عزيزي علي أكتب عنك ولك هذه المرة خوفًا من فقدانك و عدم معرفتك حجم المحبة في هذا القلب، في ديسمبر2021 شهر التعاسة بالنسبة لي وصلتني تلك الرسالة الساخرة في محتواها " أدي القسم وأقبلك" ولو علمت انك انت من خلف ذلك القسم لأقسمت عمري كله،لن أنسى تلك الليلة طيلة حياتي ليلة كاملة كنت فيها تستمع لي دون معرفتنا من نحن أتذكر اني كتبت لك شعوري كله ظنًا مني أنك عابر و لن أعرفك مجددًا كانت الثانية عشر ليلًا لمدة سبع ساعات كاملة كنت تنصت لي وأنصت لك وكأنني وجدت من هو يستمع لي في تلك الوحدة القاسية،أقفلت هاتفي متأملة ذلك السقف وأقول هل هذا ضالتي؟ ام أني سأتوهم من جديد وأندم أتذكر ذلك اليوم يوم الأحد…دوامي الشاق كان سهلًا ومختلفًا لأول مرة من ذلك السمستر الثقيل،عُدت للمنزل أبحث في ذلك الحساب الوهمي لك الغامض،صور مكتبك الخاص/أكواب قهوتك "هوايتنا المشتركة" أوراقك المبعثرة وإلتقاطات الأغاني في أيبادك الخاص لفتني كمية الحزن في تلك الأغاني لكنني وجدت إجابات لها في تلك الليلة السابقة، في أول مرة شاركتني جوانبك الأُخرى صُدمت،هل يعقل هذا البائس الحزين خلف ذلك الحساب الهزلي الساخر؟ تأكدت حينها أنني شُركت جانب لا أحد يعرفه الا أنا، كانت تلك الأشهر أقل وطأة لأنك فيها كنت كل يوم تذكرني بالسعادة القادمة و عدم إستحضار الحزن متجاهلًا كونك أنت السعادة حينها.. تشاركنا كل شيء /طفولتنا/مشاريعنا الخاصة وسط إنبهار من قدرتنا الخارقة/الأغاني الحزينة/ ليالي رمضان السعيد/جميع الأعياد من أول لحظة فيها وإنتظاري معايدتك الخاصة/ كوبنا المتشابه الخاص/ البودكاست الصباحي بشكل يومي/ إختيار ماتضعه في ذلك اللابكوت وسط إصراري الدائم في أن تضع القلب لا الرئة/ كل ليلة أشتاق فيها للبحر وسماء "الخبر" و تذهب قاصدًا أن تلتقطه لي مع القمر دون ملل من تكرار هذا الفعل

كل هذا….. بدون توقف أو ملل،مرت تلك الأشهر سريعة و رائعة لأنك فيها

في 23/9/2022 فقدتك…نعم فقدتك تحت ظرف لم أتوقعه او أخطط له يومًا ما،وفاة صديقك،أتذكر جيدًا كتابتي للمواساة تلك أخذت مني ليلة كاملة! كنت أقول دكتوري وطبيب جراحي يتألم الآن الا يوجد تدخلات تجعلني أخذ هذا الحزن عنه؟ عندما أرسلت تلك الرسالة وسط كم هائل من الدموع أنتظرتك ليلاتان كاملة إلى أن وصلني ردك و لم يألف قلبي من ذلك الرد إلا

" أرجوانه أنا بخير" كنت أتمنى ذلك الحزن لم يكن لكنه قدر الله لن أستطيع تغييره….أختفى دكتوري من كل مكان،عادت ذاكرتي حينها للماضي هل سأفقد قلبي من جديد يا الله؟ لماذا تلك السعادة لم تستمر لماذا أنا و تطول قائمة التساؤلات المميتة لأول مره حادثتك وسط ذلك الإختفاء سمعت صوتك لأول مره مُحملًا بالحزن وفقدان السعادة علمت حينها انك لم تعد أنت أخترت تلك الوحدة بعد إتفاق مسبق من كلانا،أخبرتك اني سعيدة من أجل قراراتك وسأنتظرك دائمًا مهما كانت المدة رغم يقيني أني كاذبة و لن أتحمل فراقك هذا أبدًا،تأقلمت و مضت الحياة ثلاثة أشهر خالية منك كنت أشعر اني ميتة فيها وأتعايش رغمًا عني لكنني فعلت من أجل أن تشعر اني بخير دائمًا. في 1/1/2023 أول يوم في السنة الجديدة وسط إحتفالًا مِن من هم حولي كنت مريضة جدًا ومتعبة في السابعة صباحًا أستيقظت أتفقد تلك الإشعارات الفارغة لم أجد مايستحق الإستيقاظ…بعد ذلك دخلت ذلك البرنامج المُحمل بالذكريات والإلتقاطات اليومية لنا بشكلٍ مستمر إلى ذلك التاريخ اللعين       وجدت وجهك الأحب كاملًا في صورة واضحة تمامًا وإبتسامتك الرائعة المعتادة من هول الصدمة بالمعنى العامي" فزيت" هل هذه حقيقة أو هلاوس الحرارة اللعينة؟ بعد مدة إستيعاب لا تقل عن ثلاثة دقائق بدأت أتفقد كل تلك الأماكن المشتركة و وجدتك عدت آه لن أنسى تلك النشوة والتفاصيل رغم ماكنت أشعر به من وعكة صحية شُفيت! لا ليس خارجيًا أعني داخليًا وعاطفيًا تحديدًا

ربما الأيام و التعود وكل هذا يُنسينا من نحن بعد أن أصبحنا روتينًا من حياة بعضنا بشكلٍ دائم ومستمر لكنني لن أنسى أبدًا انك أنت سبب شفاء هذا القلب وأول من أدخل السعادة فيه بدون مقابل لطالما شعرت انك صديقي ودكتور جروحي اللامتناهية و حبيبي بالمعنى العاطفي أكثر.. كل ما أملك من شعور السعادة والراحة المطلقة" راحة البال" السبب الأول خلفها أنت ثم أنا..أحملك في أعماقي مهما كانت المسافة والآميال يكفيني أننا تحت سماء واحدة يجمعنا قمرًا واحد غير ذلك من مسافات الدنيا لا تعنيني.أيام كثيرة من الحب والسعادة لن أحصرها في يومًا واحد معك لكن ممنونة و جدًا…