في مجال عمل حيث الشخصيات القوية فقط التي تنجو، مارسيلو بيلسا قد يكون الأكثر تفرداً بشخصيته من بين الجميع. بيلسا هو العالم المجنون في عالم كرة القدم. كمدرب للفريق هو يخوض في التفاصيل العميقة جداً حين يحضر فريقه للمباريات التالية، لدرجة لا يمكن مقارنتها بنظرائه الآخرين. حين نأتي لموضوع التحضير للمباريات فكأننا نستدعي أصول بيلسا. هو معروف بأنه سيبتعد بشكلٍ كامل عن عائلته وأصدقائه ليستطيع التركيز بشكلٍ كامل على التحضير سواءً لبطولة دولية أو حتى لموسمٍ كامل لفريقه. بيلسا يجمع ويدرس ساعات من الأفلام لمعرفة الخصائص عن الأفراد في الفريق وكيف يمكنهم العمل معاً ككتلة واحدة ليعلم كل الفوارق البسيطة التي لايمكن إدراكها عن أفضل لاعبيه وكيف كان فريقه يلعب معاً في السابق. هو يدخل لاعبيه بدقة في حالات فردية قد تحصل في المباراة ويدرسون ويطبقون حالات هجومية مصممة بدقة حتى يتم حفظها. طرقه وتكنيكاته التدريبية مخصصة وشديدة جداً لدرجة أنه يرتدي أحذيته ليري لاعبيه المكان المثالي لأين يجب أن تكون الكرة. هو حتى يدربهم على الطقوس المختلفة على سبيل المثال: إذا كان الجو سيكون ماطراً يوم المباراة، سيقوم بتنقيع ملاعب التدريب بالماء في محاولة منه لنسخ ما "يمكن أن يحصل" يوم المباراة. قبل أن يعطي محاضرته التي تكون قبل المباراة التحضيرية، هو يقوم بالمشي حول الملعب ليقيس حجمه ويرى هل يحتاج أن يعدل تكتيكيه ليتناسب مع حجم الملعب وحالة الملعب!.
كما يمتلك بيلسا بعض الخصوصيات التي تجعل أسلوبه التدريبي فريداً جداً، هو يدرب أسلوباً فريداً من كرة القدم والذي يتنافى مع أسلوب كرة القدم المحافظ والطبيعي. بيلسا يطالب فريقه أن يلعبوا كرة قدم هجومية وديناميكية بينما يحافظون على طاقةٍ كبيرةٍ جداً خلال مجريات المباراة بأكملها، وبكل مراحل المباراة. على عكس أغلب المدربين الذين يفضلون الللعب بدفاع متوازن بهدف الحفاظ على الاستمرارية والتفاهم بين المدافعين، بيلسا يفضل المداورة بين مدافع، اثنان، ثلاثة وحتى أربعة بهدف اللعب بمدافع زائد عن مهاجمي خصمه. مع مدافع زائد بيلسا يجعله يقوم بالتغطية الدفاعية اللازمة، ولايضيع لاعباً في الوسط أو الهجوم. هو يفضل أن يحول لاعباً من الوسط أو من الأظهرة إلى قلوب دفاع بهدف الحصول على لاعبين موهوبين من الناحية التكنيكية أكثر في مواقع عميقة دفاعياً بهدف تسهيل إمتلاك فريقه للكرة في الخلف. وأيضاً، بسبب أن بيلسا يلعب بخط دفاع عالٍ فلاعبو الوسط والأظهرة المتحولون سيكونون أكثر ارتياحاً باللعب في مراكز متقدمة في الملعب. بيلسا يفضل ماركته الخاصة في اللعب الهجومي. بينما تفضل أكثر الفرق التي تلعب على الاستحواذ والتنظيم تخفيفي سرعة المباراة حينما يستحوذون على الكرة، هو يفضل البقاء على رتمٍ سريع للمباراة. بدلاً من اختراق خصمه من المنتصف بيلسا يفضل الهجوم من الأطراف. هو يفعل ذلك من خلال أمر أجنحته بالبقاء على مقربة من خط التماس للقيام بتمديد الخط الدفاعي الخاص بخصمه وخلق مساحات للهجوم من المنتصف ليجبرهم على الدفاع في أكبر مساحة ممكنة. وكما يأمر الأظهرة بتزويد الفريق بالعرض اللازم من الملعب ودعم الأجنحة وفتح المساحات لهم.
