ارتكب ( غمان وثولان ومخانيث ) الاغلبية الكثير من الاخطاء ؛ والخروقات التي رافقت العملية السياسية الجديدة , ولأسباب واعذار عديدة  ؛ ومن هذه الخروقات الكبيرة : تكريم المجرمين والجلادين البعثيين والصداميين والذباحة الطائفيين والقتلة الارهابيين ؛ من خلال شمولهم بالمعونات والهبات والرواتب الحكومية ... .

وبدلا من احصاء وجرد كافة اسماء المنخرطين في قوات القمع الامنية والمخابرات وعتاة البعثية و الحرس الجمهوري والمتطوعين من ابناء الفئة الهجينة وبعض مكونات الامة العراقية - من المشاركين -  في عمليات التطهير العرقي والطائفي والابادة والمقابر الجماعية عام 1991 ؛  واعتقالهم كي ينالوا جزاءهم العادل  جراء ارتكابهم لتلك الجرائم الشنيعة والمجازر البشعة ... ؛ شرع (غمان ومخانيث ) الاغلبية قانونا سخيا  وغبيا ؛ يقدم لهؤلاء القتلة  الاوغاد والذباحة الانذال  من ازلام النظام البائد وابناء الطغمة الهجينة  وبعض مرتزقة مكونات الامة العراقية رواتب تقاعدية مجزية , لقاء جهودهم القديمة في قمع الانتفاضات والثورات والتحركات والمظاهرات الاحتجاجية ,  وقتل وتعذيب ابناء الامة العراقية , وليتهم ثابوا الى رشدهم واقلعوا عن غيهم واجرامهم ؛ فقد استفاد هؤلاء المجرمون والمنكوسون من هذه الرواتب السخية  وهذه البحبوحة المعاشية والتأمين الاقتصادي  لممارسة  اعمالهم التخريبية من جديد ؛ فقد دعموا التشكيلات والحركات الارهابية والطائفية الاجرامية , وانشئوا مئات المواقع الالكترونية وحشدوا الجيوش الالكترونية ضد الامة والاغلبية العراقية والتجربة الديمقراطية الجديدة والعملية السياسية ؛ وصدق المثل الشعبي القائل : (( طبع اللي بالبدن ما يغيره إلا الكفن )) و ((أبو طبع  ما يغير طبعه )) فالكلب يبقى كلبا ولو البسته الحرير و طوقته بالذهب , فمهما تنازل ( الغمان والثولان والمخانيث ) للخونة والبعثية والزبانية الصدامية والارهابيين ؛  لا يتغير شيء  و لا يحدث اي فرق في المعادلة الواقعية سوى بعض التنازلات الطفيفة ؛ لذر الرماد في العيون  ؛ بينما وصى حكيم العراق الامام علي اتباعه وحذرهم من مغبة الاطمئنان للأعداء ؛ قائلا :

إن الحقود وإن تقادم عهده ** فالحقد باق في الصدور مغيب

وانشد احدهم قائلا :

لا يستخفن الفتى بعدوه ** أبدا وإن كان العدو ضئيلا

إن القذى يؤذي العيون قليله ** ولربما جرح البعوض الفيلا

وبعد كل هذه الحقائق  والتجارب ؛ يأتي ( غمان وثولان ومخانيث ) الاغلبية ليغضوا الطرف عن المجرمين والجلادين  من الذين تسببوا بقتل واعاقة وتعذيب واعتقال الملايين , و الذين قتلوا ما يقارب  500 الف من العراقيين الاصلاء   في عام 1991 ؛  عندما هجموا على مدن وقرى الاغلبية  وشنوا عليها حربا بلا هوادة , وكتبوا على الدبابات : ( لا شيعة بعد اليوم ) ... ؛ وبسببهم هلك 500 الف طفل عراقي  جراء نقص الغذاء والدواء والحليب ,  واما الذين سقطوا صرعى  بسبب  الهموم والاحزان والقلق والامراض ...  فلا يعلم عددهم الا الله .

 بأي منطق كرموا هؤلاء الاوغاد ؟! 

لم يعف شعب ولم تعفو امة  قط عن جلاديها وسفاحيها الذين ارتكبوا المجازر والجرائم بحقها . 

