"إذا لم يكن اللاعبين بشراً لم أكن لأخسر أبداً." مارسيلو بيلسا.
الفندق المفتوح في سانتا في، الأرجنتين، هو مكان مهم جداً ولكنه في شارع غير مهم جداً ولا يرقى لمعايير الفنادق التي تقع في منتصف المدينة. هناك، في العام 1992، حيث صارع أحد رسل التكتيكات الحديثة لكرة القدم مخاوفه وانتصر عليها، واضعاً طريقاً ثالثا للكرة الأرجنتينية التي سيطر عليها (المينوتيسم) و(البيلارديسم)، الأسلوب الواقعي* والرومانسية التي سيطرت على الأرجنتينيين منذ حقبة الـ1970.
التاريخ قد لا يصنف بيلسا على أنه مدرب عظيم: ثلاثة دوريات أرجنتينية وميدالية أولمبية ذهبية، بالفعل ليست عائداً على مهنة مبهرة. لكنه يصنف على أنه واضع نظريات، على الرغم من ذلك، هو يوضع من قبل قلة قليلة. منذ أن انتشرت فكرة الدفاع برباعي من البرازيل في نهايات الـ1950 وبداية الـ60، لا يوجد شخص من جنوب أمريكا انعكست أفكاره على كرة القدم مثل بيلسا، المدرب الجديد لمارسيليا، الذين حظوا به في بداية القرن الـ21.
بيلسا دائماً ما كان شديداً، مندفعاً، ومثقفاً. طريقته في البقاء مثالياً جعلته غريباً للأطوار في مراهقته. حتي اشتهر باسمه (اللوكو)، حتى عندما كان يعمل في طريقه ليصبح لاعب كرة قدم كان يفعلها بطريقة مختلفة. وعائلته كانت بالكامل من المحامين والسياسيين.
مارسيلو بيلسا كان مصمماً جداً على أن يصبح لاعب كرة قدم لدرجة أنه غادر منزله في سن الـ15 ليلتحق بأكاديمية نيوز أولد بويز. وبطبيعة الحال، تم طرده بعد يومين لأنه رفض أن يترك دراجته النارية. ربما هو كان قد تمرد على تربيته نفسها، لكن حتى ذلك الموقف قام بتربيته. يقال بأن جد بيلسا كان يمتلك أكثر من 30,000 كتاباً عن كرة القدم، وبيلسا كان يحترم التعلم والعلم بشكل كبير، مما أدى لاشتراكه في أكثر من 40 مجلة عالمية وجامعاً للكثير من تسجيلات مباريات كرة القدم.
هو لايعتبر هوسه شيئاً غير معتاد، هو أيضاً يبدي دهسته بأن الآخرين لا يقضون أيامهم في مشاهدة فيديوهات كرة القدم. حين تقدم لوظيفة المدرب في فريق فيليز سارسفيلد عام 1997م، أخذ معه ما يقارب الـ51 شريطاً ليوضح كيف سيمكنه تطوير الفريق. بعد أن تم اختياره للوظيفة، طالب بمكتبٍ وبه كمبيوتر ليتمكن من أخذ لقطات لبعض المباريات لخصومه وأيضاً لفريقه (وهو شيء مشهور الآن)، ولكنه كان مسبوقاً وقتها. مرة، تم سؤاله كيف يخطط أن يقضي عطلة الكريسماس، بيلسا أجاب أنه ينوي القيام بتمارين لمدة ساعتين ثم البقاء لـ14 ساعة في مشاهدة فيديوهات فريقه وخصومه. هو على ما يبدو قد درب نفسه على مشاهد مباراتين معاً في نفس الوقت. (أنا طالب في جامعة كرة القدم)، قال بيلسا (أنا أشاهد الفيديوهات وأقرأ وأحلل).
بيلسا ولد في روزاريو في جولاي 1955 وقد بدأ في لعب الكرة منذ الصغر ولكنه أيضاً كان يتعلم عنها، مفهرساً جميع نسخ (إلقرافكو) التي جلبتها له أمه. (ما فعلته أمي لي كان انعكاسه جوهرياً في حياتي بالنسبة لها أي جهد تبذله لم يكن كافياً) لقد كانت قوية وتعمل بجد. كل من نقاد بيلسا ومعجبيه يتفقون على أنه قاسي، مدمن عمل ويتوقع من الآخرين أن يعملوا بنفس القوة التي يعمل بها. (في البداية قد تجده شديداً ومزعجاً بسبب كثرة مطالبه ولا يقبل بلا كإجابة، ولكنه في النهاية داهية) يقول عنه ماركوس يورينتي مهاجم أتلتيكو بيلباو السابق، والذي لعب معه في وقته في أتلتيكو بيلباو.