بعد نتائج مخيبة للآمال في كأس العالم 2002 وتدريبه للمنتخب الأرجنتيني، بيلسا عاد للأضواء بقوة مع منتخب يقدم كرة قدم ممتعة وناجحٍ بقوة وهو منتحب تشيلي ليقودهم لدور الـ16 في كأس العالم 2010. في 2007، بيلسا تم تحديه ليعود بتشيلي لكأس العالم مرة أخرى بعد فشل بالوصول إليه لمرتين متتاليتين لصعوبة التصفيات المؤهلة لكأس العالم على القارة الجنوب أمريكية. ففي تصفيات كأس العالم 2002 تشيلي أنهت التصفيات في المركز الأخير، مبتعدين بـ15 نقطة عن المركز الخامس الأوروغواي التي لعبت التصفيات النهائية لكأس العالم. في تصفيات كأس العالم 2006، تشيلي تحسنت وخطفت المركز السابع مبتعدين فقط بـ3 نقاط عن الأوروغواي صاحبة المركز الخامس. بيلسا تم تعيينه بعدما خرجت تشيلي من دور ربع النهائي، أول جولة من ربع النهائي في كوبا أمريكا 2007 بعدما هزمت البرازيل تشيلي بنتيجة قاسية قوامها (6-1). هذا حصل بعد أن تأهلت تشيلي من دور المجموعات من مركزها الثالث فقط لأنها كانت تملك أفضل النتائج من بين جميع المراكز الثلاث في المجموعات الأخرى. بيلسا أحضر معه أسلوبه الفريد في كرة القدم مع مجموعة من الشباب المتفجر والمليء بالطاقة والذين حققوا إنجازات مميزة مع الفئات الصغرى لكن لم يتم اختبارهم على مستويات عالمية في كرة القدم. خلال تصفيات كأس العالم، بيلسا فضل أسلوب (3-3-1-3/3-4-3 ألماسة أو دايموند) ضد العديد من منتخبات جنوب أمريكا والتي فضلت اللعب بمهاجمين فقط. بيلسا وضع أجنحته، مارك غونزاليز على الجناح الأيسر وأليكسيس سانشيز على الجناح الأيمن، بالقرب من خط التماس بهدف تمديد الخط الدفاعي للخصم. لاعبي الوسط المتوسع أرتورو فيدال ورودريغو ميلار كان لديهما دور ثنائي. في الدفاع، كانا يتمركزان عميقاً وفي مراكز عريضة حيث كان الجناح الخلفي قد يتمركز ليحميا عمق تشيلي. في الهجوم، كانا يركضان بشكلٍ قطري في الوسط ليشغلا المساحات التي يخلقها لاعبو الجناح في تشيلي. وكانا أيضا يدعمان ماتياس فيرنانديز، صانع الألعاب في تشيلي، والذي كان مسؤولاً عن كونه الصانع الأول في تشيلي ويقوم بالتحرك خلف خط الدفاع الممتد للخصوم. تشيلي كانوا يتقدمون بشراسة للإبقاء على المباراة في ملعب خصمهم. أجنحة تشيلي كانوا يقومون بالضغط على الأظهرة بينما يقوم المهاجم بالضغط على قلوب الدفاع وحارس مرمى الخصم. بينما باقي المنتخب كانوا يضغطون بشراسة على باقي لاعبي الخصم من لاعبي وسط ومهاجمين.
