أخيتي التي أحب لها الخير كما أحبه لنفسي .

أدعو الله أن تكوني بأفضل حال .

أوصيك أخيه في احب الأيام إلى الله

إن لم تكوني من الذاكرين ، في هذه العشر الفاضلة التي قال عنها حبيبنا عليه افضل الصلاة والتسليم ‏"مامن أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر"

فلا أقل أن تمسكي لسانك وتكفي عن الغيبة ،

اجعليها بداية جميلة لترك الغيبة إلى الأبد.

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلت للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: حسبك من صفية كذا وكذا – تعني: أنَّها قصيرة - فقال النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لقد قلت كلمة لو مزجت بماءِ البحر لمزجته)) ؛ أي: خالطته مُخالطة يتغيَّر بها طعمه أو ريحه؛ لشدَّة قبحها.

يالله كلمة فقط فعلت كل هذا .

كلمة فقط نهاها الرسول صلى الله عليه وسلم عنها.

فماذا عن مجالسنا ، ماذا عن مئات الكلمات في تلك المجالس ؟

إني اتألم لحالنا كثيرا ، اتألم لحال مجالسنا .. فقد هانت علينا الغيبة وهي التي مثُلّت في القرآن بأكل لحم الميت .

يقول ابنُ القيم - رحمه الله -: "ومن العجب أنَّ الإنسانَ يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزِّنا، والسرقة وشرب الخمر، ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتَّى ترى الرجل يُشار إليه بالدِّين والزُّهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخطِ الله لا يلقي لها بالاً، يزل بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجلٍ مُتورع عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي ما يقول". اهـ.[14]..

ومما قاله النابلسي أن الغيبة سواء أكانت في بدن أخيك ؛ شكله، طوله، لونه، أو في دينه، أو في دنياه، بيته، دخله، وظيفته، أو في نفسه، أو خلقه، أو ماله، أو ولده، أو زوجته، ووالده، أو ثوبه، أو مشيته، أو حركته، أو عبوسه، أو طلاقته، كل شيء يكره الإنسان أن يتداول هو من ضمن الغيبة وسواء ذكرتها بلسانك، أو كتبتها بقلمك، أو رمزت إليها بإشارة، أو أشرت بعينيك، أو يدك، أو رأسك، أو نحو ذلك تلميحاً أو تصريحاً كل هذا من الغيبة.

كفارة الغِيبة:

الغيبة من الكبائر، وليس لها كفارة إلاَّ التوبة النصوح، وهي من حقوق الآدميين، فلا تصح التوبة منها إلاَّ بأربعة شروط، هي:

1 - الإقلاع عنها في الحال.

2 - الندم على ما مضى منك.

3 - العزم على ألاَّ تعود.

4 - استسماح من اغتبته إجمالاً أو تفصيلاً، وإن لم تستطع، أو كان قد مات أو غاب، تكثر له من الدعاء والاستغفار .

هل يجب على صاحب الحق أن يُسامح؟

لا يَجب عليه ذلك، ولكن يُستحب له، فإنْ شاءَ سامح، وإن شاء لم يُسامح. وكان بعض السَّلف لا يُحلل أحدًا اغتابه.

قال سعيد بن المسيب - رحمه الله -: "لا أحلل من ظلمني".

وقال ابن سيرين - رحمه الله -: "إنِّي لم أحرمها عليه، فأحللها له، إنَّ اللهَ حرم الغيبة عليه، وما كنت لأحلل ما حرَّم الله أبدًا".

ولا شكَّ أنَّ العفو أفضلُ، فهو سبيل المحسنين، فكن كبيرًا وانس الماضي، فالحياة أقصر من أن ندنسها بالحقد والضَّغينة.

بعد أن علمنا عظم الغيبة أظن كلاً منا يسأل نفسه .

كيف الطريق إلى الخلاص من الغيبة إلى الأبد ؟

هناك طرق عديدة وهي يسيرة بإذن الله لمن هداه الله ونور قلبه وقد وردت في كتاب كيف تترك الغيبة؟

● ‏الإكثار من تلاوة القرآن تطهير للسانك وقلبك ، فإذا جئت لتغتاب سيميز قلبك الحي الغيبة وسيضطرب خوفًا من الله.

● إذا اغتبت أحد قم و صلِ ركعتين واستغفر ذنبك ، فقد روى الترمذي وابن ماجه من حديث علي عن أبي بكر - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من رجل يذنب ذنبًا، ثم يقوم فيتطهر، فيحسن الطهور، ثم يستغفر الله عزَّ وجلّ إلا غفر له»، ثم تلا: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً}

[آل عمران (135) ].

● عندما تبدأ الغيبة تخيل الشخص الذي تغتابه جالسا أمامك ينظر اليك أظنك ستختار كلاما لا يمت للغيبة بصلة والاعظم من ذلك اليقين بأن الله يراك .

●‏ اقتنِ حصالة غير قابلة للفتح وكلما اغتبت أحدا ضع فيها مبلغا ليس زهيدا لتتصدق به

ستقل الغيبة كثيرا و ربما تلاشت من لسانك.

● لتنجو من كبيرة الغيبة أكثر من الدعاء بحفظ لسانك وسمعك وقبلهما قلبك ومااجمل هذا الدعاء .

قال صلى الله عليه وسلم : ((اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، ومن فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، ومن أمامي نوراً، ومن خلفي نوراً، واجعل لي في نفسي نوراً، وأعظم لي نوراً )

● ‏كذلك أنصحكم بقراءة كتاب الأستاذة الفاضلة هناء الصنيع ( كيف تترك الغيبة ) ؟ ففيه خطوات عملية لترك الغيبة .

أدعو الرحمن أن يعصمنا والمسلمين جميعاً من الغيبة و أن يحفظ ألسنتنا عن العالمين .

نفعنا الله جميعا بها .

والسلام .

زُمرّد .

@emerald_1s

٥ /١٢ /١٤٣٧