الإلتزام والمجهود العالي، على كلٍ، لم تجعل من بيلسا لاعباً لكرة القدم. مدافع كان جيداً مع الكرة، لكنه يفتقد للسرعة وتمكن من لعب 4 مباريات مع نيوز قبل أن يتركهم في سن الـ21. توجه للدوريات الأقل درجة ودرس الهندسة الزراعية وأيضاً الإعداد البدني قبل أن يذهب في سن الـ25 لجامعة بوينس آيريس لتدريب فريق الجامعة استعداده كان بشخصية قوية أيضاً (كان قد شاهد 3000 لاعب قبل أن يخلص إلى 20) وعلى غير العادة (كان يحمل معه قاموساً في التمارين ليخاطب اللاعبين بكل رسمية). لقد عامل لاعبيه كالمحترفين، وأصر على أن يتدربوا بشكل صحيح. أولئك الذين لعبوا معه لاحظوا جدية في التمارين. إيمانه بضرورة اللعب العامودي كان واضحاً حتى في ذلك الوقت.
بيلسا قضى عامين هناك قبل أن يعود لنيوز مرة أخرى للعمل مع أكاديمي شبابهم. مقرراً هناك أن هنالك لاعبين كثر محليين يتركونهم الأندية الكبرى، حتى أنه قام بتقسيم الأرجنتين لـ70 قسماً زار كل واحدٍ منهم بنفسه باحثاً عن موهبة جديدة، قائداً سيارته الـفيات 147 لأكثر من 5000 ميل لخوفه الكبير من الطيران.
في عام 1990، كان يعمل مع الاحتياطيين وقد قام بعملٍ كافي ليحل مكان خوسي يوديسا كمدرب للفريق الأول. (حين تولى مارسيلو المهمة، كان هنالك تغيير جذري) قال لاعب الوسط خوان مانويل للوب. (لقد كان شاباً وكان يملك طريقةً جديدةً في التدريب، أفكارٌ جديدة، 4-3-3 تمركزية تعتمد على الأجنحة، قادرة على التحول إلى 3-4-3 حين الضرورة. مثل مارتينو واللاعبين القدامى الآخرين كنت متحفظاً على التغييرات الجديدة. لكننا أدركنا سريعاً أنه كان أفضل شيءٍ حصل لنيوز منذ فترة وتبعناه بأعينٍ مغمضة).
التدريبات تغيرت بشكل دراماتيكي. أكمل للوب:(هو لم يكن شيئاً ليفاجئنا الآن، لكن في ذلك الوقت هو قام بمفاجئتنا. التدريبات كانت قصيرة لكنها شديدة. الكرة نادراً ما كانت تكون موجودة طيلة فترة التمرين، لكن التكتيكات كانت موجودة دائماً. بدأنا نتمرن في أوقات مختلفة، ثلاثة أو أربعة لاعبين كانوا يقومون بتمارين مركزية محددة، على سبيل المثال: رقم أربعة وثمانية وخمسة كانوا معاً. الشبان كانوا يتمرنون هكذا. لكن نحن بالطبع لا.)
مع كون غالبية المباريات يوم الأحد اللاعبين كانوا يأخذون الإثنين إجازة ويعملون مع المعد البدني يوم الثلاثاء بطوله وصباح الأربعاء، بينما كان بيلسا يشاهد فيديوهات للخصم. بعد الظهر يوم الأربعاء، العمل التكتيكي كان يبدأ. للوب يكمل:( الصغار كان يجب عليهم إحضار ملف كامل من الورق وما يشبه الواجب المنزلي عن خصمنا التالي، كانت طريقة لجعلهم ملتزمين ويفهموا كرة القدم بطريقة أفضل.) بعد ذلك يقوم بيلسا بجعلهم يشاهدون فيديوهات لكن ليست مباريات كاملة مجرد لقطات محددة ومهمة جداً لفهم أبرز النقاط.
