بقلم/سمر العرعير

امسك قلما فرسم علما كتب كلمةً " احبك يا ابي، احبك يا وطن " رقت عيناه دمعاً وشوقاً وحزناً على فراق اجبر عليه قهراً ، فما كان منه الا ان يقول صبراً صبراً .

بدت يداه ترتجف ، وكلماته تتبعثر على مفترق شفتيه ،ما بك يا قلم اعجزت عن التعبير عن رسم الاحبه عن فراق سنين ، ام انك اصم

اخرج من اسفل وسادته صورة لابيه ، اعطته اياها امه منذ القدم ، حتى يعرف والده الذى حرم منه قبل ان يفتح عينيه منذ الصغر ، دقات قلبه تتسارع مع كل كلمة يكتبها ، على دفتره فهو بالنسبة له الصادق والصديق وكذلك القلم .

يمسك دفتره ويدون احداثه كل يوم ، ماذ فعل ، ترك القلم برهة من الزمن ونظر الى حاجيات وهدايا صناعها له والده من داخل السجن ، وكيف جميعها خطت بعلم بلادي ، لتبعث فى النفس اجمل سحر ، وتنطق بما فى داخله وكلمته التى اتوارثها منه حتى مضى العمر احبك يا فلسطين احبك يا وطن .

كتب رسالته اللمزوجه بلوعة الفراق حيث هناك الحبيب والاحباب

بعد السلام والتحيه ، انت لى يا ابى اجمل هديه ، هديه الرحمن ، الله يحفظك ابي ويرزقنا جميعا الجنان ، اتمنى منك ابى ضمه ، همسه ، وحتى لقمه نتقسمها سويا ، هنا بيننا ، فى بيتنا حيث امى وجدتى ، لقد حرمت من اخوتى ، كما تعرف يا ابى ، فاله اليهود ، قتلت الاطفال والصغار ، ودمرت الحدود فلم يعد محمد ومحمود ، القضبان الصماء تقتلنى ، والاخبار التى تتحدث عنها تؤلمنى ، كل يوم اسير مريض وكل يوم عندكم ليس بيوم جديد بل تشابه فى الساعات بالدقائق ، بالجدران ، بقضبان الحديد ، يؤسفنى ابي انك تعانى وانى احرم ان انادي ، ولكن صبرك يعجبنى وقهرك لعدوك وقيدك يطربنى ، صمودكم دوما يشجعنى ويبعث الامل لدى دوما من جديد .

اخبرتنى امي بانك هرمت ، وان قلبك يؤلمك وانك تعبت ، قلقت عليك يا ابي وقلقت ، صحيح ، كلما سمعت بوجود اسير شهيد ، اخاف ، ولكن اقولها دوما الى كاتبه ربنا بنشاف ، كثيرا ما يخذلنى الكلام واصر على الانتقام ، حكموك يا ابى وما اصعب وقوعها على الاذان ، يريدون ان يقهرونا بحكمهم وما عرفوا اننا لا نقهر ولا نقبل الخزلان ، ولا نرتضى الذل لانفسنا ولا الهوان ، نموت صامدين ولا نركع الا لمن خلق الانام .

اتمنى ان اكبر سريعا ابي ، واصر على الانتقام ، لك وللاسرى جميعا ، ولاخوتى ، حتى تمسح دمع امى وجدتى ، الذى لم يجف ، منذ غيابك عنا ، وسندخل الحدود ، وناسر يهود ، وسنحرر فلسطين كل فلسطين وستكون حره دوما بالامس واليوم وغداً .

احبك يا ابي احبك يا وطن من الوريد الى الوريد