بيلسا قاد تشيلي للإنتهاء في المركز الثاني في تصفيات كأس العالم 2010، فقط بنقطة بينهم وبين صاحبة المركز الأول البرازيل. وبالإضافة لذلك، قاد تشيلي لأول إنتصار لهم على منتخب الأرجنتين على الإطلاق، وأيضاً أول إنتصار لهم على كولومبيا في الأراضي الكولومبية. مع نتيجة (1-0) وإنتصار على الهندوراس، تشيلي ربحت أولى مبارياتها في كأس العالم منذ عام 1962 وبيلسا قاد تشيلي إلى مرحلة خروج المغلوب حيث لعبوا مع البرازيل وخسروا بنتيجة (3-0).
في بداية كأس العالم 2010، بيلسا بدأ بلاعب قلب دفاع طبيعي واحد في خط دفاعه، قلب الدفاع والدو بونس. شريكه الأساسي في قلب الدفاع، غاري ميديل، كان قد لعب أغلب مسيرته الكروية كلاعب وسط من نوع (الهولدينغ). غونزالو خارا، ظهير أيمن وكذلك لاعب وسط هولدينغ، كان الظهير الأيسر في المنتخب حين كانوا يلعبون بـ4 مدافعين وحين كانوا يلعبون بـ3 كان قلب الدفاع الأيسر. ماوريسيو إيسلا، لاعب وسط وجناحٌ خلفيٌ أيمن خلال وقته في فريقه أودينيزي، كان اختيار بيلسا الأول في مركز الظهير الأيمن. أرتورو فيدال لاعب وسط في فريقه حينها باير ليفركوزن، كان اختيار تشيلي الأول في الجناح الخلفي الأيسر حين كانوا يلعبون بمدافعين. تشيلي كانوا يتحصلون على العرض الهجومي من خلال المزيج الهجومي من الأجمحة سواءً كان جين بيسيخور أو مارك غونزاليس وحتى أليكسيس سانشيز، والذي تكنيكياً يعتبر أفضل وأمهر لاعبي تشيلي.
في فبراير عام 2011، بيلسا توقف عن كونه مدرب تشيلي بعد أن انتهت الانتخابات الخاصة بإتحاد تشيلي لكرة القدم بفوز خورخي سيقوفيا في نوفمبر عام 2010. بيلسا كان يؤمن أن سيقوفيا لن يدعم المنتخب الوطني وقد صرح قبل الانتخابات أنه في حالة فوز سيقوفيا فإنه سيقوم بالاستقالة. في يناير عام 2011، سيقوفيا تم إلغاء انتصاره في الانتخابات وتم إعطاء المنصب لسيرخيو خادو. كانت مهمة خادو الأساسية أن يبقي على بيلسا كمدرب للمنتخب. ولكن على كل حال، العلاقة بين بيلسا وخادو اتخذت منحنًى خاطئًا، عندما اتهم بيلسا خادو بتوجيه كلام كاذب عنه، وعلى كلٍ فإن بيلسا استقال في نهاية المطاف.
في صيف 2011 خوسو أوروتيا ترشح لمنصب الرئيس في نادي أتلتيك بيلباو. حملته كانت تتمحور حول وعدٍ قطعه له مارسيلو بيلسا. بيلسا وعد أوروتيا بأنه إذا فاز بالانتخابات للمنصب الرئاسي في أتلتيك بيلباو، سيقوم بيلسا بتدريب بيلباو. بيلباو لم يكونوا يعانون بما أنهم أنهوا الموسم السابق في المركز السادس. وعلى كل الأحوال، السنة السابقة تحت خواكين كاباروس، كانت هناك مخاوف بأن كرة القدم التي يقدمها بيلباو لم تعد ممتعة وكانت مباشرة أكثر. كانوا يأملون بأن إضافة بيلسا قد تغير ذلك، بعد نجاحه مع تشيلي في كأس العالم 2010، وأنه قد يحضر معه المتعة لكرة القدم التي يلعبها بيلباو وأيضاً النتائج المأمولة. وكما فعل مع تشيلي مسبقاً، بيلسا اختار أن يحول الكثير من لاعبي الهجوم إلى لاعبي دفاع. خافي مارتينيز، قويٌ جسمانياً لكنه موهوب