تلجأ الأنظمة المستبدة والدكتاتورية والطائفية أحياناً إلى طرق ملتوية في اضطهادها للأفراد تؤمن لها عدم المساس بشكل القانون ؛ و لكن نظام صدام الاجرامي خرق القوانين النافذة بشكل سافر ومن دون مراعاة لاحترام القانون ؛ وعلى الرغم من ان القانون كان يمثل لرأس النظام مجرد ( جرة قلم !!) كما عبر هو عن ذلك في احدى لقاءاته التلفزيونية الموثقة ؛ الا انه لم يلتزم حتى بما شرعه من قوانين جائرة وخاطئة و التي كانت لا تنسجم مع الواقع الاجتماعي العراقي .
وإذا انتقلنا الى مثال قانوني من القوانين التي شرعها النظام الاجرامي البائد والذي يخص عقوبة الاعدام ؛ فقد حدد القانون العراقي طريقة الاعدام ؛ اذ ان عقوبة الإعدام بموجب القانون الصدامي الهجين : أما شنقاً حتى الموت- حسب قانون العقوبات العراقي - أو رمياً بالرصاص حتى الموت - حسب قانون العقوبات العسكري العراقي - لكن الذي حدث في تنفيذ هذه العقوبات ( الاعدامات ) لم يشهد له التاريخ المعاصر مثيلاً ولم تصل إليه أبشع الأنظمة الهمجية والدموية ، حيث نفذت هذه العقوبات بلغم المحكوم عليه بالإعدام بالمتفجرات وتفجيره ؛ أو إذابته في أحواض (التيزاب) , أو تقطيعه بـ(الثرامة) , أو رميه إلى الحيوانات المفترسة , أو رميه من الطائرة على ارتفاع شاهق , أو دفنه وهو حي ، وكذلك عمليات القتل الجماعي بالأسلحة الكيمياوية في مجزرة حلبجة , ومناطق الأهوار في الجنوب, أو بالصواريخ الثقيلة والطائرات ذات الأجنحة المتحركة (السمتيات) كما حدث في انتفاضة الشعب الخالدة في عام 1991.
و من أبشع جرائم نظام البعث ؛ الإعدام بواسطة تفجير المعارضين العراقيين والضحايا المواطنين ؛ فقد كان جلاوزة نظام البعث تلغم المتفجرات بملابس المعارضين العراقيين لغرض تفجيرهم ؛ وتتم من خلال تثبيت القنابل على جسد المدان ثم تفجيرها عن بُعد .
ولا ننسى أبداً ونحن نتحدث عن تنفيذ عقوبة الاعدام بالتفجير ؛ ما اظهره فيديو مسرب ؛ نشرته بعض وسائل الاعلام يظهر فيه ثلاثة من الشباب وهم مقيدون وبعضهم معصوبي الاعين وحولهم مجموعة من زبانية صدام وجلاوزة الفئة الهجينة وعلى رأسهم المجرم السفاح اللواء مهدي الدليمي ؛ اذ قاموا بأخذ الشاب الاول و وضعوا لغم على جسمه الطري وهو يشعر بهم عندما يربطون السلك به , وبعدها يفجروه كي يتحول الى كتلة لحمية متفحمة ومقطعة ومشوهة – وقد كانوا في غاية الجمال - والاخرين ينظرون اليه بما فيهم الضحايا الذين ينتظرون دورهم في الاعدام بواسطة الديناميت ؛ ثم يأتي دور الثاني وهو يمشي كالأعرج – الظاهر من اثار التعذيب – ويضعوه بالقرب من جثة الضحية الاول ويفجروه , ثم جاء دور الثالث وهو ينظر اليهم نظرة الاسد وقد كلمهم بكلام الشجعان المؤمنين ولم يأبه بهم وفعلوا معه كما فعلوا مع الاخرين وهو بكامل اتزانه واستقراره وفجروه بالقرب من الضحايا الاخرين ... وجلاوزة صدام يصفقون فرحين كأنهم انجزوا عملا تنمويا او نشاطا انسانيا او فعلا وطنيا ... .
واظهر هذا الفيديو صورة احد الشباب الضحايا المفقودين وهو من عائلة هاشمية – ( السادة )- ملتزمة ومحترمة تسكن منطقة الحبيبة ؛ وقد صدم اهله عندما شاهدوا الفيديو بعد سقوط النظام في احدى القنوات ؛ فقد بحثوا عنه في زمن النظام وبعد سقوطه ولم يعثروا له على أثر الى ان شاهدوا الفيديو وعرفوا مصيره .
والضحية الثاني الذي ظهر في الفيديو هو الشهيد علي عبدالله شمخي ؛ والذي أعدم بتاريخ 4/2/1985من أهالي حي جميلة / محلة 516 , وكان لاعب كرة قدم ولاعب كراتيه ؛ وكذلك اخوه جعفر من أفضل لاعبي كرة القدم في جميلة ؛ وقد اختفى بعدما اخذته جلاوزة الامن ايضا ؛ وعائلتهم من العوائل الملتزمة دينيا والمحافظة .
وكانت هذه الطريقة الصدامية الاجرامية الوحشية من أشنع وسائل الإعدام وابشع طرق الموت ؛ وان دلت هذه الطريقة الهمجية على شيء فإنما تدل على حالات الحقد الطائفي والكراهية العنصرية والامراض النفسية التي تعتري انفس وصدور ابناء ولقطاء الفئة الهجينة والطغمة الصدامية .