يوم الخميس، كان سيكون هنالك مباراة تحضيرية يقول عنها للوب:(مباراة قصيرة لكنها تلعب بنفس حدة المباراة الأساسية. لم أشاهد شيئاً مثل هذا أبداً، الفريق الخصم كان يلعب بالضبط مثل خصمنا. ومهمتنا كانت هزيمتهم، للفوز بالمباراة الأصلية. كنا نركز جداً على المباراة لدرجة أننا لا نريد خسارة مباراة يوم الخميس)
أيام الجمعة كانت لتضيرات مخصصة بالمباراة. بيلسا كان يحضر فريقه لـ120 حالة مختلفة من الهجوم و120 حالة دفاعية أخرى أيضاً. يتكلم عن ذلك للوب:(لقد كانت عن التحرك، وخصوصاً التحرك المتناسق. الكرة يجب أن تكون هنا، عندها يتحتم عليك أن تكون هناك، يجب عليك الجري هنا، في حالة كانوا يلعبون على مصيدة التسلل، إثنان كانا يخرجان لتطبيقها ويقوم واحد آخر بعمل حركة مضادة لها. لقد كانت مفصلة جداً، جداً).
لقد نجحت، على الأقل في أحيان قليلة. بدأ نيوز بطريقة مترددة فبعد أن فازوا بأول مباراة 1-0 ثم تعادلوا في الأخرى قبل أن يخسروا في الثالثة. ثم أتت المباراة الرابعة لقد انتصروا فيها 3-1 لكن كان هنالك شكوك كثيرة تدور حول بيلسا. يتحدث عنها للوب:(كان هنالك شائعات، لم أ:ن أعلم هل ستتم إقالته بعد المباراة الرابعة أم بعدها، لكن بعد بداية سيئة لو أننا استمرينا على نفس الطريق، لكانت حصلت بالفعل ودون شك. كانوا ينظرون لمارسيلو على أنه شخص غريب. كان هناك تدقيق على طرائقه التدريبية. لقد أقلعنا بعدها ولم نتوقف أبداً). نيوز خسروا بعد ذلك مباراة واحدة فقط في الأبيرتورا وأنهوا الموسم على بعد نقطتين من ريفير بليت.
في ذلك الموسم، الفائز من الأبيرتورا والكلاوسورا لعبوا تصفيات من أجل الكأس، مما عنى أن نيوز لم يكن لديهم شيءٌ لفعله في القسم الثاني من الموسم. فقد انتهوا في المركز الثاني من الكلاوسورا. في التصفيات، نيوز كسبوا جولة الذهاب في روزاريو 1-0، لكن ذلك أبقى لهم مهمة قاسية في اللابوكا. على نحو سخيف، أتت الكوبا أمريكا في منتصف التصفيات، مما عنى أن على الفريقين خسارة بعض اللاعبين من نيوز:(فيرناندو قامبوا وداريو فرانكو). ومن البوكا:(دييجو لاتور، بلاس جيونتا وغابرييل باتيستوتا). باتيستوتا قد يكون أكبر اسم من هذه الغيابات الخمسة، لكن خسارة قامبوا عنى دماراً في الدفاع في نيوز.
يتحدث للوب عن طلب بيلسا منه بعد الذي حصل:(بيسلسا سألني إذا كان بإمكاني اللعب كقشاش، لم ألعب قط في مركز الليبرو في حياتي أبداً. تدربنا على ذلك يوم الأربعاء، وقد كان مروعاً؛ البدلاء هزمونا بشكل قاسٍ. بيلسا أخذنا داخل غرفة الملابس وقام بالحديث معنا، قائلاً لنا ما يمكننا فعله لنتطور. دخلنا الملعب مرة أخرى وتحسنا بشكل قليل. وتدربنا مرة أخرى يوم الخميس، وقد كان أفضل. لكن ذلك كان كل شيء. جلستي تدريب مليئة بالشكوك).
سيطر البوكا، تم طرد كريستيان دوميزي وخوان سيمون، وسجل رينوسو هدف التقدم لفريقه مع بقاء 9 دقائق للمباراة موجهاً إياها إلى ركلات الجزاء التي انتصر فيها النيوز بنتيجة 3-1. قال للوب:(لقد كانت أفضل مباراة لعبتها في حياتي، لعبنا في الطين: لقد كان كأنه صوف).
