يصلي معنا الفجر مسن ببدلته الصفراء ، ثم يكنس حارتنا إلى صلاة الظهر ، كل يوم ذات الأرصفة والشوارع ، يدور في فلكه الخاص ، لا تعلم بمن يفكر ولا ماذا يردد ، ربما هو متفائل بالعشرة ريالات اللتي يحصل عليها من كفيله المحترم كمكافأة مجزية للسبع ساعات اللتي ظلها منكفأ على مكنسته يثير غبار الذكريات الجميلة ، تحت لهيب الشمس الرائع .. 

هو لا يكدره شئ سوى أن هذه العشرة تجمع له كل ثلاثين يوما ليتسلمها كراتب شهري تقديرا لجهوده ودعما له ولعائلته اللتي تنتظر نصفها أو أكثر .. 

إنه يحبنا بجنون ويقدرنا بامتنان ، ولذا هو لا يرفع عينيه تجاه صبي من صبياننا احتراما وتقديرا ، لا يبصق على هذه الأرض تقديسا ، يسبحنا ويحمدنا نحن المساكين عند التقاط كل قمامة من مخلفاتنا .. 

يصلي معنا كل يوم الفجر ، مسن ببدلته الصفراء ، لا تسمع صوته ولا تدري حاله ، لكنه إذا سجد أطال السجود ، ليخبر الله بكل شئ ..