندثرت نوعا ما وكانت غير قابلة للاستعمال. وهنا أسسوا بعد مؤتمر الذي قام به هرتزل مجموع للغة العبرية، الذي كام على عبرنة اللغة. وكذلك فيما بعد، فرضت دول اﻹحتلال في فلسطين استخدام اللغة العبرية فيها على الرغم من أن هذه اللغة لم تكن تجمعهم بشكل أساسي ولكنه كان نوع من الفرض لاستخدام هذه اللغة.

ببساطة اللغة تلعب دور أساسي في وجود هذه اﻷمة من خلال النقط التي ذكرتها من قبل كالهوية. ولكن كشيء إضافي هو التأكيد على أن أحيانا يكون الهدف اﻷسمى وراء تعلم شيء هو بقائه. عندما بدأت التجويد بشكل أكاديمي، فقهت هذا المبدأ. فكان بعض الناس يسألون لمَ علي أن أقرأ القرآن بتلاوة محددة صحيحة، أليس المهم الفهم؟ وبعيدا عن أدراكنا فيما بعد أن التلاوة والقراءة الصحيح جزء من الفهم، ولكن كان هناك معنى أبعد وهو أن إذ لم يتعلم أحد الشكل اﻷكاديمي العلمي للشيء، في يوم ما قد يتحول القرآن كالطلاسم. فيكون كما نسمع أصحاب الديانات اﻵخرى مجرد يتغنون به فلا تفقه شيء مما قالوا ولا يفقوه هم كذلك. مجرد للبركة. وهذه مشكلة توجه الكثير من المسلمين حاليا الذين لا يجيدو اللغة بالمرة، وهو عدم فهم القرآن بمجرد التلاوة.

ولكن في لحظة ما قد نعجز لا عن فه القرآن فقط، ولكن حتى تفسيره! ولهذا يجب تغيير المسار.

وَلم أرَ في عُيُوبِ النّاسِ شَيْئاً, كَنَقصِ القادِرِينَ على التّمَامِ

أتعلم اللغة، لعلمي بأني قادرة على ذلك، أو على اﻷقل قادرة على مستوى أفضل من المستوى الحالي. فقول المتني محبب لقلبي. فلما لا أكتب بشكل أفضل وأصيغ أفكاري بشكل يصل لمن يقرأ بحسن بيان إن كنت أستطيع؟ لماذا لا أعمل على الوصول لعالم أقل خلل، لي ولمن حولي، إن كنت أستطيع؟

ولا تنتهي اﻷسباب

بالطبع هناك أسباب أخرى، كالقدرة على الترجمة ولو قليلا لمجالي العلمي في المستقبل ولكن لم أدرس هذا اﻷمر بعد ﻷرى مدى أهميته. والحاجة للغة في التأليف إن أردت أن أكون كاتبة في يوم من اﻷيام، وكون اللغة تساعد على اﻹبداع وأنها وسيلة تواصل وأن اللغة قد تساعد على اكتساب المشاعر وتغذي الروح. وأن أتقان اللغة العربية يساعد على أتقان الكثير من اللغات اﻵخرى، خصوصا اللغات الشرقية، وتعلم التاريخ، بما أن اللغة أثرت على التاريخ واللغة كانت الطريقة اﻷساسية في حفظه، وﻷنها من أكثر اللغات أنتشارا والحاجة للتدريس باللغة العربية خصوصا أني مهتمة بفكرة التعليم المنزلي. هنا الكثير من اﻷسباب ولكن على قدر المستطاع حاولت التعبير عن اﻷسباب اﻷساسية.

أعلم أن هذه التدوينة قد تحمل الكثير من اﻷخطاء اللغوية، ولعل  صدق النية في التعلم يشفع. ولعل تصحيحكم للأخطاء يساعدني. وكما قلت لا سبيل للتعلم إلا بالتعلم، فأفهم من نصحني من قبل بأن لا أنشر ما أكتب إلا عندما أتقن اللغة، ولكن أنا لا أتفق معه. واللهم يسر وأعن.