Image title
التشكيل الغامض والمبهم للفريقين في الشوط الأول بالرغم من أن بيلباو كانوا يلاحقون لاعبي البرشا خلال الملعب وكان لاعبو البرشا يحاولون إبعادهم عنهم، المراكز كان من الصعب معرفتها.

تكتيك مارسيلو بيلسا استطاع أن يجر برشلونة إلى فخ التعادل في مباراة مثيرة في السان ماميس.

بيلسا استعمل تشكيلة (4-3-3)، مع خافي مارتينيز في قلب الدفاع وإيكر مونياين في الجناح الأيمن (مفاجأة صغيرة) بما أن اللاعب قد بدأ معظم مباريات الموسم في الرواق الأيسر.

غوارديولا أيضاً اختار الـ(4-3-3)، مع خط هجوم ثلاثي مكون من: لاعب هجوم يلعب في العمق: ميسي، لاعب وسط: فابريقاس، وجناح خلفي: أدريانو، بعد أن ترك دافيد فيا خارج الملعب.

هذه المباراة كانت متكافئة الأطراف (فبرشلونة وصلوا لمرمى بيلباو 4 مرات كما فعل الفريق الباسكي بمرمى الكتلان)، لكنها احتاجت هدفاً في الدقيقة الأخيرة لإنهائها بالتعادل.

المطر:

إنه من المستحيل أن نتحدث عن هذه المباراة بدون أن نتطرق إلى الطقس الذي لعبت فيه. المطر الغزير في شمال إسبانيا كان يعني أن الملعب سيكون مبتلاً في البداية، وغالباً لايمكن اللعب فيه في نهاية وقت المباراة. وبكل وضوح كان له تأثير على التمريرات القصيرة، وهذا بطبيعة الحال أضر برشلونة كثيراً.

التكتيكات، بالرغمن من أنها كانت محكومة بظروف محددة. على ملعب لم يناسب ظروفهم الطبيعية، مما جعل برشلونة يلعبون لعباً مباشراً أكثر. هدفهم الإفتتاحي أتى بطريقة غير معهودة (كرة عرضية ثم رأٍسية إلى المرمى)، بالرغم من فارق الطول الذي نأخذه بعين الإعتبار بين الفريقين، وعدم وجود مهاجم حقيقي في الملعب، إنه من الواضح لماذا لم يريدوا أن يتحولوا من برشلونة إلى ستوك.

بيلباو في الجهة الأخرى، كان لديهم البرج المسمى فيرناندو يورينتي، الذي كان باستطاعته الالتحام على الكرة في الهواء وأيضاً الاحتفاظ بها على الأرض. وأيضاً كان لديهم مدرب معروف بتغطيسه لأرضية التمرين في حالة تم التنبؤ بالجو الماطر. (كما ذكرنا في مقالٍ سابق عن بيلسا). لقد كانوا مستعدين جيداً.

المراقبة:

ولقد كانوا مستعدين جيداً على الجانب التكتيكي أيضاً. بيلسا، المجنون الأول في الضغط على الخصم، كانت لديه خطة محددة. كان يضغط على برشلونة حتى أعلى نقطة في الملعب في ضربات المرمى، مما أجبر فيكتور فالديز على لعبها بعيداً، مما سبب مشكلة، خصوصاً أن لا أحد من خماسي المقدمة في برشلونة يتجاوز طوله الـ5.9 قدم. وهذا كسر إيقاعهم من الخلف.

في اللعب المفتوح، الضغط كان محجوزاً أكثر في أعلى نقاط الملعب، يورينتي عمل جاهداً لإغلاق المنافذ على قلوب الدفاع، وكان نادراً ما ينضم له أحد لاعبي الوسط في ذلك، بما أن بيلسا كان يريد الحفاظ على لاعبه الحر في الخلف.

هذا قد يكون قفزة في التمركز، من التحدث عما يحصل في أعلى الملعب، إلى ما يحصل في الخلف. السبب لهذا بسيط جداً، في الدفاع وفي الوسط، بيلسا طالب لاعبيه بملاحقة لاعبيهم على طول الملعب. بسبب تبادل المراكز بين لاعبي برشلونة، لم تكن دائماً نفس المعارك بين نفس اللاعبين تحصل: ميسي وفابريغاس على سبيل المثال، كانا يتبادلان مراكزهم بشكلٍ متكرر، وأيضاً كان هنالك بعض المداورة في الوسط.

لقد كانت فكرة رقابة (مان تو مان) على أرض الواقع، وكان من الواضح أيضاً السعادة في وجوه قلوب الدفاع الذين كانوا يخرجون من الخلف ليراقبوا ميسي وفابريغاس، أحياناً حتى يصلوا إلى منتصف الملعب. الأظهرة أحياناً قد تجدهم في عمق الملعب وأحياناً تجدهم على أبعد أطراف الملعب، وخصوصاً إيراولا والذي كان ملتصقاً بأدريانو. ودائماً ستجد إما أموريبيتا أو مارتينيز يمشطان المنطقة الخلفية تماماً، وعادةً يغطيان مساحاتٍ كبيرةٍ جداً، وغالباً مساحة معقولة خلف الرباعي الدفاعي.

