ما ستقرأه هنا هو جزء بسيط من حياة شخصية وهمية تعيش في كوكب المريخ يخاطب بها أبناء عالمه "المريخ" , و أُخلي أنا كاتب القصة مسؤوليتي إن كان هنالك أي تشابه بين قصته و قصة أي شاب على وجه الأرض .
يحكي هذا الشخص ويقول :
٢٨ سنة من عمري قضيتها وأنا أسمع بشكل شبه يومي توجهات أصحاب هذه الفكر التي يظن أصحابه أنه مستمد من الشريعة الإسلامية , وأنه الفهم الصحيح للإسلام و أن كل من خالفهم ضالين مضلين !
أصحاب هذا الفكر لديهم نفوذاً قوياً في بلدي جعلهم يفرضونه بطريقة أو بأخرى على سكان البلد وجعلوه ضمن مواد التعليم العام , وبذلوا كل جهودهم لإغلاق كل منفذ لأي صوت يخالفهم ومنع أي كتاب لمخالفيهم من دخول البلد بل تربى أبناء بلدي على الخوف الشديد من سماع أي صوت أو قراءة أي سطر لمخالفيهم فقد تكون نهايتهم أليمه ويدخلون جهنم!
تشربته .. تربيت عليه .. عشت معه .. إعتقدته .. ولكن إنفتحت أبواب العالم فجأة وبدون سابق إنذار و بدأت لحظات الصدام !
أصحاب هذه الفكر يقولون أن الله عز وجل أعطاهم الحق بتحريم مالم ينص الله عز وجل على تحريمه وعلى إثر ذلك حرموا في يوم من الأيام "لعب كرة القدم" و "ركوب الدراجة" و "تعليم البنات" و "التلفاز" و "الدش" و "التصوير" و "جوال الكاميرا" و "البلوتوث" و أشياء كثيرة و مازال أتباعهم لليوم يحرمون "مالم يحرمه الله عز وجل نصاً" فيحرمون "قيادة المرأة للسيارة" و يحرمون حتى "وضع حصة للتريبة البدينة في مدارس البنات" !
جلست مع نفسي و تخيلت أن أصحاب هذا الفكر حكموا العالم "أقصد كوكبي المريخ" منذوا ثلاثين سنة مضت للأن .. !
هل تعتقدون لو كان بيدهم الأمر على العالم كله خلال الثلاثين السنة الماضية .. هل تعتقدون أننا سنكون اليوم نستخدم جوالات بكاميرا عالية الوضوح بشاشات عالية الدقة و يمكننا من خلال الجوال الدخول على الإنترنت وتبادل الأفكار و المعلومات و الصور ..
بل هل تعتقدون أنه أصلا يوجد إنترنت " الذي تسبب بزعزعة فكرهم في أتباعهم " !
بل هل تعتقدون أصلا أنه يوجد جوال وهم يحاربون التعليم .. !
بل هل يوجد تلفزونات عالية الدقة .. أو "دشات" تنقل القنوات .. !
بعد أن وصلت تخيلاتي لعالم حجري متهالك متخلف قررت التوقف , وقلت هل لذلك ياربي قدرت أن أصحاب هذا الفكر لا يستطيعون السيطرة حتى على البلد التي لديهم فيها نفوذاً قوياً ؟!