الدوري العراقي ومصيبة التشفير

اسعد عبدالله عبدعلي

أبو علي الاسكافي ويونس الحلاق وشاكر أبو الفلافل, يعشقون الكرة, هي متنفسهم الوحيد, طبقة اتعبها الزمن, والكرة كل سلوتهم, ومعهم الجماهير الرياضية العراقية, الكل ينتظرون يوم الغد لمشاهدة الدوري العراقي, فهو تقليد سنوي اعتاد عليه العراقيون, مع بؤس الدوري العراقي, وتخلف البنية التحتية, وضعف الاتحاد العراقي, وفوضوية المواعيد, لكن يبقى له نكهة خاص للجماهير العراقية, فهو ارث طويل.

لكن حصلت جريمة, فقد تم قتل حلم البسطاء, عبر تشفير الدوري العراقي, وليس في قدرة كل الناس الاشتراك مع ( قناة ألكاس أو بين سبورت), فهو مكلف, وصعب جدا على فئة كبيرة من المجتمع العراقي.

نشخص الخلل في أربع أمور أساسية:

*موت القناة الرياضية العراقية

الواقع لما يجري ألان يمكن التعبير عنه بكلمة واحدة, وهو أن القناة الرياضية العراقية ميتة تماما, فالمؤسف أن تفشل القناة الرياضية العراقية في شراء المباريات من شركة عشتار, كعادتها دوما فاشلة في تقديم أي شيء مبهج للناس, مجرد كيان بائس لا يستطيع تقديم ما ينتظره عشاق الكرة, وها هم يضيعون وقت بثهم بإعادة بث فعاليات دورة ريو , في عملية سخيفة لملئ وقت البث, مع انه لو كان هنالك كادر محترف لفعل الأعاجيب, مما يتشوق لرؤيته الناس من برامج رياضية محلية, تحاكي ما يرغب به الجمهور الرياضي.

فالحل أن يتم اللجوء لكادر رياضي محترف, وأبعاد قياداتها الحالية الفاشلة والفاسدة والغير رياضية. تخيل معي حجم الاختلاف لو تتاح الفرصة للاعبين المعتزلين وللمختصين بأهم مواقع الكرة العراقية, حيث أصبحت صفحات الفيسبوك المتخصصة أهم وأفضل من القناة البائسة,وهذا دليل فقر الأفكار.

*الاتحاد العراقي وموقف المتفرج الغير مبالي

الاتحاد العراقي اخذ موقف المتفرج ولا يتدخل بالأزمة, بل هو غير مهتم فقط فرح بالأموال التي ستعطيها له شركة عشتار, مع انه من صميم مسؤولياته أن يسعد الجماهير, وكان عليهم أن يضعوا شروط تمنع بيع المسلسل لقنوات مشفرة, لكنها جعلت الأمر بيد شركة عشتار, لتتحمل هي كلام الشارع وضغط الأعلام, أي انه لا يستطيع إسعاد الجماهير ويبحث عن الأموال, حيث المال أولوية له, فما حصل جريمة الاتحاد هو من فعلها, والمصيبة أن الأعلام ساكت عنه.

الاتحاد العراقي فاشل وفاسد ويحتاج لثورة كي يعود للحياة, فهو سبب تراجع المنتخب الى مركز 126 في التصنيف العالمي, وهو سبب تعاسة الجمهور العراقي, لأنه باع القضية وكسب الأموال.

*شركة عشتار وبيع المباريات

شركة عشتار ليست هي السبب, فهي شركة تبحث عن الربح, وحاولت أولا أن تبيع نقل المباريات للرياضية العراقية, لكن القناة الفاشلة بكل شيء, فهي لا تملك أموال, قد أهدرت كل تخصيصاتها وضيعت خزينتها على توافه الأمور, ولم تبني كيان إعلامي قوي, قد فشلت المفاوضات معها, ولم تقدم باقي القنوات العراقية عروض حقيقية, بالمقابل كان هنالك عروض كبيرة مقدمة من القنوات ( ألكاس وبين سبورت), أخيرا تم الاتفاق, لكن هنالك إصرار من القنوات  على التشفير,  لإغراض تجارية, مع أن شركة عشتار كانت ترغب بالنقل عبر القنوات المفتوحة, لكن هكذا الإرادة القطرية.

فلا نحمل شركة عشتار أي مسئولية بل هي ساهمت في تطوير الدوري عبر النقل الرائع, لكن الخلل في الاتحاد العراقي والقناة الرياضية العراقية.

*ضعف دور الساسة العراقيين

قصة حدثت في دولة الإمارات, حيث وصل للاتحاد الإماراتي عرض ضخم من القنوات ( ألكاس وبين سبورت), مقابل تشفير الدوري, مما جعل الأمر صعب, خصوصا إن الأموال المعروضة كبيرة وهو ما يحتاجه الاتحاد الإماراتي, عندها تدخل احد شيوخ الإمارات, وقال للاتحاد يبقى الدوري على القنوات الإماراتية المفتوحة, وهو تكفل بدفع نفس المبلغ الذي عرضت القنوات المشفرة.

نحن نفتقد لتواجد سياسي غيور على شعبه, ويسعى لتحقيق سعادة شعبه, يتحسس همومهم وان كانت بسيطة كالرغبة بمشاهدة الدوري, مع إن بعض ساستنا أرصدتهم تفوق ما لدى شيوخ الإمارات, لكن القيم تختلف مع الأسف.

*ما هو الحل ألان؟

اعتقد انه على الأعلام الرياضي أن يشن حملة ضد الاتحاد وضد القناة الرياضية العراقية, والمطالبة أما بإيجاد حل أو الاستقالة, مع الدعوة لحملات مستمرة عبر الفيسبوك ضد القناة الرياضية والاتحاد العراقي, ومعروف تأثير الفيسبوك, بالتالي يتحرك الجليد ويثمر الضغط عن حل يفرح الجماهير العراقية, هذا ما هو ممكن, فالسلطة الرابعة بيدها القدرة على التغيير.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسعد عبد الله عبد علي

كاتب وأعلامي عراقي

عضو المركز العراقي لحرية الأعلام

عضو الرابطة الوطنية للمحللين السياسيين

عضو النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين

موبايل/ 07702767005

أيميل/ [email protected]