Image title

تستلزم طبيعة أعمالي إجتماعات مع أطراف متباعدة  وإنتقالات بين المدن، ولذلك أصبحت أكثر ميلا لإستغلال هذا الوقت في سماع كثير من "البودكاست" والذي يتنوع في مواضيعه وإهتماماته. أحد قنواتي المفضلة هي قناة "مجلة هارفارد" التابعة لجامعة هارفارد والتي تغطي المجلة الشهيرة التابعة للجامعة "HBR".

في أحد حلقاتها إستمتعت كثيرا بالاستماع إلى رون فريدمان مؤلف كتاب "أفضل عمل يناسبك" حيث كانت المحاورة الشقراء سارا جرين كعادتها ذكية في أسئلتها وجميلة بإضافاتها. كان موضوع الحلقة عن أكبر الأخطاء الذي يقع فيه القياديين/الموظفين أثناء عملهم اليومي.

يؤكد رون أن أكبر الأخطاء في العمل هو:الاستجابة لطلبات الآخرين في الصباح الباكر!!

سواء كانت هذه الطلبات عبارة عن البريد الإليكتروني  أو الرسائل الصوتية أو حتى الملفات العالقة على مكتبك. وبدلا من ذلك يؤكد  رون على الإهتمام والتركيز على أولوياتك في أول ساعات العمل وكذلك التخطيط ليومك ولأعمالك التي تريد إنجازها. بذلك ستتضاعف إنتاجيتك وتسيطر على ساعات يومك!

أن كنت تفآجأت من ذلك فمعرفة الأسباب الثلاثة التالية التي أشار له رون، قد تقنعك!

  • جهد ذهني: الإستجابة لطلبات الاخرين (بريد، معاملة، طلب..الخ) يستنزف جهد ذهنياً كبيراً كان المفترض أن يصرف لأعمال ذات مردود عالي مثل التخطيط لأعمال اليوم كاملة. هذا التخطيط في الساعات الأولى من الصباح يؤدي إلى زيادة عالية في الإنتاجية وكذلك وضوح في الرؤية لمسيرة اليوم المهني.
  • العيش في أولويات الآخرين: الإستجابة لطلبات الاخرين يجعلنا نعيش في أولويات الآخرين بدل أن نعيش في أولوياتنا! فالبريد الإليكتروني أو الرسائل الصوتية أو الطلبات العالقة هي أولويات الآخرين والتي وصلت إليك، واهتمامك بها يعني إهتمامك بأولوياتهم وعلى حساب أولوياتك. لا يعني ذلك عدم الاهتمام بها مطلقا، بل يعني الاهتمام بأولوياتك ومن ثم العمل على أولويات الآخرين والتي قد تكون من ضمن أولوياتك. ولكن حتما ليست الأولوية الأولى!
  • مزاج ردة الفعل: الإستجابة لطلبات الآخرين تجعلنا في (مزاج ردة الفعل) وهو المزاج الذي يفقدنا القدرة على خلق الإبداع في أعمالنا. فتصبح عقولنا مبرمجة على حل المشاكل " مشكلة ومن ثم البحث عن الحل" بدلاً من أن تكون مبرمجة على الإضافة النوعية ولو كانت صغيرة" إبداع.. إنتاجية أكثر".


  • هذه هي النقطة المحورية للحلقة ، والعجيب أنني كنت ممن يقع في هذا الخطأ الذي تكلم عنه المتحدث، ومازلت أجد كثيرين يقعون في نفس الخطأ ومن ثم يشتكون من ضيق الوقت!

    تنسجم هذه الحلقة الرائعة مع برنامج الإنتاجية الدولي (LMI)والذي يُدرب في أكثر من 70 دولة من ضمنها السعودية ويستهدف القيادات في الأعمال الحكومية أو الخاصة وكذلك أصحاب الأعمال التجارية والرياديين. أهدي هذه التدوينة للأستاذ. عبدالله يلكوي مدربي في برنامج الإنتاجية.


    استمع للحلقة من هنا: https://hbr.org/2015/03/your-brains-ideal-schedule

    تابع: رون فريدمان @RonFriedman.