ولكن حصل مالم يكن في الحسبان في الأبيرتورا موسم (1991-92) سائت حالة الفريق بشكل مروع ففي ذلك الموسم لم ينتصروا إلا في تسع مباريات. التعب كان مشكلة كبيرة. للوب:(إنها طريقة التي تصل بك لمستوى عالي من التعب، نعم التعب، ليس فقط التعب الجسدي، لكن أيضاً التعب العقلي والعاطفي).
مع بداية الكلاوسورا، الضغط بدأ يتشكل. نيوز بدأوا بانتصار 2-0 قبل أن يهزموا من قبل سان لورينزو 6-0 في أول مباراة لهم في دور المجموعات في كأس الليبرتادوريس. للوب:(لقد كانت واحدة من أكثر المباريات المهينة التي لعبناها).
وكذلك ذهبوا إلى سانتا في، حيث المسؤولية للقبهم السابق بدأت. في فندق (الفاتح)، شكوك بيلسا تغلبت عليه واستولت عليه فبعد الخسارة القاسية بـ6-0 بدأ بسؤال نفسه. بيلسا:(أغلقت الباب على نفسي وأغلقت الستائر وأغلقت المصابيح وأدركت المعنى الحقيقي لتعبير نستعمله دائماً "أريد الموت" ثم انهمرت دموعي بغزارة. لم أستطع فهم ما يدور حولي. لقد عانيت كمحترف وأيضاً كمعجب).
بيلسا:(هاتفت زوجتي، لاورا، لثلاثة أشهر ابنتنا كانت معلقةً بين الموت والحياة، والآن هي بخير هل من المنطق أني تمنيت أن الأرض تبتلعني بسبب نتيجة مباراة كرة القدم؟ الأسباب كانت قوية، ولكن على الرغم من ذلك، معاناتي مما حدث تطلبت تبريراً عاجلاً).
ما حدث ضد سان لورينزو لم يكن مجرد خسارة، وبيلسا لم يكن فقط يسأل نفسه إن كان أهلاً للتدريب. لم تكن مجرد حل كان يبحث عنه؛ كانت تبريراً لفلسفته الكاملة التي كان يلعب بها ويعيش بها حياته. بيلسا جمع لاعبيه بعد ذلك وقال لهم:(إذا كان علينا أن نعيد النظر في المشروع، يجب علينا فعل ذلك سويةً. سنبحث عن طريقة جديدة إذا لم نشعر بأننا سنستطيع تحقيق الأهداف التي وضعناها في بداية الموسم).
نيوز تعادلوا بنتيجة (0-0) مع فريق يونيون، لكن بيلسا كان قد بدأ في طريقه الجديد. لم يناسبه، لقد قرر ذلك، إعتقدوا أنه تمادى في جنونه، لكن من وجهة نظره أنه لم يتمادى بما فيه الكفاية. يقول بيلسا عن ذلك الوقت: (وبما أنني ما زلت تحت تأثير الصدمة، تولد لدي مفهوم جديد في كيفية فهم تكتيكات الفريق. كانت لدي بعض الأفكار عن اللعب الفردي وما ستؤديه لتخلل في المنظومة، مما جعلني لا أضيفها في التدريبات لأنهم كانوا يحتاجون للمداورة بشكل كبير. لقد تخطينا عثراتنا لنعيد بناء المنظومة ووضع مشابه للذي مررنا به كان كافياً لنعيد الانطلاق بالفكرة الأساسية، من خلال عدد كبير من التغييرات في المراكز).
للوب يتذكر ذلك الوقت على أنه واحد من أكثر الأوقات الموترة والمثيرة للأعصاب: (مارسيلو كان يحاول أن يجد التكتيك المثالي، وكانت هنالك أيام من الحديث والحديث، لأن لا أحد كان سعيداً بالنتيجة، وكان علينا أن نضع التكتيك معاً. أول تغيير متطرف أحدثه كان بيرتي للداخل، وروسي للخارج. فقط هذا. ثم مع الوقت أحدثت تغييراتٍ عدة).
للوب تم تحويله للاعب وسط. خوليو سالدانا تم تحويله من الظهير الأيمن للأيسر، مع تغيير مركز إدواردو بيريزو من ظهيرٍ أيسر لمتوسط ميدان أيسر. قامبوا، الليبرو، تحول للجهة اليمنى، مع مسافة قصيرة خلف قلب الدفاع ماوريسيو بوكتينيو ليغطي على تقدم قلب الدفاع في حالة تم سحبه من قبل الرجل الذي يراقبه. في الأسبوع التالي هزموا روزاريو سنترال (1-0). ثم ذهبوا لملاقاة راسينغ وتغلبوا عليهم أيضاً بنفس النتيجة، وأيضاً جيمنازيا وإسقريما بنفس النتيجة (1-0). الثورة أعطت مفعولاً سريعاً. توفيت زوجة سالدانا في حادث سيارة، لكنه استمر باللعب، واجداً الدعم من بيلسا وفريقه.
النتائج أثمرت حتى في كأس الليبرتادوريس. نيوز قاموا بسلسلة من الانتصارات في مرحلة المجموعات وحققوا انتصاراً مفاجئاً على سان لوينزو بنتيجة (1-0). وكلما كان بيلسا يؤدي بشكلٍ أفضل، كلما زادت الاختبارات على طرقه وزادت الأسئلة حولها: (ماهذا الأسلوب الجديد؟ هل بيلسا من البيلارديستا أو من المينوتستا؟)
للوب أصر على: (بيلسا لا يتبع بيلاردو أو حتى مينوتي، عقله التكتيكي الذي كان يرى على أنه سلبي، المدرب الدفاعي، لكن تكتيكاته لم تكن تتمحور حول الدفاع وإغلاق المنافذ على الخصم. وبيلسا أثبت ذلك. لقد كان مزيجاً بينهما، دائماً يفكر بمرمى الخصم، مع التنظيم والتوازن الذي سيعطينا الفرصة للضغط على الخصم في أبعد نقطة ممكنة عن مرمانا مع اللعب عامودياً أكثر من اللعب أفقياً. لقد استعملنا كل مساحات الملعب عامودياً في الوصول لمرمى الخصم. بيلسا مثل الاندماج بين المدرستين)
ذلك بالضبط ما رآه المدرب بعدما أصبح مدرباً للمنتخب في عام 1998: (حاولت أن آخذ أفضل ما لدى الإثنين، قضيت 16 عاماً من حياتي في الاستماع للاثنين: 8 منها لمينوتي الذي يفضل الإلهام والكرة الجميلة، و8 أخرى أعطيتها لبيلاردو، الذي كان يفضل العمل والنتائج أكثر من كل شيء)
مينوتي وبيلاردو قاما بالرد كما يجب على أي شخص أن يفعل. حيث قال مينوتي:(بيلسا هو شاب مع بعض المخاوف، هو لديه أفكار ويعلم كيف يطورها. لكننا لا نتفق في نقطته الأولى: أن كرة القدم سهلة التوقع وأنا أخالفه في ذلك)، بينما بيلاردو ادعى أن بيلسا يكرر ما قد فعله مسبقاً: (أوافقه في نفس التفكير لأنه يبدو لي أننا فعلنا ذلك في عام 1986، لديهم الكثير من الفيديوهات لدراسة الخصم، كما فعلت أنا سابقاً).
البعض قد يناقش أن فكرة بيلسا في التمرين على 120 حالة مختلفة كانت من أفكار بيلاردو نفسه، لكن أفكار بيلسا في الهجوم متى ما أتيحت له الفرصة لذلك كانت تصب في منطقة مينوتي من المنظور العام. بيلسا لم يتقبل إصرار بيلاردو على أن 7 لاعبين من الفريق يجب عليهم الدفاع و3 كان يجب عليهم الهجوم. حيث يقول عن ذلك: (أنا مهووس بالهجوم، عندما أشاهد الفيديوهات مثلاً، أشاهدها لأتعلم كيف أهاجم الفريق لا لكي أتعلم كيف أدافع ضدهم. فكرتي في كرة القدم، في حالة الدفاع هي بسيطة: سنجري طيلة الوقت. أنا أعلم أنه أسهل أن أدافع عوضاً عن صناعة الفرص. الجري على سبيل المثال، هو محض شيء نابع من الرغبة. لكن لتصنع الفرص يجب أن يكون لديك كم هائل من الموهبة.)
بالنسبة لبيلسا، الدفاع كان أول خطوة للهجوم. هو لم يجهز فريقه لتحمل الضغط لكنه جهزهم لاستعادة الكرة في أعلى نقطة ممكنة من الملعب. ويشرح ذلك في قوله: (عندما يحظى الخصم بالكرة، الفريق بأكمله يضغط، دائماً محاولين قطع الكرة في أقرب نقطة ممكنة لمرمى الخصم، وعندما نحصل عليها سنحاول اللعب بكل الأبعاد الممكنة ونصنع المساحات لمباغتة خصمنا)
بيلسا يقول أن فلسفته يمكن إختصارها في أربعة عوامل رئيسية: (concentración permanente, movilidad, rotación y repenitización) أول ثلاثة من السهل ترجمتها وهي : التركيز الدائم، الحركية، وتدوير الكرة. والرابعة على الرغم من أنها كلاسيكية من بيلسا. في الموسيقى كلمة (repenitización) تستعمل في التدرب على عزف قطعة موسيقية من بدون أن تتدرب عليها أساساً. المصطلح في كرة القدم قد يحمل شيئاً من الارتجال كما يحتوي على بعض الإلحاح. إنه يختصر الحدس المثالي لفلسفة بيلسا، التي تطالب اللاعبين بفعل شيءٍ يقومون به لأول مرة، المفارقة تشير إلى أنه لا جدوى مع ذلك في محاولته للوصول إلى المجد الذي يتمناه. يقول بيلسا عن وقته في نيوز: (الممكن تم تحقيقه). ويكمل عنه للوب: (نحن الآن نقوم بالمستحيل) عندما يتحدث للوب عن لعب المباراة بنعومة وأيضاً التحلي بالإيمان، هذا ما يعنيه هو: بيلسا يبدو عليه أنه يطمح بالوصول للمجد كما يبدو عليه ذلك ف رغبته بالانتصار في المباريات، وذلك بالطبع ما يعطيه طابعه القاسي.
ومثل الكثيرين من الجنوب أمريكيين، بيلسا انعكست عليه الكثير من الجوانب من الكرة الهولندية في بداية السبعينات، وأسلوبه المبسط بدأ من فلسفة الكرة الشاملة الخاصة برينوس ميتشيلز؛ في الواقع التاشبه الكبير بين أسلوبه والأسلوب الذي اعتمد لويس فان خال في تدريب أياكس حوالي نفس الوقت. الرسم الفني الأساسي كان هجيناً من (4-3-3/3-4-3)، على الرغم من أنه كان مرناً ويتغير بحسب تغير الخصم. يقول للوب: (لقد كان يريد إعطاء اللاعبين نوعاً من التنوع، لم تكن مشكلة في تغيير المراكز لأننا كنا مقتنعين بالذي كنا نفعله. عندكما ترى النتائج، وترى أن ما يخبرك به يعمل، عندها ستقوم بكل شيء لفعل ما يطلبه منك)
نهج استباقي، تم أخذه لأقصى حدوده، يحظر المراكز الثابتة. المراكز أصبحت نسبية، كما يقول عن ذلك الأسطورة أريغو ساكي، وأصبحت المراكز تحدد بعوامل أربع: المساحة، الكرة، الخصم وزملائك في الفريق. بيلسا يتحدث عن ذلك بقوله: (لا يمكننا أن نحظى بلاعبين في الفريق يظنون أنهم يمكنهم إنهاء المباراة من تلقاء أنفسهم. المفتاح في اللعب هو أن تشغل الملعب بشكل جيد، أن تحظى بفريق قصير مع مساحة لاتزيد عن الـ25 متراً بين رأس الحربة وقلب الدفاع، وتحظى بخط دفاع لايتأثر إذا غير أحد ما مركزه.)
الأثر الأكبر والمباشر على بيلسا، كان من قبل الأوروغوياني: أوسكار واشنطن تباريز، مدرب تبدو طريقة عمله تتعارض بشكل غريب مع أفكار بيلسا. يقول بيلسا: (كرة القدم تعتمد على أربعة أفكار كما يصنفها تباريز 1) الدفاع، 2) الهجوم، 3) كيف تتحول من الهجوم للدفاع، 4) كيف تتحول من الدفاع للهجوم. المشكلة أنك ستحاول تطبيق هذه العوامل بأسهل طريقة ممكنة)
مع تبني فكرة جريئة كهذه، بيلسا تم تشجيعه من قبل أكثر اللاعبين حماسة وتنوعاً في نيوز. إذا على سبيل المثال، جيرارد مارتينو صانع الألعاب، وجد نفسه يواجه إثنين من لاعبي "الهولدينغ"، ألفريدو بيرتي سيقوم بدعم زميله لكيلا تحصل مواجهة عدم تكافؤ. والتي ستؤثر في منطقة أخرى طبعاً. بيلسا يسأل: (مالذي سنفعله حينما يواجه بيريزو إثنان من أكثر اللاعبين إبتكاراً في تشكيلة الخصم؟ للوب يجب عليه الصعود إلى المركز الذي تركه بيرتي أو سالدانا يصعد ليغطي مركز بيريزو، وبالتالي يتحرك بيريزو لمركز بيرتي الأصلي يمكن القيام بالإثنين لكن أيهما يجب تطبيقه؟ هذا يعتمد على حكم اللاعبين)
نيوز خسروا مرة واحدة في ذلك الموسم في الدوري وحققوا الكلاوسورا بفارق نقطتين عن فيليز. في الليبرتادوريس، تغلبوا على ديفينسور سبورتينغ ليضربوا موعداً في ربع النهائي مع سان لورينزو، ألم هزيمة الـ(6-0) كان ما زال موجوداً، لكن هذه المرة هم انتصروا بـ(4-0) في روزاريو ويعودوا في الإياب ليتعادلوا بنتيجة (1-1). في نصف النهائي، نيوز اضطروا إلى ركلات الترجيح ضد أمريكا دي كالي وانتصروا ووصلوا للنهائي ليواجهوا ساو باولو الذي كان يضم لاعبين من أمثال: كافو وراي، نيوز لعبوا ركلات الترجيح مرة أخرى لكن هذه المرة هزموا.
بيلسا كان مرهقاً من تدريب الفريق الذي دعمه وجعلهم يلعبوا بالطريقة التي ابتكرها هو، لقد استقال. يقول للوب: (لقد حاولنا إثناءه عن قراره، لكن هذه كانت القشة الأخيرة. هو كان يريد الاستقالة قبل هذا، ومع مارتينو ذهبنا لمنزله وأقنعناه بالبقاء لفترة أطول قليلاً، ولكن بعد شهر أو اثنان، قدم استقالته. هو على ما يبدو فهم أن حقبته قد انتهت. وحين رحل، انتهى بنا الحال في اللعب لتجنب الهبوط. لقد كانت حالة مأساوية.)
بالنسبة لبيلسا، الطريق كان واضحاً. النمط استمر في كل فريق آخر قام بتدريبه: الرغبة بتحقيق نتائج مذهلة، ثم الانهيار والتعب. لقد حصلت في فيليز وأتلتيك بيلباو، الذين لعبوا كرة مذهلة في موسم بيلسا الأول معهم، تحديداً في انتصارهم على مانشستر يونايتد في اليوروبا ليغ، قبل أن يبدأوا بالتساقط في موسمه الثاني مع رحيل بعض لاعبيه وعدم مقدرة الباقين على الاستمرار في نفس المستوى الذي كان يطالب به مدربهم.
بيلسا صرح في وقته في فيليز: (إذا لم يكن اللاعبين بشراً، لم أكن لأخسر أبداً) لكن اللاعبين من البشر. وربما لذلك أطول سلسلة نجاحات له كانت على الصعيد الدولي مع المنتخبات. بعد كأس عالم مخيب للآمال سنة 2002 مع المنتخب الأرجنتيني (في ذلك العام الأرجنتين سددت أكثر من أي منتخب آخر وحصلت على أعلى نسبة من الركنيات لكنهم لم يوفقوا وخرجوا من المجموعات) بيلسا قاد الأرجنتين لنهائي الكوبا أمريكا عام 2004 وكسب ميدالية أولمبية ذهبية. مع منتخب تشيلي، قام بتعريف فلسفة البلد بشكل فعال، جاعلاً منهم واحدة من أكثر الدول مشاهدة في كأس العالم 2010واضعاً القواعد الأساسية في البناء والتي استمر عليها منتخب تشيلي في كأس العالم 2014 مع خورخي سامباولي. تلميذ بيلسا وخليفته.
هذا ربما يكون إرث بيلسا العظيم، ليس البطولات التي حققها، لكن المدربين الذين ألهمهم، مدربون قادرون على معاملة اللاعبين على أنهم بشر.
تمت الترجمة من قبل: nedhal_1420_N7@
الرابط الأصلي للمقال: (http://8by8mag.com/el-loco/)