حسنًا لقد تأملت كثيرًا في أفعالي كما أني أطلت الوقوف مراقبًا لمشاعري، فقط كي أجد مصدرها، منبعها لقد تتبعتها أملًا أن أجد العين التي تغذيها وتمنعها من أن تجف، إنني أعرف سماتي كبشري فلا أنكرها أبدًا، إننا هنا كي نتخلص من تلك الشوائب التي إلتصقت بنا بوعي منا أو بلا وعي، أن نزكي أنفسنا من تلك الصفات السيئة، وأن نتحلى بتلك الحسنة منها، أن ندرك الهدف الأسمى خلف الوجود، وخلال تلك الرحله كنت مليئًا بالشكوك، أشعر بالغربة وأن لم أكن بين أغراب، وبالاختلاف، إنني لا أتعاطى الحياة كما يفعلون، لا أنظر بما ينظروا، لا أعرف لماذا ينظرون إلي بينما أشعر أنا أن هنالك حوارًا ما يدور في عقلهم ويقطعونه مسرعين للحديث معي، أنهم يعرفون مايتوقعون أنني لا أعرفه، وعندما يعرفون أنني أعرف دون أن أخبرهم بذلك، يبدوا أنهم توقعوا مني فعل بينما إلتزمت أنا اللافعل، لأنني غادرت مذ زمن تلك الأماكن وأولئك الأشخاص فلست أبدًا مهتم لأمرهم، لقد أدرت ظهري وعندما أفعل ذلك فأنا لا ألتفت خلفي مهما علت الأصوات، إنني أؤمن بأن الحياة زاهية وجميلة وتستحق أن نقصدها فلما أُطيل البقاء في أرضٍ جدباء؟ لماذا أصر على الهلاك بينما هنالك ألف طريقٍ للنجاة؟ لماذا علي أن أقف على الأطلال وأجتر الماضي إجترار الحيوانات للطعام؟… كن دائمًا على أهبة الإستعداد لستقبال رياح التغيير، وأعد سفينتك جيدًا قبل الطوفان، لأن الحياة لا تكف عن التقلب، وإن لم تكن مستعدًا لها، ستغرقك في بحرٍ من الظلمات، يجب أن تبني داخلك حجرًا بحجر جبالًا من الإيمان واليقين بالله التي تستقر بها أرضك وتقل بها عواصفك، أن تعلم جيدًا أن الله وهب لك روح وجعل منها سر فلا أحد يستطيع أن يعرف ماهية الروح، إنها سر عظيم دلالة على أنك لن تستوعبها فبقيت في علم الغيب، وعندما تخرج روحك من جسدك ستتوقف كل أجهزته ستكون جثةً هامده وستجد تلك الحشرات طريقها للقضاء عليك، وقبل تلك اللحظه أستعد لأن تقابل الله بأحسن عمل، فلا تستهن أبدًا بأنك عظيم وأنك تملك الكثير لأحداث التغيير في حياتك، وذلك فقط عندما تركز فيها بدلًا من بقائك على هامش حياة الآخرين متطفلًا، أنت محور كونك فلما تتخلى عن نفسك وعن حياتك وتجعل محورك أحدًا غيرك، إنك تخون نفسك وتخون الأمانه التي قبِلت أن تحملها فكن مستعدًا للحساب وأنه لعسير