كان المفروض ( بالغمان )   مطاردة  الجلادين والمجرمين والقاء القبض عليهم  ومحاسبتهم  ومصادرة اموالهم لأنها اموال الجنوب  العراقي , اموال الاغلبية ,  اموال الامة العراقية ؛ فهؤلاء لم يكسبوا دينارا بعرق جبينهم  , ولم يسكنوا بيتا من كد ايديهم , و لم يعيشوا بشرف ابدا  ؛ فما هم الا قتلة جلادين  ولصوص مجرمين وذباحة ارهابيين ...؛   فرقوا العوائل وشتتوا الناس  , وسلبوا الممتلكات  وصادروا البيوت والاراضي  , و نهبوا خيرات الجنوب  , وقضوا  على عوائل بأكملها , بل صدرت تعليمات تكريتية وصدامية وبعثية  بالقضاء على عشائر كاملة ؛  كعشيرة ( ال جويبر ) و هدروا دماء الشيعة طوال عقود من الزمن , و دفنوا النساء و الاطفال و الصبيان و الشباب والعجزة معا  وهم احياء تحت التراب .

كان زبانية النظام ورعيان تكريت وجلادي الفئة الهجينة  يحتفلون بإعدام الشرفاء والاصلاء والابطال ؛  والكل يعلم بدعارة نسائهم وشذوذ اولادهم بل وشذوذهم هم انفسهم ولهم ب كبيرهم المأبون دوحي بن صبحة اسوة  ؛ هؤلاء المخنثون كانوا يصفقون ويزغردون كالنساء عندما  يتم اعدام الابطال العراقيين العزل الغيارى ؛  بينما هربوا كالجرذان عندما بدأت الحرب مع الامريكان واختفوا  في الجحور كالقوارض - (كأنما فص ملح وذاب ) - ؛  اكثر من مليون كلب صدامي هجين اختفى فجأة , و  لم يبق واحد منهم يقاوم  الاحتلال كالرجال . 

ومضت الايام واذا بهؤلاء الصداميون والبعثيون يتحولوا  الى قتلة ارهابيين وذباحة طائفيين وانخرطوا في المجاميع الارهابية التي تتدعي الاسلام والطائفية والمقاومة , ونفذوا مئات التفجيرات والعمليات الارهابية واستهدفوا مناطق الاغلبية بالمفخخات و العمليات الانتحارية ؛ وارتكبوا ابشع المجازر  ( كمجزرة سبايكر ومجزرة سجن بادوش ) ... ؛ وطالب ذوو الضحايا الحكومات العراقية المتعاقبة بإلقاء القبض على الارهابيين والدواعش وانزال القصاص العادل بحقهم .

واذا ب ( غمان ومخانيث الاغلبية ) يفاجئوا عوائل الضحايا وابناء الامة والاغلبية العراقية ؛ بكارثة اخرى , وتنازل مهين اخر لا يقل بشاعة عن التنازلات السابقة ان لم يكن اقبح منها , فقد تقدمت بعض الكتل الطائفية المنكوسة والمشبوهة :  بإضافة مادة في موازنة ٢٠٢١ باحتساب المفقودين في المحافظات الغربية شهداء ومنحهم رواتب بهذا الوصف ... ؛ وحتى ابناء تلك المناطق المعتدلين لم يقبلوا بهذا الاجراء وصرحوا بما يلي : (( مما يدعو الى القلق في هذا الشأن ان تحديد وفرز قتلى دواعش الارهاب عن الأبرياء المقربين أمرًا صعبًا يتطلب إجراءات تحقق وتدقيق أمني لكي يمنع شمول أعداء العراق من الإرهابيين بهذا المقترح ، علمًا ان تجارب سابقة كشفتها الجهات الرقابية عن تزوير أعداد ليست بالقليلة تم ادراجها تحت عنوان ضحايا الأخطاء الحربية والعسكرية وهم في الواقع من قتلى داعش الارهابي الذين ارتكبوا جرائم بشعة بحق العراقيين مدنيين وعسكريين ومن أهالي نفس تلك المحافظات المحررة )) . 

