قلبي لا يتّسع حتى لي، البذرة الندية قُصّ نصفها وهي غضة فلم تعد صالحة، النصف رحل باكرًا مع صبي كنت ألعب معه ودفن ذات نهار، أخبروني أنه ذهب للجنة، وبقيت أتنفسه،النصف الذي يواجه شمس الدنيا يحن للنصف الغائب، يتوق إليه بإلحاح !
يكاد يهمي، لكنه لا يفتأ يتوانى، معهم و هم حولي؛
بيد أني حزين..ودمعتي متكئة بمرفقيها.. على طرف جفني..
ترنو للعالم..تنتظر الخلاص !
😢
طرب البقاء..
"طعم الفقد أجاج وكريه .. ومظلم .. وذو صداع ونشيج ووجع "
لم لم تنقذيه ؟
لم لم تركضي صوب المشفى؟
لم لم تفعلي شيئا ؟
لم أهملتموه؟
لم تركتموه يذوي؟
كيف عرفت أنه مات؟
لم مات ؟
تبا للطبيب !
سيل من الأسئلة ..وبعددها إجابات مسكتة .. وحيرة بعمري كله ..
وتوقف كل شيء، أعني قلبي.. ما زال يخفق.. كقلبه تماما..
يخفق وكأنني هو .. ألبس ثياب الحياة .. وأكبر .. أدرس بعقلي أنا..وأتنفس به، أحمله معي بعيني، وأتطلع للدنيا.. بمنظار الأفول.. بشعور إنسان سيرحل بعد ثانية، لذا لست أحزن كثيرا، ولا أبالي بمن يجيء، أرحب بالآتين وأنا أعلم أنهم سيمرون عبر ثقب شفاف، كشخص شفاف لا يرى، كالمطر.. أعيش..
لست طيبة كما يبدو.. إنني أودع كل الأشياء، الأشخاص، والأمكنة، أحاول ألا أجرب كل المشاعر، ألا أهدر المتاح القليل، ألا أتعلق، ألا أموت وأحد يحملني حزنا ويبكي حين يذكرني، ..أدرك دائما وأغني على مسمع خلاياي وذاكرتي ..لا أحتاج للتوغل، للضياع في أحاسيس وقت فان !
متى أصل إليك ؟
صارت القطع المستديرة اللذيذة، التي يحبها الأطفال رثاء حزين، قد تكون حلم الأطفال المحبب، لكنني أعرف سرها وحدي هي وصيته، تذكار أبدي ..تركه ذاك الصبي لي، وحين أراها بأيديهم يرفرف قلبي، أبتسم كما كنت معه!
يوما ما..
كنت أبتاعها ولا أرى من الطريق شيئا سوى النهاية.. أجري وأقفز حتى أصل .. أزيل الغلاف عنها، وكأنها كنز غال، وألوح بها في فرح غامر وعظيم، وأخبره ..واه إنها حلوى !
الفرحة بعينيه.. قبضته الصغيرة.. ما زالت تحيا بداخلي،
وبداخلي ..وعندما أبتاع واحدة وأنا بهذا العمر أحزن، يذوي كل ما أحسه أيا كان، وأعيش اللحظة، اللحظة النقية التي تقاسمتها معه..رفيق فؤادي الغض..😢