الكيان الصهيوني ومنذ حرب العام 67 يسعى وبكل ما اوتي من قوة الى إقامة مستوطنات في الضفة الغربية التي هي وفق القرارات الأممية ارض فلسطينية, العالم المتحضر ان لم يكن مساعدا للكيان الصهيوني في تهويده للضفة فانه يغض الطرف عن أعماله الاجرامية, اتفاقية اسلو هو اعتراف صريح من قبل من يدعون الحرص على التراب الفلسطيني وكرامة الفلسطينيين بالكيان الصهيوني.

حكامنا الاجلاء اوهمونا بان اقامة هذه الدولة العربية او تلك لعلاقات ولو محدودة مع الكيان الصهيوني قد يخفف الاعباء على الشعب الفلسطيني ويساهم في اقامة دولته وفق قرارات الشرعية الدولية, لكن ذلك لم يحدث, غالبية الحكام العرب اليوم نفضوا ايديهم من القضية الفلسطينية, من خلال تسارعهم بعمليات التطبيع مع الكيان المحتل رغم عدم قبوله  بالإغراءات التي قدمها العرب له من خلال مؤتمر بيروت(الارض مقابل السلام), لانهم يأخذون الأوامر من اسيادهم واولياء نعمة بقائهم في السلطة وان هؤلاء الحكام قلصوا مساعداتهم للسلطة.

رجوع غالبية القيادات الى الداخل لم يفد الشعب الفلسطيني  شيئا, بل ان هؤلاء ظلوا محاصرين في اماكنهم, ويخدمون اجندات العدو من خلال الاتفاق الامني الذي يحمي الكيان ويمنع اية عملية فدائية, بل وصل الامر الى تسليم المشتبه في قيامهم بأعمال فدائية الى سلطات الاحتلال ,والوشاية بأماكن تواجد من لم تستطع القبض عليهم, إنه وبلا شك إمعان في العمالة الرخيصة وبيع الوطن والمواطن, بابخس الاثمان, مقابل بضعة دولارات تذهب الى جيوب القابعين في رام الله وذويهم الذين ينتسبون الى الحرص الذي يحمي الكيان الصهيوني.

اننا نستغرب جدا من منظمة فتح الفلسطينية التي كانت السباقة في العمليات الفدائية واستطاعت ان تنزع اعتراف المجتمع الدولي بانها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني, أن ترضى بالذلة والمهانة, والاستمرار في تقديم الخدمات الرخيصة للكيان الذي ما انفك يقضم اراضي الضفة.

يتهمون الحكومة الإسرائيلية الحالية بانها عنصرية وحكومة حرب وهل كانت الحكومات السابقة حكومات سلمية وهل اعطت للفلسطينيين شيئا يذكر؟ لسنا سذج الى هذه الدرجة.

ندرك جيدا ان الزمرة القابعة في رام الله لم يعد يهمها  الشأن الفلسطيني بل تسعى الى الاستفادة القصوى من المساعدات الدولية فأسرهم وابنائهم متواجدون بالدول التي تدعم جهارا نهارا الكيان المحتل, ويكتفون بالشجب والاستنكار والادانة كبقية الدول.

القدس الشرقية التي ينادي بها افراد السلطة عاصمة لهم , يهجر اهلها وتدمر منازلهم لأجل اقامة مستوطنات عليها للآتين من اوكرانيا واثيوبيا وكافة بقاع العالم.

نتمنى على الوطنيين من منظمة فتح ان لا تذهب تضحياتهم سدى بان يسارعوا الى ازالة هذه الزمرة الفاسدة من مكانها, والاتيان بأناس قادرين على قيادة المرحلة وانقاذ ما يمكن انقاذه,وفق المعطيات الحالية لم يعد هناك امل في قيام الدولة الفلسطينية, التي اصبحت جغرافيتها تتآكل وشعبها مهجر ومطارد.

قيام الدولة الفلسطينية على حدود 67 لم يعد ممكنا, إنه الوهم الذي تسوقه السلطة لأجل البقاء في مدى الحياة, فإما التحرير من البحر الى النهر, وامأ العمل على اقامة دولة تضم السكان الحاليين من بمختلف اديانهم واجناسهم.ويكفي الشعب الفلسطيني معاناة على مدى 8 عقود.