يعزى الكم الهائل من احتياج بيلباو لكمٍ هائل من العرقلات، هو على الرغم من رقابتهم لتشافي وإنييستا إلا أنهما قاما ببعض التأثير في المباراة، بينما ميسي حين وضع في مركزه السابق كجناح أيمن لم يكن مشاركاً بذلك القدر في المباراة، ضد إشبيلية وبيلباو، إستعماله في ذلك الجناح لا يساعد البرشا البتة. (الآن هو يبدع في الجناح لماذا؟ لأن السيد إنريكي يسمح له بالدخول للعمق مع تحرك شركائه في الهجوم).

أجنحة بيلباو قاموا بعملٍ جيد على أظهرة البرشا. أبيدال بدا خائفاً من مونياين ولذلك لعب بتحفظٍ أكثر، بينما سوسايتا لعب في العمق أكثر، مراقباً ألفيس ومعطيه أفضلية قليلة في التقدم عليه، بيلباو كانوا مباشرين أكثر في الاستحواذ، مما كان يناسب الجو. 

التبديلات:

غوارديولا قام بإضافة مهاجمين زيادة مع تقدم مجريات المباراة. في الدقائق بين 60 - 70 - 80 فقد أدخل أليكسيس بدل تشافي وفيا بدل أدريانو والكانتارا بدل بيكيه (جناح بدلاً عن وسط، مهاجم بدلاً عن جناح خلفي يلعب في خط الهجوم، لاعب وسط عن مدافع).

بشكل خطير، وربما خاطئ، غوارديولا لم يفكر في تغيير نظام برشلونة (بإستثناء آخر الدقائق حين دفع بجميع لاعبيه للأمام) اللاعبين بكل بساطة تراجعوا للخلف. رقابة الرجل لرجل تعني أن بيلباو لم يكونوا منزعجين من تغير رسمهم الفني، لكن ربما البرشا قد عانوا من ذلك. ماذا لو لعبوا بأربعة مهاجمين، على سبيل المثال، مثلما فعلوا في بداية موسم 2010؟ بيلسا كان سيريد الحفاظ على لاعبه الحر، وكان سيضطر إلى تبديل، أو أن يغير مركز لاعب تماماً. 

حل آخر كان إعطاء تعليمات للقلوب بالإنضمام للهجوم. بيكيه وماسكيرانو كانت لديهم فرص في التحرك لأعلى الملعب مع الكرة وربما كانوا سيستطيعون فتح لعب بيلباو، على الرغم من أن يورينتي كان يراقبهم بشكلٍ جيد. ولكن ربما كنت ستتوقع مداورة أكثر من أفضل فريقٍ يطبق الكرة الشاملة، مع قلبي دفاع يمكنهما اللعب في وسط الميدان، وقدرة بوسكيتس على الرجوع للخلف.

السؤالين الموجهين لبيلباو كانت اللياقة والإلتزام. الأولى لم تكن مشكلة لكن الثانية دخلت في المعادلة في الدقائق الأخيرة فقط، حين تم طرد أموريبيتا. معطياً ركلة حرة مؤديةً إلى هدف بسبب خطأ دفاعي لذلك قد تكون عاملاً في النتيجة.

الإستنتاج:

"نحن لم نلعب مسبقاً مع فريق بنفس التركيز، والقسوة، وقد أغلقوا علينا الكثير من المساحات" قال غوارديولا بعد المباراة. هو ولاعبيه لم يعرفو كيف يتصرفوا أو حتى يتكيفوا ليظهروا جودتهم التكنيكية، هم بكل بساطة ليسوا معتادين على اللعب مع فرق كهذه.

هل هذه هي الطريقة المثلى لهزيمة برشلونة؟ حسناً لا، أولاً لأن بيلباو لم ينتصروا (وحتى لو لم يتلقوا هدف ميسي، فهدفهم الثاني وحده أتى من دفاع كارثي من البرشا وكان فيه نسبة من الحظ).

ونضيف لنفس النقطة، الكثير من الفرق بإمكانها اللعب بنفس السهولة التي لعب بها بيلباو لأن هذا أقرب إلى الأسلوب الذي يريده بيلسا، لقد استطاع فريقه التكيف. الآخرون الذي ربما يحاولون تقليد ما حصل قد يتم تمزيقهم من قبل برشلونة.

* ما فعله زيدان في الكلاسيكو الأخير كان مشابهاً لما فعله بيلسا، بالرقابة اللصيقة والضغط العالي لكن نقطة الاختلاف هنا كانت أن: البرشا قد تعلموا من درسهم فاستطاعوا الخروج من الضغط، ولكن رد فعل زيزو كان جيداً فقد أمر لاعبيه بالعودة والبقاء على المرتدات، حتى عند طرد راموس، قام بإرجاع كاسيميرو للقلب، وأعاد بيل للوسط، وأشرك خيسي بجوار كريستيانو في الهجوم.

تمت الترجمة من قبل: nedhal_1420_N7@

الرابط الأصلي للمقال: http://www.zonalmarking.net/2011/11/07/athletic-bilbao-2-2-barcelona-bielsa-guardiola-tactics/