كلاعب وسط هولدينغ، تم إسقاطه في عمق خط دفاع بيلباو وتم إعطاءه مسؤولية بناء اللعب من العمق في بيلباو. وقد حاول أن يلعب بأوسكار دي ماركوس لاعب وسط هجومي كظهير أيسر. بيلسا اختار أن يلعب بالعرض في الهجوم من خلال مركزة أجنحته أمثال: ماركيل سوسايتا، إيكر مونياين، إيغور غابيلوندو وإيباي غوميز في محاولة لتوسيع المناطق التي يتوجب على خصوم بيلباو الدفاع عنها. مونياين كانت لديه حرية التحرك للوسط للقيام بإضافة صانع ألعاب إضافي في منتصف ميدان بيلباو لمساعدة فريقه في بناء اللعب من المنتصف. في بداية الموسم، حين لعبوا بيلباو بهجومٍ مباشر من قبل الجناح الأيسر، بيلسا اختار دي ماركوس ليلعب في مركز الظهير الأيسر الذي كان يتحرك لمنتصف الملعب ليشغل المساحة التي كان يصنعها الجناح الأيسر لبيلباو. هذا التكتيك أعاد المشهد لحركية للاعب وسط تشيلي المتوسع في رسمه الفني المفضل (3-3-1-3/3-4-3 دايموند). بيلسا قام أيضاً ببعض التجارب في مركز صانع الألعاب. لقد فضل اللعب بلاعبين في ذلك المركز: أندير هيريرا وإيكر مونياين. هيريرا، والذي كان يبدأ كصانع الألعب في رسم بيلسا الفني (4-2-3-1) وكان أكثرهم تقدماً في رسمه الفني (4-3-3) والذي اعتمده بيلسا مع مرور الموسم، حيث لعب بأكثر أسلوب تقليدي لصانع اللعب الذي يصنع الفرص ويقوم بالتحرك متأخراً مستغلاً المساحات التي يصنعها ثلاثي الهجوم. مونياين لعب كجناح متحول في محاولة لمساعدة بيلباو في صنع العرض من خلال الأجنحة. الجناح المتحول هو لاعب وسط هجومي الذي لايبني ويصنع الهجمات، لكن يتحرك من الجناح للجناح في محاولة منه لصنع مواجهات غير متكافئة في الهجوم لصالح فريقه.
في بداية الموسم بيلباو واجهوا صعوبةً في تطبيق نظام بيلسا الجديد. خافي مارتينيز ودي ماركوس صارعوا ليتأقلموا مع مراكزهم الدفاعية الجديدة وفي أول خمس مباريات لهم في الدوري الإسباني: بيلباو خسروا ثلاثة وتعادلوا في إثنين. في محاولة منه لصنع نظام جديد يناسب بيلباو ويجعل لاعبيه مرتاحين أكثر، بيلسا تراجع عن أسلوبه المتطرف في كرة القدم. دي ماركوس تم اعادته لمركزه الطبيعي في منتصف الميدان وجون أورتنيتكس، ظهير أيسر طبيعي، تم وضعه بدلاً عن دي ماركوس كظهير أيسر في تشكيلة بيلباو الأساسية. أغلب الفرق في إسبانيا كانت تلعب إما بنظام المهاجم الواحد أو ثلاثي خط المقدمة. بيلباو استقروا على خطة (4-3-3) مع كون دي ماركوس هو الرابط بين الدفاع الهجوم مرافقاً معه هيريرا والذي كان أكثر لاعبي بيلباو تقدماً من خط الوسط. كان يقوم بتحركات متأخرة لاستغلال المساحات في خط دفاع الخصم الممتد من قبل مهاجمي بيلباو. مونياين كان موضوعاً على الجناح الأيمن وتم إعطاءه الحرية في الدخول للمنتصف. مع استمرارهم في اللعب بخط دفاع عالي، بيلباو لم يكونوا شرسين البتة في ضغطهم. كانوا يسمحون لقلوب دفاع الخصم أن يستحوذوا على الكرة في حين بقاءهم في عمق منطقتهم الدفاعية ويبدأون بالضغط حينما يتحرك الخصم بالكرة للأمام.
