يعقوب زروق

بسم الله الرحمن الرحيم

وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد واله وصحبه وإخوانه وحزبه.

قال الله عز وجل : " وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ "

ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻗﺮﺍﻥ ﻟﻪ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺸﻬﺪ . ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷُﻭَﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺟَﺪّ ﺍﻟﺠﺪ . ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺐ ﺍﺫﺍ ﺷﻤﺮ ﻋﺒﺪ . ﻭﺍﻟﺸﻔﻊ ﻭﺍﻟﻮﺗﺮ ﻗﻴﺎﻡ ﻓﻀﻠﻪ ﻟﻦ ﻳﺤﺼﻴﻪ ﻋﺪ . ﻓﻲ ﻟﻴﻞ ﻧﺎﺷﺌﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﺷﺪ .

ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﺠﺪﺩ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﺍﺫ ﻳﺨﻠﻖ . ﻭإﻻ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻳُﻤْﺤَﻖ . ﻭﻋﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ ﻳﺘﺤﻘﻖ . ﺗﻠﻚ ﻋﺎﺩ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﻢ ﻳُﺨْﻠﻖ . ﻭﺛﻤﻮﺩ ﺷﻘﻮﺍ ﺍﻟﺼﺨﺮ ﺃﻱ ﺷﻖ . ﻭﻓﺮﻋﻮﻥ ﻣﺎ آﻣﻦ ﺣﺘﻰ ﺃﺩﺭﻛﻪ ﺍﻟﻐﺮﻕ . ﻛﻞ ﻃﻐﻰ ﻭﺻﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ . ﻟﻜﻦ ﺭﺑﻚ ﺑﺎﻟﻤﺮﺻﺎﺩ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﺣﻖ . ﺭﻳﺢ ﻭﺻﻴﺤﺔ ﻭﺑﺤﺮ ﺍﻧﻔﻠﻖ . ﻓﺎﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻔﻠﻖ

أقسام خمسة أقسم المولى عز وجل بها. أقسم بالفجر وليال عشر وبالشفع والوتر والليل إذا يسري .هذه الأقسام هي عبادات أو أوقات لعبادات .

1_الفجر قرآن مشهود وصلاة مباركة وتسبيح لأجل معدود   , الفجر وقت مبارك بما فيه من اجتماع ملائكة الليل والنهار , وبصلاة هي سِمِة الأبرار, من صلاها جماعة كان في ذمة الغفار .

 2_ الليالي العشر مباركة بفريضة الحج , يأتي الناس إليه من كل فج , هي أيام معلومات , أُمِرنا بذكر الله فيها وبالطاعات , ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه العشر , أخبرنا بذلك نبي ذي قدر , من اغتنمها حاز الرضى والأجر , فيها عرفة صومها يمحو كل وزر ,

3_4_الشفع والوتر قسم من أعظم القسم ,اختلف فيهما أهل العلم .قالوا الخالق وتر والمخلوق شفع وقالوا صلاة الشفع والوتر ....

 5_الليل آية لمن كان له لب واذَّكَر , وقام بين يدي ربه ودعاه وقت السَّحَر , تلا آي الله وفي خلقه اعْتَبَر , هَجَر نومه وكتاب ربه ما هَجر, دعا ورجا واصطبر , هم القوم هل أتاك عنهم الخبر , أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقْتَدِه ,على هذا شُدَّ يدك فاحذر وانتبه ,

_ لأمر ما جمع الحق سبحانه بين هذه الأوقات الفاضلة, وبين هلاك من طغى من الأقوام السابقة . لأمر ما أقسم المولى بهذه الأوقات على أنه بالمرصاد لكل متكبر جبار لا يومن بيوم الحساب .

{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ }

_ إن هلاك الطغاة نعمة من الله , ينعم بها على عباده الصالحين , بعد أن ساموهم سوء العذاب, فيشفي صدورهم . تُنَال هذه النعمة بالتذلل بين يدي الله والتضرع إليه آناء الليل والنهار , واقتناص مواسم الخير حيث تقبل الدعوات ,والتعرض  لما في أيام الدهر من نفحات  .

_ ليس هلاك المفسدين في الأرض إلا منة من الله , ليعبد الناسُ اللهَ مخلصين له الدين مطمئنين لا يخافون. فان هَمَّ أعداء الله أن يصدوا الناس عن الله .

_ هلاكهم نعمة من الله, لكن النعمة ابتلاء , كما أن الأذى يلاقيه المومن من عدوه ابتلاء أيضا . والنعمة تستوجب الشكر كما هو البلاء يستوجب الصبر .

" فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا }

النعمة كرم منه سبحانه والبلاء بما كسبت أيدي الناس _ هذا هو الأدب معه سبحانه الذي يعلمنا في سورة الفجر. _ بخل الناس على اليتيم وعدم إكرامه, وخذلانهم المسكين وعدم الدفاع عن طعامه , كسب يستوجبون به الابتلاء من الله , أنانيتهم وجشعهم كسب سيندمون عليه يوم تدك الأرض دكا .

" كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي "

بخل وخذلان وأنانية وجشع ,أمراض في القلب تُحْدِث فيه هيجانا واضطرابا ,ما هكذا حال المومن المطمئنة نفسه بالرضى والكرم وحب الخير للناس والإيثار. مطمئنة بذكرالله سيما في مواسم الخير وأوقات الفضل "ألا بذكر الله تطمئن القلوب." نفس راضية مرضية موعودة بالجنة .

" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي "