دائما مانسمع عن شخص يقال له البيتوتي ، فهو عبارة عن شخص يقضي كل وقته جالسا بالمنزل بمفرده ولا يحب أن يختلط بالآخرين ،

او ان يقضي الأوقات في الخارج معهم ، او حتى لتغيير الجو السلبي الذي هو فيه بعيدا عن الجدران الأربعة في غرفته والتي بمثابة السجن .

يقضي كل يومه جالسا على جواله او على البلايستيشن دون وعي منه بمخاطر ذلك مع مرور الوقت .

ولا يسعى إلى تغيير الروتين المكرر الممل دون أدنى جدوى او فائدة تعود عليه بالنفع والفلاح .

بيتوتي هو لقب اطلق عليه بسبب جلوسه الدائم بالبيت.

يقوم بتكرار السيناريو يوميا دون كلل ولا ملل .

ضائع تائه هو لا يدرك مصير ذلك ، فهو حر لا يلتزم بالمسؤوليات التي لديه ولا حتى الأهداف التي موجود لأجلها .

حر في إهمال نفسه والاتجاه بها نحو الهلاك .

لا يوجد نظام يتبعه في حياته ،

ليكون له شأن وقيمة تعطى لحياته .

كل وقته ضائع دون استغلال حتى لبعضه فيما يفيده دنيا وآخرة.

مابين مشاهدة الافلام والمسلسلات،

والجلوس لساعات طويلة على العاب الفيديو دون أدنى فائدة .

هو يعشق حياته بالطريقة تلك ، والتي تعود عليه منذ وقت طويل ، فأصبح وكأنه داخل متاهة لا يجد منها مخرجا للنجاة .

لقد تراكمت عليه الكثير من الأمور السلبية من اكتئاب يواجهه وشعور بالملل والكسل والغضب من أبسط الأشياء وغيرها مما تعود عليه

بالتعاسة ، وكل هذه عبارة عن نتائج لإتباعه للنهج والسلوك الخاطئ في حياته .

والطريق للنجاة واحد وهو التراجع عن اتباع نظام حياتي خاطئ من قرارات خاطئة تنبع من الذات وعادات سلبية ، فالهدم قبل البناء

الصحيح وتكوين الذات يحتاج إلى التخلي عن الأفعال التي تأتي بالنتائج الغير مرضية في نهاية الأمر .

اننا من نتحكم بأنفسنا دون إجبار من احد .

ولنا الاختيار في تحديد المسار الذي نسلكه في حياتنا والنهاية .

الشخص البيتوتي يحتاج إلى الخروج من المنطقة التي يستقر فيها قبل ضياع النفس ، في حين لا يمكن التعويض عن الأوقات التي ترحل

والرجوع للوراء لاصلاح الأخطاء.

فضياع النفس كفيل بجعلنا نخسر كل شيء في حياتنا .

البيتوتي يعيش في مستنقع الغفلة والضياع حتى وان لم يدرك ذلك الا متأخرا،

فهناك دائما فرصة للتراجع عن الخطأ وإهمال الذات ،

من خلال إصلاح الذات خطوة بخطوة ..

والزمن كفيل بالتعويض عن كل قرار وفعل خاطئ اتخذ يوما ما .