هذا الحزب ذو خلفية اسلامية وهذا نصير الفقراء والمهمشين وذاك مدعوم من المرجعية شعارات طالما رفعت في شوارعنا البائسة وعلى جدران مدننا المتعبة وطالما رافقت مؤتمرات الكتل والاحزاب والشخصيات التي تعكزت على الثقل الستراتيجي للخلفية الدينية في العراق 


كلها لنهب هذا الشعب المظلوم الذي مازال يعيش بين نارين داعش والفساد الاداري المستشري ومحازر النفخخات التي تسبق كل عيد وهم يعلمون علم اليقين اكثر من غيرهم الى ماوصل اليه العراقيون بسبب سياساتهم وفسادهم.


صحيح لا توجد فتوى تمنع احدا من اداء اية ممارسة عبادية بل العكس من ذلك باعتبار ان الممارسات العبادية من حق اي انسان مهما كان دينه وطائفته حسب دستورنا (المكتوب والمفسر حسب مصالحهم)


لكن الحج في العراق اصبح ظاهرة وعبارة عن رفعة اجتماعية وعادة يرغب بها السياسيون فليس بغريب عنكم ما يحدث في العراق فنرى الكثير من البرلمانيين يتوجهون الى الحج في هذه الايام مثل كل عام تاركين وراءهم مأساة العراقيين والمدن المحتلة والملاين المهجرة والنازحة وداعش وعشرات المليشيات التي تنهش بأجساد العراقيين والتي حولت دماءهم الى انهار تعتاش عليها السياسات الدولية والاحزاب المتصارعة على الحكم ، وقد يتبادر سؤال بليد في ذهن احدهم هل ما قام به البرلمانيون عندما ذهبو الى الحج كان لغرض طاعة الله تعالى من خلال أداء هذه الفريضة ، أو كان ناشئا من هوى النفس التي ترغب بالذهاب الى بيت الله ليس لغرض الحج بل لغرض الشهرة و . والدليل ان يتكرر ذهابهم الى الحج في كل عام وبقية الناس يهمشون ولا يستطيعوا أن يؤدوا هذه الفريضة بسبب حجز المقاعد لأؤلئك السياسيين الذين صار الحج سياحة وهواية لهم يؤدوها كل عام ؟؟

ما هو مصدر هذه الاموال التي ذهبوا بها الى الحج هل هي من اموالهم الخاصة أو هي من أموال الشعب العراقي المسلوب الحقوق وهل اسماؤهم خرجت في القرعة حقا او أزالوا كبار السن من الذين يتمنون ان يذهبو الى تلك الديار المقدسة ؟؟وهل الوضع في العراق يسمح بذهابهم وعلى كل المستويات الخدمية والامنية وغيرها ، وهل انهوا ما بذمتهم من واجبات كان المفروض عليهم أن يؤدوها تحت قبة البرلمان لأنها تتعلق بحياة المواطن وأمنه واقتصاده ، او تركوها معلقة تذرها الرياح ، 


على النواب أن يضعوا بالاعتبار إن هناك الكثير من القوانين المعطلة التي تحتاج إلى اختصار الوقت وبذل الجهد في سبيل إقرارها ، وإلا كيف يمكن لشخص مسؤول أن يذهب إلى مكان لأداء فريضة شرعية وذمته متعلقة بفريضة أخرى ألا وهي رعاية مصالح الناس التي ائتمنوه عليها .

فما أريد أن أصل إليه هو إن على النواب الحاليين أن يجعلوا مصلحة الوطن والمواطن قبل كل شيء ومن ثم يفكرون بمصلحتهم الخاصة...(مستحيل طبعا ).

فالإسلام عندما يحث على السعي لقضاء حوائج الناس، فهو يقصد تعميق أواصر الأخوة والتلاحم بين أبناء الأمة، وتيسير أمور المسلمين بالطرق المشروعة، التي لا تعطي الحق لغير مستحق، أو تنصر ظالماً على مظلوم، أو قوياً على ضعيف ....