و روى محافظ الانبار : علي فرحان الدليمي ,  تفاصيل جديدة ، تخص قيام موظفين، بتحويل ارهابيين ينتمون الى تنظيم داعش، الى شهداء بحقوق كاملة من مؤسسة الشهداء، فيما بين ان هناك 4500 معاملة خاضعة للتحقيق، لمعرفة تفاصيلها الدقيقة.

وقال فرحان الدليمي، في لقاء متلفز، تابعته (بغداد اليوم)، ان :  "موظفين معينين يقومون بترويج معاملات للدواعش، واحتسابهم على انهم شهداء مع منحهم الحقوق الكاملة، كما ان هناك العشرات من المسجلين على انهم مصابون بشكل مزور".

وتابع ان : "هذه الشبكة التي تقوم بترويج المعاملات المزورة، للإرهابيين والمزورين، غير تابعة لدائرة معينة، حيث ان المشكلة موجودة في دائرة تقاعد الانبار، ومؤسسة الشهداء، ودائرة التقاعد العامة".

واشار الى ان : "هناك شبكة من المزورين، يكملون معاملاتهم خارج الدوائر الرسمية، من خلال التزوير وتعاون بعض الموظفين معهم"، مبينا ان "هويات التقاعد اعطيت لإرهابيين سجلوا على انهم مصابون ودواعش اخرين".

واكد ان:  "هذه المشكلة تشمل جميع المحافظات المحررة، وحين خابطنا دائرة التقاعد اكدت انها جهة تنفيذية غير معنية بمراجعة المعاملات وتدقيقها".  

وفي التفاصيل ايضا، كشف المحافظ عن : "تشكيل لجنة من داخل المحافظة، لتدقيق نحو 4500 معاملة، مشمولة بالتقاعد والاشكالات المرتبطة بها"، مشيرا الى ان "اللجنة تعاملت مع 500 مراجع فقط من اصل العدد المذكور". 

ولفت الى ان "الخلل مسؤولة عنه دائرة التقاعد العامة، ودائرة التقاعد في الانبار ومؤسسات الشهداء وفروعها ايضاً".

نعم قد ادانت كتلة صادقون النيابية :  عمليات المجاملة والمساومة التي تجري في فقرات ومواد الموازنة ؛ وقال النائب عن الكتلة حسن سالم في سلسلة تغريدات على منصة تويتر" - تابعتها السومرية نيوز - ، "ندين ونستنكر عمليات المجاملة والمساومة التي تجري في فقرات ومواد الموازنة من خلال اضافة فقرة المغيبين ضمن مواد الموازنة"، مبينا ان :  "اضافة فقرة المغيبين في الموازنة خاطئة وهي انتهاك للعدالة وظلم لدماء الشهداء والمضحين".

واضاف ان "اعتبار المغيبين شهداء فيه مجاملة وتناغم مع الدواعش والارهابيين"، مشيرا الى ان "الشهداء هم من دافعوا عن حياض الوطن وليس كل مغيب شهيد".

وتابع ان :  (( بعض التسريبات تشير إلى وضع الارهابيين والدواعش وعوائلهم ضمن هذه الفقرة، وبعض الهاربين من وجه العدالة لكي يتم معاملتهم كشهداء على حساب الذين قدموا دمائهم لأجل دفع الارهاب وحفظ الوطن"، لافتا الى : "اننا نرفض رفضا قاطعا اضافة هذه الفقرة في الموازنة والتي فيها اساءة بالغة لدماء الشهداء )) .

وختامها عفن ؛ واخيرا تم تخصيص قطعة أرض للإرهابي الداعشي المجرم المقبور : جودي جاسم محمد العجيلي ؛ والذي تم قتله على ايدي القوات الامنية العراقية البطلة اثناء عمليات تحرير تكريت بعد العام 2014 , و تسجيلها بأسم ورثته واعتباره شهيد ؟!

وهكذا تحول الارهابي الى شهيد , وصار المجرم مواطنا مغيبا بريئا , وتم تكريم عوائل الذباحين والمجرمين بإعطائهم الاراضي والرواتب التقاعدية المجزية ؛ وكل هذه الامتيازات تسرق من خيرات الوسط والجنوب العراقي ؛ بالمختصر يكرم الارهابي  القاتل  بأموال الضحية المقتول .