أُهديت إِيّايَ منها .. 

بضعةٌ من قبل عام

وهلةٌ مرت بسحر

دقَّ ناقوسٌ بقلبي

ثم أعلنت ارتباكي

حين جاء الصمت رداً

جفَّ في حلقي الكلام

***

بابتسامّ طوقتني

في غموضٍ هدْهَدَتني

عندها استغنيت عني ..

عن كياني مثل طفل

في انتشاء في سلام

***

قبل عام .. 

كالربيع الخصب هلّت

أزهرت أرجاءُ نفسي

بلبلٌ في القلب غنّى

روحها أهديت روحي

واهبا ودي وأنسي

وافتتنا بالغرام

***

كي يجيء الصيف قَيظاً

شمسه كانت لهيباً

في هوانا أججتنا

بالتناغي أنضجتنا

فاكتوينا بالتمادي

واحترقنا في الهيام

***

ثم ذبنا في خريفٍ

تسقط العبرات فيه

أحتويها .. تجتويني !

أجْتويها .. تحتويني !!

أجدبت أغصان غرسي

بعثرت أوراق ذاتي

في التلاحي والوئام

***

بعد حينٍ .. أمطرتني

وانجلت من بين مُزن

فارتوت روحي بغيث

كان مدرارا كفيض

تحت زخات الرسائل

ارعدت من خلف سترٍ

أبرقت بين الغمام

***

مر عام ...

في التعني والتأني

والتداني والتمني

والتنائي والتروي

في صفاء أو خصام

***

قبل أن ينبتّ عامٌ

إذ رياح الهدم هبت

في جمود حطمتني

في جنون مزقتني 

وانتهى أبداً كياني

وارتضت موتي لتمضي

في اختيال و انسجام

***

بعد عامّ

بتُّ أياما بظني

أنْ ستهديني اشتياقاً

أنْ بريدا سوف يأتي

علَّ بعض الود يحيي

بعض قلب

ليس يرجو الالتئام

***

هدّني إحسان ظني

خاوياً أصبحت أمضي

لم يعد مني سوى

أشلاء نبض من فؤاد

دكّه الموت الزؤام

لم يعد بي غير ذكرى

بضعةٌ منها بجوفي ...

أُهديت لي منذ عام!


09-01-2023