بيلسا قاد بيلباو لواحد من أنجح مواسمهم في كأس الملك في تاريخ النادي. بيلباو وصلوا لنهائي كأس الملك حيث خسروا ضد برشلونة بنتيجة (3-0). وما أثار الإعجاب أكثر، كان قيادته لبيلباو للوصول إلى نهائي الدوري الأوروبي. طريقهم للنهائي كان يتضمن إنتصاراً مبهرا في دور الـ16 على مانشستر يونايتد (5-3)، وانتصار (6-4) ضد شالكة، وانتصار (4-3) ضد سبورتينغ لشبونة في نصف النهائي. لا محالة، الشيء الذي فعله بيلسا في بيلباو جعل كبرى أندية أوروبا تهتم بشراء لاعبيه. في الصيف الذي بين 2012 و2013، خافي مارتينيز، اللاعب الذي أصبح ضرورة في الخط الدفاعي وبناء اللعب من العمق، تم بيعه لبايرن ميونخ وفيرنادو يورينتي كان غير مستقراً بسبب كثرة طلبات الانتقالات.
أتلتيك بيلباو هو نادي مميز بسياسة انتقالات مميزة. تاريخ النادي وتقاليده مهمة جداً بالنسبة لهم، فهم يسمحون للاعبين من إقليم الباسك في إسبانيا فقط بالإنضمام لهم، حيث يتواجد النادي. هم يعتمدون على أكاديميتهم لبناء تشكيلتهم بالكامل. وهذا ما يجعل الأموال التي تأتي من بيع اللاعبين عديمة المنفعة، لأنها لن تستثمر في شراء لاعبين من أندية أخرى. ولهذا، فإن بيلباو نادراً ما تجده يفرط بلاعبيه. وبشكل مثير للجدل، بيلباو يجبر الأندية على إعطائهم ما يريدونه في سبيل أخذ لاعبيهم منهم، والذي بحسب اشتراطات (اللا ليجا) يجب أن يكتب في جميع عقود اللاعبين المنتقلين من أنديتهم، في سبيل إذا أراد فريق ما كسر العقد وجعل اللاعب قابلاً للانتقال.
أتلتيك بيلباو رفضوا الاستماع لجميع العروض المقدمة للاعبهم فرناندو يورينتي ولم يستطع أي ناد أن يستوفي شروط بيلباو. هذا الموضوع خلق حالة من التوتر بين النادي الذي لم يكن يريد بيع اللاعب، واللاعب الذي أراد مغادرة النادي. عقد اللاعب كان سينتهي بنهاية موسم 2013 وقد رفض تجديد عقده. بيلسا وبيلباو ردوا على تمرده بوضعه على الدكة في معظم موسم 2012-13. في ذلك الموسم يورينتي لعب 4 من 38 مباراة في الدوري أساسياً. ومع خسارتهم لكلٍ من مارتينيز ويورينتي، إثنان من أهم لاعبي الفريق، ومع عدم وجود بدلاء أكفاء، بيلباو كافحوا طيلة الموسم للإنتهاء في المركز الـ12. النتائج الباهتة إضافة إلى الوضع المحتدم بين بيلسا والإدارة حول سوء مرافق التدريب في النادي أدت إلى رفض الإدارة في تجديد عقد بيلسا. بيلسا تم إعفائه من مهامه بنهاية موسم 2012-13.
