ثامر الحجامي

   واضعا خلفه شعار التحالف الوطني العراقي, في خطبة صلاة العيد, أعلن الحكيم ان كلامه ليس باعتباره زعيما لكتلة, وإنما زعيما للتحالف الوطني العراقي, وان ما جاء في كلامه سيكون منهاج عمل التحالف بين مكوناته, وبين شركائه السياسيين.

   فقد أعلن نهاية مرحلة, وبداية مرحلة جديدة, مرحلة ماضية كان فيها الإرهاب, يسرح ويمرح في ارض العراق, ويحاصر العاصمة بغداد, وشباب العراق يهاجرون الى بلدان الغرب, والوضع السياسي على وشك الانهيار,مؤكدا إن المرحلة الجديدة, عنوانها "الشعب الفتي", والانتقال من حالة التخلف والظلم, الى حالة العدل والمساواة والأعمار.

   ومن أهم النقاط التي أعلن عنها الحكيم في خطابه, هي إعادة هيكلة الدولة العراقية, وان هذه الخطوات, التي تنوي الحكومة العراقية القيام بها, ستكون في مصلحة العراق, مؤكدا أن لا خيار إلا بإعادة بناء مؤسسات الدولة, وتدعيم هيبتها, لتحقيق العدالة والمساواة, بين أبناء المجتمع العراقي.

   ولم تغب عن خطاب الحكيم دعوته للإصلاح, حيث أكد أن الشعب العراقي, لن يسامح من يتلاعب بمشاعره ومقدراته ومستقبله ومن شروط هذا الإصلاح, هو إيجاد مسؤولين يخجلون من الفشل والفساد وتؤنبهم ضمائرهم,  مسؤولين لا يقلقون من النزاهة والرقابة والإعلام وإنما يخجلون من نظرات أبنائهم والمجتمع المحيط بهم .

   وبالتأكيد فان الملف الأهم كان حاضرا, وهو ملف المعركة مع داعش والتكفير, الذي انكسرت شوكته, بفضل أبطال القوات المسلحة والحشد الشعبي والبيشمركة ورجال العشائر, ولم يتبقى من الأفعى إلا رأسها, الذي سوف يتم سحقه في معركة الموصل, والتي ستكون حاسمة, لأنه من هناك سوف يتم تشكيل العراق الجديد, فالعالم يتغير والمنطقة يعاد تشكيل حدودها ومصالحها, وكذلك على العراقيين, ان يدركوا مصالحهم, ويحافظوا على حقوقهم في هذه المرحلة الحساسة.     

  ولم يغب عن الحكيم, ما دعت له المرجعية في خطبتها الجمعة الماضية, من التوحد ونبذ الخلافات, بل جاء خطابه متلازما لما ذكرته, داعيا لنفس ما دعت له,  حيث أكد ان الوحدة هي خط الشروع لبناء الدولة وأنها لن تأتي بالمزايدات والتشنجات والحسابات الضيقة مشددا على إن الخلاص بالوحدة ولو بالحد الأدنى.

 وبعد كل ما ذكره الحكيم, عن المرحلة السابقة والمرحلة الحالية, وما فيها من مشاكل ومعوقات, وما ستكون عليه الأوضاع مستقبلا, وان العراق سيكون جسرا للتواصل, وليس ساحة للصراع وتصفية الحسابات, عاد وأعلنها بقوة انه لن يركب احد على ظهرنا وإننا لن ننحني إلا لله ولمصالح الوطن وخدمة المواطن.