اللباقة ( مصدر لَبُقَ )" تَكَلَّمَ بِلَبَاقَةٍ " : بِحِذْقٍ ، بِلُطْفٍ ، بِكِيَاسَةٍ " وهي الليونة في الأخلاق، واللطافة، والظرافة. وهي من الصفات التي تتمتع بها الشخصية الاجتماعية الحكيمة. وهي خلق يعتمد على الإخلاص، والنية الصادقة.
تعني كذلك القدرة على الإحساس بمشاعر وأفكار الآخرين والتجاوب معها والتصرف بما تقتضيه هذه الاتجاهات وبما يجعل التفاهم معهم سهلاً و محبباً
واللباقة مطلوبة في التعامل مع الآخرين حتى نعيش بإحساس الانسانية التي بها نتعايش مع بعضنا البعض متجنبين بذلك قوانين الغاب والسلوك الحيواني والغرائزي في الصراع مع الاخرين لاثبات السيطره والانتصار امام الاخرين.
ونحن نعيش في مجموعات ونعتمد على بعضنا في حياتنا النفسيه والاجتماعيه والماديه فالانسان كائن اجتماعي يصعب عليه العيش لوحده بدون تواصل واعتماد على الآخرين ولكن لابد لهذا التعايش والتواصل من لباقه لكي يستمر بشكل مفيد وسلس فاللباقة توفر علينا الكثير من العناء والجهد والوقت ومن خلالها نحترم بعضنا وتحافظ على مشاعرنا من الاستهلاك وتوصلنا الى مانطمح اليه بكل يسر بسبب التعامل المتبادل المفيد واللبق بيننا.
ولقد حدد الاسلام قواعد وآداب وحدوداً تقف عندها كل تعاملاتنا وسلوكنا تجاه انفسنا وتجاه الآخرين وهي اذا ماتمعنّا فيها نجدها اساساً للباقه الاجتماعيه.
وسبب طرحي لهذا المقال هو ماأراه يومياً من سلوكيات انانيه بعيده تماماً عن اللباقه فنرى في الشوارع كيف تسحق حقوق الطريق تحت عجلات العدائيين المتهورين ونراها في اسواقنا عندما يدخل قبلاً منك لمحل أحدهم ويراك قادم لتدخل لنفس المحل بعده ويترك الباب ليقفل في وجهك بدون ادنى خجل وبنظره استقواء واضحه
وكثير كثير مانراه من امثله وربما ارجع تفسير هذا السبب من السلوك الغير صحي بالبجاحه حيث يشعر المتبجح بنوع من اثبات القوه والاستعراض بالشجاعه الزائفه امام الآخرين لايصال رساله بأنه الأقوى وبأنه ليس سهلاً ولا ليناً وكأنه يرى في اللباقه ضعفاً وفي اللين جبناً.
ليتنا نقتدي بسلوك نبينا محمدﷺ المليء باللباقه والايثار واللين والحياء والعطف ولم يعرف عنه ضعفاً او جبناً بل كان اشجع الناس وافضل الناس بأبي هو وأمي عليه أفضل الصلاة والتسليم.