ﻣﺘﻰ ﺍﻧﻔﺼﻞ ﺗﻌﻠﻴﻤﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﺳﻢ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻃﻠﺒﻪ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻧﺘﻘﺮﺏ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻣﺘﺜﺎﻻ ﻟﻸﻣﺮ ﺍﻻﻟﻬﻲ ﺍﺧﻼﺻﺎ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻭﻋﻤﻼ ﻣﻨﻀﺒﻄﺎ ﻗﺎﺻﺪﺍ ﻭﻣﺘﻰ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﺎﺩﺓ ﺟﻮﻓﺎﺀ ﻟﻦ ﻳﻌﺪﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﻬﻼ ﻣﻤﻨﻬﺠﺎ ﻣﺮﻛﺒﺎ ﻣﺮﺗﺒﺎ ﻣﻮﺛﻘﺎ ﺑﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﻣﺪﺭﺳﻴﺔ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﻛﺎﺷﻔﺔ ﻛﺎﺳﻔﺔ . ﻓﺎﻧﻤﺎ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻟﻜﻞ ﺍﻣﺮﺉ ﻣﺎ ﻧﻮﻯ .
ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﻋﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺃﺳﺎﺱ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻭﺭﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋلى ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ، ﻣﺎ ﺩﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻧﺰﻭﻻ ﻭﺃﻥ ﺍﻻﺧﻼﺹ ﺷﺮﻁ ﻗﺒﻮﻟﻪ .
ﻭﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ﻋﻦ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺳﺒﻞ ﺍﺻﻼﺣﻪ ﻭﻋﻦ ﺍﻻﻛﺮﺍﻫﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻴﻘﺎﺕ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺨﻄﻄﺎﺕ ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺸﺸﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﺨﺠﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﺘﺨﻠﻔﻮﻥ ﻇﻼﻣﻴﻮﻥ ﻳﻤﻨﻌﺎﻧﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﺍ ﻋﻦ ﺃﺻﻞ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻓﻴﺮﺑﻄﻮﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﻄﻠﺐ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ . ﻭﺗﺘﻮﺍﻟﻰ ﺍﻻﺧﻔﺎﻗﺎﺕ ﻭﺗﺘﺮﺩﻯ ﺍﻻﺻﻼﺣﺎﺕ ﻭﺗﻨﺘﻜﺲ ﻭﺗﺮﺗﻜﺲ .
” ﺍﻗﺮﺃ ﺑﺎﺳﻢ ﺭﺑﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ” ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﻣﻌﻠﻤﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺗﻜﺮﻣﺎ ﻣﻨﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻷﻛﺮﻡ . ﻟﻜﻦ ﺍﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻏﺘﺮﺍﺭﻩ ﺑﺤﻮﻟﻪ ﻭﺣﻴﻠﻪ ﻳﻄﻐﻴﻪ ﺃﻱ ﻃﻐﻴﺎﻥ ﻓﻴﻨﺴﻰ ﺃﺻﻠﻪ : ﻛﻮﻧﻪ ﺧﻠﻖ ﻣﻦ ﻋﻠﻖ ﻭﻳﻨﺴﻰ ﺭﺑﻪ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﺮﺟﻌﻰ . ﻭﻣﺘﻰ ﻧﺴﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﺒﺪﺃﻩ ﻭﻣﻌﺎﺩﻩ ﺃﻭ ﺃﻧﺴﺎﻩ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻫﻮﺍﻩ ﻭﻃﻐﻴﺎﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﺭﺑﻪ ﻟﺒﺚ ﻓﻲ ﺳﺠﻦ ﺟﻬﻠﻪ ﺳﻨﻴﻦ ﻋﺪﺩﺍ ﻭﺣﻘﺒﺎ ﻣﻤﺪﺩﺓ .
ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﺑﺘﺴﺒﻴﺢ ﺭﺑﻨﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﺑﺎﻟﺘﺪﺑﺮ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻋﻈﻤﺘﻪ ﻭﺗﺠﻠﻴﺎﺕ ﻧﻌﻤﻪ ﺛﻢ ﻋﻄﺎﺀ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻟﻦ ﺗﻨﺴﻰ ﺍﻻ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﺣﻴﻦ ﻳﺬﺍﻛﺮ ﻭﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﺣﻔﻈﻪ . ﻭﻳﺤﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺍﻟﺒﺮﻱﺀ ﺣﻴﻦ ﻳﺒﺬﻝ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻣﺠﻴﺐ . ﻭﺗﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻭ ﻳﻨﺴﻠﺦ ﺍﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ .
ﻟﻼﻣﺎﻡ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻧﻔﻴﺴﺔ ﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻣﻌﻠﻤﻪ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ : ” ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻮﻟﺪ ” ﺣﻘﻘﻬﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﺮﺓ ﺩﺍﻏﻲ ﺫﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺫﻛﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﺩﺍﺏ ”: ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ” ﻓﻴﻘﻮﻝ :
” ﻓﺄﻣﺎ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﺒﺄﻥ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻭﻧﻈﺎﻓﺔ ﺟﺴﻤﻪ ﻭﻣﻈﻬﺮﻩ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻄﺎﻉ . ﻭﺃﻣﺎ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻓﺒﺄﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻌﻠﻤﻪ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻄﻬﻴﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ ﻭﺍﻷﻭﺻﺎﻑ ﺍﻟﻤﺬﻣﻮﻣﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺻﻼﺓ ﺍﻟﺴﺮ ﻭﻗﺮﺑﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻛﻤﺎ ﻻ ﺗﺼﺢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻻ ﺑﺘﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻋﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﻷﻧﺠﺎﺱ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﺼﺢ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﺍﻻ ﺑﺘﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ، ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻌﻤﺮ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻗﺒﻞ ﺗﻨﻈﻴﻔﻪ . ﻓﻄﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻫﻮ ﺍﺯﺍﻟﺔ ﺧﺒﺎﺋﺚ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺃﻧﺠﺎﺱ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑ ..… ﻓﺎﺻﻼﺡ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺷﻲﺀ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻟﻤﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻪ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ” ﻭﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻣﻀﻐﺔ ﺍﺫﺍ ﺻﻠﺤﺖ ﺻﻠﺢ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻛﻠﻪ ﻭﺍﺫﺍ ﻓﺴﺪﺕ ﻓﺴﺪ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻛﻠﻪ ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ” ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ .
ﺭﺳﺎﻟﺔ ” ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻮﻟﺪ ” . ﺹ 48 . ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ .2010 ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﺸﺎﺋﺮ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻻﺣﻴﺎﺀ ﻗﺎﻝ ﺍﻻﻣﺎﻡ ”: ﻓﺎﻥ ﻗﻠﺖ ﺍﻧﻲ ﺃﺭﻯ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺑﺮﺯﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻭﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭﻋﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﺤﻮﻝ ﻭﺃﺧﻼﻗﻬﻢ ﺫﻣﻴﻤﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﻄﻬﺮﻭﺍ ﻣﻨﻬﺎ . ﻓﺄﺟﺎﺏ : ” ﺑﺄﻧﻚ ﺍﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﻋﻠﻢ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﺳﺘﺒﺎﻥ ﻟﻚ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺍﺷﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﻪ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﻠﻤﺎ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻭﺍﻥ ﻏﻨﺎﺀﻩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﻤﻼ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﺫﺍ ﻗﺼﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ” . ﺍﻻﺣﻴﺎﺀ ﺝ 1 ﺹ 48.