فى احد ليالي هذا الصيف اصابني الارق ولم استطع النوم بدأت افكر فى امور حياتي كالعاده ناظرا الى سقف الغرفه سابحا فى خيال صنعته لحين استسلام هذا الارق وانام ، لكن كانت هذه الليله غريبه لم افكر فى نفسي لم افكر عن طموحي فى الجامعه وخارجها وعن خططي المستقبليه فى صنع مجد افتخر به ، هذه المره فكرت فى هذه الاسره المكونه من 5 اشخاص انا فرد منها .
فكرت فى ذلك الرجل الخمسيني الذي بدء الشعر الابيض يتخلل فروه رأسه منبها الجميع بانتهاء ايام شبابه وطرق ابواب الشيخوخه ذلك العامل الحر الجالس امام التلفاز يتابع الاخبار ويسلي وقته بعد ان اقضي يوما طويلا فى عمله الشاق ذاك العمل الذي هو خارج اسوار الهيئات والمؤسسات الحكوميه التي تكتظ بموظفين لا يتعبون مثل ما هو يتعب فى عمله " باليوميه " ما اعرفه عن هذا العمل انه يبدء فى الصباح الباكر حيث يكون البيت نائما هو يخرج في هدوء من دون ان يبدي سخطه وتعبه منه وانه لا خيار امامه سواء الذهاب اليه حتي ولو كان مريضا لان هذا سيؤثر على ميزانيه المنزل ثم يعود منه يجلس مجددا جلسته المعتاده ثم يخلد الي النوم في تكرار روتيني للايام صعب تحمله ، هنا يكمن اول سؤال لنفسي فى ليلتنا اما ان الوقت لتحمل المسئوليه عنه؟
ثم قلت ماذا عساي ان افعل وانا فى التاسعه عشر من عمري ومازلت ادرس واتعلم !! وفي وسط هذا التفكير سمعت صوت حركه امي فى المنزل بعد ان نام الجميع تطمئن عليهم قبل ان تخلد للنوم ، تلك السيده الرائعه الاربعينيه التي ما زالت محتفظه براشقتها وخفه روحها فى المكان التي بالكاد لا تشعر بوجودها انما فقط تلمس تأثيرها على المكان فى هدوء وسكينه فى هذه الليله قارنت نفسي بها فى امر قد تشابه بيننا الى حد ما كيف تستطيع ان توفق بين عملها كموظفه وبين عمل المنزل وتؤدي الاثنين على اكمل وجه وانا لا استطيع ان اوفق بين دراستي للكيمياء فى الجامعه ودراستي للبرمجه وحيدا فى المنزل احيانا يختل مني احدهم بينما هي لسنوات طويل تستطيع ان تفعل ذلك !!؟ اكرر نفس السؤال مجددا اما ان الوقت ان ازيل ولو حمل بسيط عنها ؟
تاخر الوقت وبدأت انعس دخلت الى غرفتي اذا بكتب اخوتي متبعثره على سريري لقد تركوها بعد اداءهم لواجباتهم الدراسيه ـ تلك الفتاتين اللاتي يكبرن بسرعه ملفته للنظر تشعر الجميع بان الوقت يجري وتشعر امي وابي بالكبر ، اعتقد اخر مره فكرت فيهن كانتا فى المرحله الاعداديه الان يطرقن باب الثانويه العامه ، هاتان الفتاتان كثيرا ما ينشب شجار بيني وبينهم فى المنزل على امور بعضها بسيط وبعضها غير ذلك ، تصفحت تلك الكتب ورجعت بذكرياتي حين كنت فى نفس عمرهم !! ماهذا ان هاتان الفتاتان المتطابقتان يشعران الجميع حقا بكبر السن لقد شعرت بذلك حالا ! لكن اقتحم ذلك الشعور شعورا اخر باني بعيد عنهم بعض الشئ لا اساندهم كثيرا او ان علاقه الاخوه ليست على ما يرام رغم اني احبهم لكن ليس هناك اي دعم مني اليهم ، كررت نفس السؤال للمره الثالثه لكن بصيغه مختلفه ! اما ان الوقت ان اساعدهم فى مرحلتهم القادمه واقف بجانبهم .
بدء النوم يطرق ابواب رأسي بقوه منذرا بان الوقت تاخر جدا وان الارق قد استسلم لرغبه النوم لكنه كان مفيدا فى هذه الليله نبهني للكثير من التقصير تجاه تلك الاسره الجميله ، تدخل امي متسائله " منمتش لحد دلوقتي يامحمد الوقت اتاخر ؟ "
أرق مفيد .
تدوينات اخرى للكاتب
إلهاء الشعوب 90 دقيقه
"كرة القدم ليست مهمة جدًا، نحن لا ننقذ أرواح الناس، فقط وظيفتنا جعل الناس ينسون مشاكلهم لمدة 90 دقيقه". هكذا كان حديث المدرب الألماني يورغن...
Mohamed Khatab
خمس قرن الا عام .
اذا انا الان امام امر واقع علي ان اقر به وهو اتمامي للـ 19 عاما ، لماذا انا مصدوم ؟ لما الفزع والخوف من اقتراب نهايه هذه الحياه انا ما زلت ف...
Mohamed Khatab
ما ينقص هارفارد .. (اول ايام الدراسه )
بعض مشاهد اليوم الاول من الدراسه خارج اسوار جامعه هارفارد المصنفه الاولي عالميا . المشهد ( 1 ) فى اليوم الاول من العام الدراسي تعا...
Mohamed Khatab
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين