لماذا لا يتصَدّى مثقفي هٰذا الوَقت
لِتأليف كتاب يرصِد حالة المزاج العام
للشّعوب العربيّة في العُقود الفائِتَة
قبل أيّ شيء لنتعرّف على المدعو/ المزاج
ولن نتعرّض له طبعًا من ناحية نفساويّة ملعبكة
المزاج كائِنٌ يحمله على الأكتاف كلّ شيء إلا المنطق، المزاج موضة، المزاج اهتمام عارِض لا يمتّ لاهتماماتنا السّابقة، المزاج تقليد محض، المزاج هروب، المزاج فشّة خلق، المزاج خلوة، المزاج نرجسيّة وترقّي ..الخ
مرّت على شعوبنا العربيّة
في العقود الماضية عدّة أمزجة
وأنا أشير هنا لمزاج العامّة
وليس ذوي الشأن من العرابين والمريدين
بتلك الروافد والتجمعات السياسية أو الفكرية أو الأدبيّة أو الفنيّة ..
وأخصّ فترة ما بعد الاستعمار
بعد سقوط الملكيّات
كانت الأمزجة على سبيل المثال وليس الحصر
تتشكّل على النحو التالي:
المزاج القومي/ الشيوعي/ الاشتراكي
المزاج المتديّن/ المزاج الأخواني
المزاج الأدبي/ المزاج الغنائي
المزاج السياحي/ المزاج الفنّي
.. المضحك في الأمر
المزاج العام في هذا العقد
مزاج يخصّ هواتفنا الذكيّة
إما فاعلين أو متابعين
ببرامج التواصل الاجتماعيّ
والأنكى والأدهى والأمرّ
متابعة أهل الموضة و الطرافة والسّماجة
من المفلسين عقليّا ..
لساعات تأكل أيامنا
بلا طائل وبلا جدوى
المزاج يشعر بالعار منّا
لهذا الاختيار الذي لم نحترم
فيه تاريخ العقود الفائتة الرّصينة
من المزاج العام ..
نوعا ما ..