الثاني من مايو 2014، رئيس نادي مارسيليا: فينسنت لابرون أعلن بأن بيلسا سيكون مدربهم الجديد. بيلسا تم إعطاؤه مهمة نقل مارسيليا من الحالة السيئة التي كان فيها حيث أنهى الموسم سادساً على الدوري الفرنسي، منتهين فقط بـ60 نقطة ومتأخرين عن المتصدر باريس بفارق 29نقطة وخلف المركز الثالث ليل بـ11 نقطة. بيلسا ومارسيليا كانا متناسبين معاً بشكل رهيب. مارسيليا كان ناد يريد الوصول لأعلى المراكز لكنه لا يملك الإمكانيات المادية لمقارعة باريس أو موناكو. بينما هذين الناديين كانا يستطيعان إنفاق المال في جلب لاعبين من طراز عالمي، مارسيليا كان يعتمد على اللاعبين الذين ينمون في الأكاديمية. ماثيو فالبوينا اللاعب الدولي الفرنسي والذي كان كالغراء بالنسبة لهجوم مارسيليا، تم بيعه لصالح دينامو موسكو. الإضافة الوحيدة التي كانت تمتلك أي تأثير على مارسيليا كان رومين أيساندريني، جناح بدأ أساسياً في أول مباراتين في الدوري ثم تم إرساله إلى الدكة ليدخل كالبديل الخارق. أول 12 مباراة في الدوري لهم كانت كافية ليتحسن وضعهم بعد خيبة الأمل التي أصابتهم في نهاية الموسم السابق. مارسيليا يتصدر الدوري الفرنسي بفارق 4 نقاط عن باريس، النادي الذي خسر ما يقدر ب400 مليون يورو خلال المواسم الـ3 السابقة، في محاولتهم لبناء فريق يحتوي على نجوم عالميين في كل مركز.
بيلسا تحضر لهذا الموسم من خلال حضور مباريات النصف الثاني من موسم 2013-14 لفريق مارسيليا. لقد درب الفريق على أسلوبه الديناميكي والهجومي والذي اعتمده منذ أن أعطي منصب المدرب في المنتخب الأرجنتيني. مرة أخرى قرر اللعب بفكرٍ استحواذي على الكرة. مقارنة بالموسم السابق مارسيليا شهدوا ارتفاعاً في نسبة الاستحواذ على الكرة بنسبة 6.09%، قافزة من 52.18% الموسم السابق و58.27% موسم (2014-15). مارسيليا قاموا بـ26 تمريرة أكثر في المباراة الواحدة، محاولين تمرير 438 تمريرة هذا الموسم خلافاً للموسم السابق 412. وأكملوا 30 تمريرة أكثر من الموسم السابق في المباراة الواحدة؛ مكملين 367 في المباراة الواحدة هذا الموسم عكس الموسم السابق 337. نسبة ارتفاع نجاح تمريرات مارسيليا قدرت بـ2.36% مظهرةً بأن مارسيليا حاولوا القيام بتمريرات قصيرة أكثر.
بيلسا مازال يفضل الهجوم من الأجنحة. فقد مركز أجنحته أندرو آيو وفلوريان ثاوفين على الأجنحة اليسرى واليمنى على الترتيب، وقريبين من خط التماس. ثاوفين يلتصق بخط تماس وعادةً ما يقوم بالجري في خط مستقيم ما يجعله أكثر لاعبي مارسيليا تقدماً. آيو يلعب بشكل مستقيم لكنه يقوم ببعض الدخول للعمق في محاولة منه لربط اللعب. بيلسا فضل استعمال التكتيك الذي اختبره مع إيكر مونياين. قام بإدراج ديميتري باييت، لاعب جناح أيمن رئيسي في الموسم السابق من مارسيليا، على حساب أن ماثيو فالبوينا كان صانع الألعاب، وبصفة باييت جناحاً متحول. باييت يقوم بالتحرك واسعاً في الملعب محاولاً ربط اللعب بين أجنحة وأظهرة مارسيليا. أندري بيير جيجناك، مهاجم مارسيليا الأساسي، يلعب كلاعب 9 عريض ويقوم بالتحرك لأماكن واسعة لربط اللعب وبناءه من خلال الأجنحة. هذه التحركات تخلق مسارات للتحرك بالنسبة لأجنحة مارسيليا المتحولين ولاعبي وسطهم، من خلال سحب قلوب دفاع الخصم، ولاعبي الوسط وأيضاً محاور ارتكازهم بعيداً عن المنتصف.
