العالم قاب قوسين أو أدنى من الانهيار:

يبدو أن آمال الإنسانية في عالم جديد سعيد و خالي من الصراعات والأزمات؛ أصبحت مضمحلة و ضعيفة، ويزداد سكان هذا العالم يأسا بعد كل يوم يمر.

ففي ليلة رأس السنة أطلقت كوريا الشمالية على جارتيها الاثنتين كوريا الجنوبية واليابان ، صواريخ باليستية مهددة بذلك الاستقرار في المنطقة.

وفي الصين سجلت أرقام هائلة للإصابات بمتحور كوفيد-19 ، لتقوم مجموعة من الدول من بينها دول أوروبية، والمغرب بحضر الرحلات الجوية على الوافدين من الصين.

لتسترجع الذاكرة الإنسانية سيناريو سنة 2020، عندما تفشى الوباء في كل بقاع العالم و منعت الرحلات الجوية و البحرية وحتى البرية.

وفي اتجاه الشرق الأوسط،  لازالت الأزمة الفلسطينية-الإسرائيلية مستمرة في التصعيد؛ لا سيما بعد اقتحام وزير الحكومة اليمينية بن غفير للمسجد الأقصى، الغالي والمقدس لكل المسلمين.

فضلا عن تنامي المعارضين للحكومة اليمينية لنتنياهو بين المسلمين والعرب؛ لما  قد يشكله ذلك من صراع في فلسطين و زعزعة للاستقرار في المنطقة العربية. وبدأ الصراع بالفعل بعمليتي القدس و جنين،  التي أريقت فيها دماء كلا الطرفين و شجعت السلطات الإسرائيلية على اتخاد إجراءات أكثر قمعية في حق الفلسطينيين. بذون أي تمييز بين بريئ و مذنب.

هذا مع ارتفاع معدلات التضخم في العديد من الدول حول العالم بفعل الحرب الروسية-الأوكرانية وتداعياتها على الاقتصاد مع استمرار عمليات التسليح والدعم العسكري لكلا الطرفين. وانهيار العملات العربية تباعا من جنيه مصري ودينار عراقي و ليرة لبنانية وغيرها من العملات أمام استمرار جبروت الدولار الأمريكي.

في بداية أسبوع جديد، استيقظ العالم على مشهد صادم كأنه أحد تلك المشاهد لنهاية العالم في أفلام الخيال العلمي، لكنه ليس بخيال و لا فيلم بل الواقع يتجلى للعالم في أبشع صورة؛ واقع شعب سوريا الذي جرب كل أنواع الموت في الذنيا ولم يتبقى إلا الزلزال كي يعري و يكشف الحقائق أكثر.

اما تركيا فقد عانت ولازالت تعاني من خسائر بشرية و مادية جراء الزلزال، لكنها تتلقى المساعدات الدولية و يمكنها أن تنهض من جديد في بضعة سنوات، لكن من جهة أخرى سوريا تستمر في الإنهيار والغرق أكثر ولا أحد لإغاثتها و إنقادها.