عندما كان يلعب مارسيليا بنظام (4-2-3-1)، جيانيلي إمبولا هو كان المسؤول عن إشغال المساحات التي تتركها تحركات رباعي المقدمة. إمبولا سجل هدفين وصنع 6 فرص في الـ6 مباريات التي لعبها مارسيليا بنظام (4-2-3-1). بيلسا أيضاً اختار أن يبدل بين تشكيلاته لكي يلعب دائماً بمدافع أكثر من مهاجمي الخصم. حين يلعب مارسيليا بنظام الـ3 مدافعين فإن تحركات إمبولا تصبح محددة أكثر لأنها تصبح من مسؤولياته أن يؤمن التغطية الدفاعية للخط الدفاعي الثلاثي. حين يلعبون ضد الفرق التي تستعمل خط هجوم ثلاثي أو مهاجم واحد، فإن مارسيليا يلعبون بتشكيلة (4-2-3-1) مع تواجد نيكولاس إنكولو، قلب الدفاع الذي يستطيع اللعب أيضاً كوسط هولدينغ، ويرافقه جيريمي موريل، والذي تم تحويله من ظهير أيسر إلى قلب دفاع أيسر، ثالث اختيارات مارسيليا في مركز قلب الدفاع كان رود فاني، والذي كان قد لعب معظم مسيرته المهنية كظهير أيمن. حين يلعب مارسيليا بنظام الدفاع الثلاثي في تشكيلة (3-3-1-3)، ألايكسيس روماو أو بديله ماريو ليمينا والذين كانا يلعبان كمحور دفاعي، كانا يسقطان عميقاً ليحتلا مركز قلب الدفاع الأيمن. كما كانت الحالة في بلباو، بيلسا فضل أن يبنى الاستحواذ من الخلف. وذلك كان يعني أن ستيف مانداندا، حارس المرمى، سيكون عليه التدخل أكثر في بناء اللعب. وقد تلقى في هذا الموسم 6 تمريرات في المباراة أكثر من الموسم السابق، حيث أنه في موسم 2013-14 تلقى 11 تمريرة في المباراة الواحدة، لكنه في موسم 2014-15 تلقى 17 تمريرة في المباراة كمعدل.
بيلسا تعلم من خطأه في موسمه الأول مع بيلباو. فهو لم يحاول تغيير أيٍ من لاعبي الوسط إلى أظهرة كما فعل مع دي ماركوس وفيدال. وهو أيضاً لم يعطي الحرية للأظهرة والأجنحة في الدخول للعمق. بدلاً من ذلك فقد لعب ببنجامين ميندي وبرايس دجا دجي دجي وأمرهم بالبقاء على خط التماس لإعطاء الإتساع في الملعب ودعم هجمات الفريق التي تلعب من هذا النوع. ومع حركية آيو، ميندي كانت لديه الحرية للهجوم حتى يصل لخط المرمى وهو ما جعله شرساً في الذهاب والعودة إلى مركزه. حركية مارسيليا الانتشارية أعطتهم مثلثات واسعة في الملعب للعب من خلال دفاع الخصم.
سيكون مثيراً للاهتمام مشاهدة كيف سيتطور تكتيك بيلسا خلال الموسم. بالرغم من أنه حتى الآن يفضل اللعب بـ11 لاعباً دائمين، وما يجعل هذا سانحاً هو عدم مشاركة مارسيليا في البطولات الأوروبية وإقصائهم المبكر من الكأس الفرنسي. وبمضي الموسم، بيلسا سيحتاج أن يعدل تكتيكه ليناسب بدلائه إذا أصيب شخصٌ ما أو طرد. بإفتراض أن بيلسا سينجح وسينضم مارسيليا للبطولات الأوروبية، سيحتاج أن يعدل تكتيكيه ليتناسب مع مشقة العمل الزائد.
تمت الترجمة من قبل: nedhal_1420_N7@
الرابط الأصلي للمقال: http://thefalse9.com/2014/11/marcelo-bielsa-tactics-evolution-from-chile-to-marseille.html